بقلم د. حنان سليمان
سيظل يوم "25 يناير" شاهدًا على بسالة رجال الشرطة المصرية وتكاتف الشعب معهم عندما تعاون أهالي الإسماعيلية مع رجال الداخلية قبل ٦٩ عاما لمقاومة الاحتلال الإنجليزي ورفض تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية للبريطانيين بعد أن حاصرها أكثر من 7 آلاف جندي بريطاني، وكان يدافع عنهما 850 جنديا فقط، وفي معركة غير متساوية القوة دافع رجال الشرطة ببسالة عن الأرض بقيادة الضابط الشاب مصطفى رفعت حتى سقط منهم 50 شهيدًا و٨٠ جريحا.
تصدى رجال الشرطة المصرية لقوات الاحتلال البريطاني واستبسالهم حتى اللحظة الأخيرة في الدفاع عن الوطن دفع الجنرال الإنجليزي اكسهام وجنوده لتقديم التحية العسكرية لشهداء الشرطة اعترافًا بشجاعتهم في الحفاظ على وطنهم، وقال للمقدم شريف العبد، ضابط الاتصال وقتئذ: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا بأداء التحية العسكرية لهم" .
مشهد يوم ٢٥ يناير ١٩٥٢ لا يتكرر إلا فى مصر المحروسة، رجال الشرطة بأسلحتهم البدائية وعددهم القليل يواجهون قوات دولة عظمى مجهزة بأحدث الأسلحة ليقدموا أرواحهم طواعية فداء للوطن في معركة محسومة قبل أن تبدأ .
تاريخ الشرطة المشرف ودورها البطولي في ٢٥ يناير لا يجب أن يسقط من الذاكرة، علينا أن نحكي لأولادنا جيلا بعد جيل قصة ذلك اليوم ليعرفوا معنى البطولة والفداء، وأن بطولات رجال الشرطة اليوم في الدفاع عن الوطن ضد قوى الإرهاب والظلام ليست وليدة اللحظة لكنها جينات الصمود المتأصلة في أبناء مصر، ولنتعلم من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تحدث عن رجال الشرطة المصرية قائلا: إن رجال الشرطة هانت عليهم أنفسم ولم يهن عليهم وطنهم، ومازال هؤلاء الأبطال حتى الآن يقدمون من بينهم الشهداء دفاعا عن مصر والمصريين .
في ٢٥ يناير من كل عام لا يجب أن يفوتنا تقديم التحية لكل أمهات وزوجات وأبناء شهداء الشرطة الأبطال وأن تملأهم الفخر والعزة لما قدموه من تضحيات وأرواحهم فداء للوطن والحفاظ على سلامة أراضيه، ولتكن عقيدنا وتربيتنا لأولادنا سواء في مدارسنا أو الجامعات وغير ذلك من الأندية والتجمعات الشبابية تحصينهم ضد الفكر المتطرف والتكفيري، وتقديم دراسات علمية وتاريخية وتربوية عن الدور العظيم والكبير الذي يقوم به رجال الشرطة المصرية بمختلف مهامها واختصاصاتها من حفظ الأمن ومقاومة التطرف وتيسير أعمال المجتمع وتنظيمها حتى ينعم المواطن في حياته مستقرا وفي أمن وأمان .
ساحة النقاش