بقلم د. صبورة السيد
الشباب هم القوة الفتية للمجتمع على مر العصور، هم من يتحدد على أيديهم المستقبل، وبهم تتقدم البلدان وتعمر المدن ويحيا العلم وتسود المعرفة، فهم الأمل المنشود في كل مجتمع، ولاسيما طلبة العلم لذا يجب التوقف عند محطتهم وتسليط الضوء على مشكلاتهم، خاصة ما يصيبهم من حيرة عند تحديد الكلية التى سيلتحقون بها، لذا حاولت أن أقدم بعض الحلول والنصائح والإرشادات التى تساعد أبناءنا الطلاب على اجتياز هذه المرحلة واختيار الكلية المناسبة لهم.
معرفة قياس قدرات الطالب لنفسه: حيث يجب على الطالب أن يعرف درجة قابلياته وإمكانياته العقلية في الدراسة بين قدرة الفهم والحفظ والتفرغ الدراسي والظروف العائلية والخاصة التي تأثر على الحياة الدراسية.
معرفة الرغبة والميول لدى الطالب لنفسه: فيجب على الطالب أن يعرف ما هي الرغبة التي بداخله؟ وإلى ماذا يميل أكثر؟ وفي أي التخصصات يتوقع نجاحه؟
الاستشارة: فمن استشار أهل الخبرة شاركهم عقولهم، لذا يجب على الطالب أن يستشير أهل الخبرة في التخصصات العلمية ومنهم الأساتذة الفضلاء من المدرسين والمعلمين وأساتذة الجامعات والطلبة الذين اجتازوا تلك المرحلة ممن تتوفر لديهم الخبرة الكافية لتقديم النصح والإرشاد نحو بوصلة الإختيار الأنسب.
هذه الأمور الثلاث كفيلة بحل تلك المشكلة وتبديد تلك الحيرة، شريطة أن يتم تطبيق تلك الخطوات الثلاث بدقة، ففيما يتعلق بالخطوة الأولى وهي معرفة قدرات وقابليات وإمكانيات الطالب لنفسه، فإن الطالب حينما يتعرف على درجة قدراته وقابلياته وإمكانياته العقلية الدراسية يستطيع أن يحل نصف المشكلة، فعلى سبيل المثال حينما يكون أحد طلاب كلية الهندسة الجدد متحيرا بين التخصص في الهندسة المدنية والكهربائية فبمجرد أن يتيقن بأن قابلياته غير قادرة على التخصص في الهندسة الكهربائية فإنه سيختار المدنية، وفيما يتعلق بالخطوة الثانية وهي معرفة الرغبات والميول لدى الطالب نفسه، فإن الطالب حينما يحب ويرغب تخصصا ما سيتفاعل معه ويمكن أن يبدع فيه بكل نجاح، وعلى العكس فيما إذا كان لا يحب تخصصا ما فإنه لن يتفاعل معه، وبهذا ربما لا يصل الى عتبة النجاح، فمثلا إذا كان ميول ورغبة أحد الطلاب دراسة القانون فإن ذلك سيحثه على اختيار كلية الحقوق دون الكليات الأخرى المتوفرة، ووفقا للخطوتين الأولى والثانية سيتخذ الطالب قرارا في اختيار التخصص الدراسي الصحيح، أما الخطوة الثالثة وهي الاستشارة فهي خطوة مقومة ومعززة للقرار الذي تولد لدى الطالب من تطبيق الخطوتين الأولى والثانية، فحينما يستشير أهل الخبرة الثقات في التخصصات الدراسية المتوفرة له سوف يتعزز لديه الاختيار الدراسي المناسب.
وأخيرا فإن الطالب إذا وفق لاختيار تخصصه الدراسي المناسبة أنتج ثمارا يانعة ومنافع مونقة لبلده ووطنه، وينتج منظومة متكاملة من الشباب القادرين على بناء وطنهم والمؤهلين لصنع الحضارة والتقدم والازدهار
ساحة النقاش