كتبت: أميرة إسماعيل 

 

ما زالت المرأة قادرة على إثبات كفاءتها فى خدمة وطنها حيث أكدت ذلك بالتحاقها بأول دفعة من خريجات الجامعات بكلية الضباط المتخصصين بالأكاديمية للعمل فى بعض الجهات الأمنية فى عام 1984، وعلى مدار سنوات من التحاقها بالعمل الشرطي أثبتت كفاءتها وتحملها المسئولية والتضحية من أجل الوطن، حيث تدرجت من رتبة "ملازم أول" لتصل بجدارة إلى رتبة "اللواء".

"حواء" تلقى الضوء على تاريخ الشرطة النسائية وأهم المحطات التى مرت بها.

 

البداية كانت فى عهد السيد اللواء د. عبد الكريم درويش، رئيس أكاديمية الشرطة، واللواء حسن أبو باشا، وزير الداخلية، حيث بدأت وزارة الداخلية بفتح أبوابها لالتحاق الفتيات بها عام 1984 لأول مرة في تاريخها، إلا أن الإقبال في البداية كان محدودا من الفتيات وذلك تأثرًا بالثقافة المجتمعية التي كانت ترى العمل بالشرطة ضمن الأعمال التي لا تناسب الفتاة، ليتم بعد ذلك وقف الالتحاق بأكاديمية الشرطة للفتيات، واستمرت فقط في قبول الطبيبات والأخصائيات الاجتماعيات، لكن عادت أكاديمية الشرطة فى عام1990 واستقبلت الفتيات من خريجات الجامعات المصرية من جديد، والطالبات اللاتي يتم قبولهن بكلية الضباط المتخصصين، وبعد 4 سنوات من الدراسة تخرجت أول دفعة من الضابطات للمرة الأولى في تاريخ الشرطة المصرية.

واستمرارا لإثبات كفاءة المرأة المصرية فى العمل بالشرطة المصرية فقد تم إنشاء إدارة مكافحة جرائم العنف ضد المرأة بقرار 2285 الصادر سنة 2013 لشهر مايو تحت متابعة العنصر الشرطي النسائي، وذلك حتى لا تشعر الضحية بالحرج عند حديثها عن الواقعة.

 

فرق الإطفاء النسائية

تم تشكيل فريق نسائى من 14 فتاة من خريجات معهد معاونى الأمن تقودهن ضابطة تحت اسم "مواجهة الكوارث والمشاركة فى عمليات الإطفاء"، وهذا هو اسم أول فريق نسائي للحماية المدنية الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية، لتستحدث الوزارة لأول مرة فى تاريخها فرقا وطواقم الإطفاء النسائية.

 

الكوموندوز النسائي

هى دفعة من القوات الخاصة النسائية والتى ضمت خريجات معهد معاونات الأمن اللائى تميزن بلياقتهن البدنية العالية وقدرتهن الفائقة، كما تم الاستعانة بالضابطات لتدريب الطالبات الجدد بالقسم في أكاديمية الشرطة، وجرائم العنف ضد المرأة لتتعامل الشرطة النسائية بشكل مباشر مع الجمهور، ولتساهم في عمليات التأمين بالأماكن المختلفة لحفظ الأمن، فضلا عن مواجهة الإرهاب وتأمين المرافق المهمة بالدولة مثل محطات المترو والقطارات.

 

مثال للتفانى فى العمل

تقول النائبة سحر صدقى، عضو مجلس النواب: أثرت الشرطة النسائية بشكل إيجابي على العلاقة بين المواطن والجهات المعنية خاصة الأمنية منها بعد منح المرأة أدوار مهمة سواء قيادية أو أمنية، كما ساعدت على كسر حاجز الرهبة بين الأمن والمرأة، لتشكل حلقة الوصل بين السيدات الجهات الأمنية من خلال تقلد الفتاة والمرأة المصرية دورا مهما داخل بعض الإدارات الحيوية بوزارة الداخلية كقطاعى حقوق الإنسان والطبي.

 

وتقول النائبة إحسان شوقى، عضو مجلس النواب: أثبتت التجربة المميزة لإنشاء جهاز الشرطة النسائية عام ٢٠١٦ بهدف تحسين الخدمات المقدمه للنساء في مصر  والدفاع عن حقوقهن وحمايتهن من الاضطهاد الأسري والتحرش نجاحها الكبير في التصدي لكل أنواع العنف الموجه ضد المرأة وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للنساء اللاتي يتعرضن لهذا العنف، كما أن التدريبات التي تتلقاها الفتيات في كلية الشرطة النسائية تزيد من قدرتهن على مواجهة أي تحديات والمشاركة في كافة المواقف الصعبة .

وتتابع: نظرا للجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية من أجل زيادة تفعيل دور العنصر النسائي ورفع كفاءته، فقد أصبح وجود الشرطة النسائية ضروريا في مجال العمل الأمني، كما أن التحديات التي واجهت أفرادها واستطاعتهن التغلب عليها ليثبتن كفائتهن وعزيمتهن القوية ساهمت فى تواجدهن في كافة المجالات الأمنية تقريبا، وكذلك في قوات حفظ السلام التي كانت مقتصرة على الرجال فقط .

 

التوعية ومنع الجريمة

تقول دينا الجندى، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة: إن دور الشرطة النسائية مهم وضروري للغاية في مصر، وقد شجع على إدماج المرأة فى منظومة الشرطة السياسية التى تدرك جيدا دور وعطاء المرأة فى كل المجالات، فضلا عن دورها فى التعامل مع القضايا المتعلقة بالنساء والأطفال لأنها الأفضل في فهم قضاياهم وتقديم الدعم والمساعدة لضحايا الجرائم القائمة على النوع الاجتماعى، بجانب استخدامها في التوعية المجتمعية التي تهدف لمنع الجريمة والحد من إدمان المخدرات من خلال التواصل مع أفراد المجتمع، حيث يستقبلن أفرادها بشكل أفضل من الرجال خاصة وأنهن مدربات بشكل أفضل للتعامل مع السيدات.

وترى د. إيمان حشاد، أستاذ مساعد علم نفس الطفل ووكيل كلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة مدينة السادات ومدير وحدة تكافؤ الفرص ومناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة أن عمل المرأة في الشرطة النسائية يخدم مصلحة المجتمع ككل، وأنه يمكن الاستفادة من طبيعة وخصائص المرأة في هذا المجال بجانب الرجل، حيث إن طريقة تفكير الرجل والمرأة تختلف عن بعضهما البعض، فمثلا الرجال يفكرون بشكل فردى والنساء تفكر بشكل متعدد، وبينما يفكر الرجال فى الصور أما النساء تفكر في الكلمات، لذا يمكن الاستفادة من هذه الاختلافات في طريقة التفكير بين الرجل والمرأة في العمل الشرطي، حيث يكون الاختلاف بينهما مكملا ويدعم التفكير الشرطي الجيد المتكامل.

المصدر: كتبت: أميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 310 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,889,578

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز