إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا مريم عادت لتوها من دعوة على الغذاء من صديقتها المقربة ريهام وذلك بمناسبة أنها باعت قطعة أرض قد ورثتها هي وأختها عن والدهما بمبلغ خيالي ما كانتا تحلمان به، ولهذا أقامت وليمة فاخرة دعت لها كل صديقاتها وبعض الأقارب.
سألتها جدتها عن تفاصيل الدعوة، فأجابتها أن ما حدث يشبه الحكايات، فقطعة الأرض تلك كانت ملكيتها مناصفة بين والد ريهام وعمها وعندما مات الأب جار أخوه على حق البنتين بشكل مجحف، ورغم تدخل الكثير من أفراد العائلة فقد ظل العم يظلم البنتين، ولكن حدث ما لم يكن يخطر على بال فقد وقع فريسة المرض واحتاج إلى مبلغ كبير للعلاج فاضطر لبيع الأرض.
وطبعا وافقت ريهام وأختها على البيع، وكانت المفاجأة الثانية في المبلغ الخيالي الذي حصلتا عليه والذي عوضهما عما أخذه العم ظلما منهما، والغريب أن كل ما نهبه من البنتين سيصرفه على رحلة علاجه وسيسافر للعلاج وهما ستذهبان للعمرة لشكر الله على عودة حقهما المسلوب.
ابتسمت الجدة وعلقت أنه لا حق يضيع وحتى لو لم يكون بشكل مباشر كما حدث مع ريهام وأذختها، فإنه يعود بطريقة غير مباشرة كأن يكون فداء للإصابة بأي مرض أو حادثة تحتاج إلى أموال كثيرة قد تعادل ما أخذ منهما أو أكثر.
المشكلة الحقيقية في العم وأمثاله الذين يستغلون وضعهم في سلب حقوق من يرونهم في مكانة أقل منهم ويتوهمون أنهم قادرون على الاستحواذ على حق الغير غافلين عن حقيقة أنه مهما بلغت قوتهم هم ضعفاء أمام نكبات القدر ومتناسين أن الحياة دائرة لهم رب خالقها يحكمها بالعدل.
ساحة النقاش