بقلم د .حنان سليمان
تتعرض الجبهة الداخلية المصرية لضغوط غير مسبوقة، فبينما تعاني البلاد من أزمة اقتصادية مستمرة منذ نحو عام ونصف العام، يظهر تهديد جديد للأمن القومي، وشظايا حرب تتطاير على الأراضي المصرية لتضيف إلى استفزاز المشاعر من مشاهد إجرام دولة الاحتلال في غزة استفزازا من نوع آخر يتعلق بالأرض المصرية نفسها، فضلا عن اقتراب الانتخابات الرئاسية التى ينتظرها المصريون حيث تمثل لهم عرسا ديمقراطيا يختارون خلاله رئيسهم، مثل هذه الضغوط تمثل تحديا للقيادة في أي دولة، ففي النهاية لا يمكن لأي نظام سياسي أن يعمل بمعزل عن شعبه مهما كانت الدولة قادرة على صياغة تقديرات دقيقة للموقف وكيفية التعامل معه.
هنا يأتى دورنا كمصريين في حسن إدارة هذه الضغوط التي هي بكل تأكيد ليست بسيطة أو هامشية، دورنا حيوي وضروري لترك المجال للقيادة كي تعمل بعقل بارد يتعامل مع مقتضيات الموقف وليس الاستجابة للضغوط داخلية، دورنا يتمثل فى دعم قيادتنا والوثوق فى قراراتها، خاصة فى تلك المرحلة الفارقة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية.
تلك المرحلة تستلزم منا الاطمئنان لقدرة المؤسسات والأجهزة المصرية على الإلمام بالخيوط المتشابكة في المنطقة، والتصرف بحكمة وفق متطلبات كل موقف، ولا ريب أن أجهزتنا المصرية لديها رصيد هائل من النجاحات التي أحرزتها في لحظات حرجة من عمر هذا الوطن، هذا الرصيد كافيا ليطمئن المصريين على أن الأمن القومي في أيد أمينة.
كلماتى ليست تقديسا للسلطة أو القيادة السياسية، لكنها دعوة صادقة وأمنية أتطلع من جموع المصريين تحقيقها خلال المرحلة الراهنة لنعبر بوططنا إلى بر الأمان وهى الاصطفاف خلف القيادة ودعم الوطن، وتنحية أى خلافات داخلية أو انقسامات –وحاشا لله أن تكون هناك انقسامات بين المصريين- ولكن أقصد اختلافات فى الرأى، دعوتى من أجل إعلاء صوت الوطن ومصلحته فوق أى مصلحة أخرى، فلا شك أن الاستقرار الداخلى والتأييد الشعبى ينكعس بشكل إيجابى على تحركات الدولة الخارجية ومما تتخذه من قرارات مصيرية.
ثقوا بقيادتكم.. وادعموا وطنكم.. وسألوا الله أن يحفظه من كل حاقد وحاسد ومتربص.. حفظ الله مصر وأهلها .
ساحة النقاش