إيمان العمرى
أصحابي الأعزاء صديقتنا أشرقت ظهر عليها علامات الضيق الشديد بعد أن أنهت مكالمة تليفونية مع زميلة لها، وعندما سألتها جدتها عن سبب ما أزعجها أجابتها أنها تحاول الإصلاح بين اثنتين من زميلاتها في الجامعة لكن دون جدوى، وعلى الرغم من صداقتهما التي امتدت لفترة ليست بالقصيرة، لكن حدث أن فسرت أحداهما كلام الأخرى بشكل سيئ عكس ما كانت تقصده ونشب بينهما خلاف حاد نتيجة لذلك، وكلما تدخل أحد للإصلاح وتوضيح الأمر للزميلة الغاضبة وبيان أن الكلام الذي أغضبها كان الهدف منه النصيحة إلا أنها تصر على تصورها وتفسيرها وفقا لما تفترضه من نية سيئة لصديقتها.
بعد أن أنهت أشرقت كلامها نصحتها جدتها بأن تتوقف هي والزملاء عن أي محاولة للإصلاح فمن الواضح أن الصديقة الغاضبة لا تحب الأخرى وتتمنى لها الشر ولذلك فنيتها سيئة تجاهها، وعلى هذا فهي تتصور أن الأخرى مثلها تكرهها وبالتالي أي كلمة تقولها تفسرها بشكل سيئ سواء أظهرت ذلك أو ظلت محتفظة به في ذهنها لتتراكم المواقف السلبية حتى إذا جاء موقف بسيط أو كلام عادي جدا لا يحمل أي شيء انفجرت فجأة معللة ما تفعله بأن الأخرى تضمر لها الشر.
ومثل هذا الثنائي من الأفضل لهما إنهاء أي علاقة بينهما، فعندما يسيطر الظن السيئ على التعاملات يصبح حتى رد السلام "سب وقذف".
وأضافت الجدة أنه من المفيد للجميع البعد عن أصحاب الظنون السيئة الذين يفسرون الكلام بشكل سلبي يتفق مع نواياهم الخبيثة تجاه الآخرين فمثل هؤلاء دائما ما يوزعون الاتهامات الباطلة ومهما قدم لهم الآخرون من خير قولا أو فعلا لن يقتنعوا إلا بما في نفوسهم من أحقاد وكراهية للغير.
ساحة النقاش