بقلم: د. رانيا شارود
الحب ليس مجرد عاطفة يشعر بها الإنسان تجاه حبيبه، بل هو الحياة لأن الحب ليس فقط تلك المشاعر التى تكون بين الحبيبين أو الزوجين أو حتى المخطوبين، بل تتعدد أنواعه وأشكاله ليصل إلى كافة العلاقات التى تجمع بين الأشخاص، بل إن الكره ما هو إلا شعور مضاد للحب الذى هو المسيطر والمتحكم فى المواقف التى يعايشها الإنسان، كما أن العقل الذى قد يسيطر على تصرفات الشخص وأفعاله لا تتأتى إلا بأمر الحب والقلب لأنه لو أحب شخصا سيكون عقله وتعاملته جيدة معه حتى لم يكن له منفعه خاصة فما بالك بالأحبة؟
الحب كلمة كبيرة جدا فى معانيها، رغم أنها من حرفين، حيث يشمل حب الأب لأولاده، و حنان الأم ودفئها عليهم، وعطاء و"دلع" الأجداد للأحفاد، وحب الأصدقاء والأهل، فالحب هو الحياة، ورغم ما نمر من مشكلات إلا أننا نتعامل بالحب، وتحكمنا عواطفنا دون أن نشعر، حتى لو حكمنا العقل إلا أن الحب يظل المحرك الأساسى.
جميعنا نبحث عن الحب الحقيقى، نتمنى أن نعيش فى سلام ومحبة، ننتظر الكلمة الطيبة من الأحباب وسؤالهم عنا، نبحث عن القلوب البيضاء التى تقف بجانبا، لذا يمكن القول إن الحب قادر أن يغير طباع البشر لأننا لا نقدر أن نعيش بدون قلب، حتى أصحاب القلوب المتحجرة هم أول من يطالبون بالاهتمام ويعاتبوا الآخرين على بعدهم.
وأخيرا فإن الحب لابد أن يكون أساسه المحبة بين الطرفين والتوازن بين القلب والعقل والعين حتى يشعر بالحب الحقيقى ويعيشه ويكون كل حبيب قلبه على حبيبه ويقف بجانبه ويسانده ويساعده ويتمنى له التوفيق فبه يعلو ويكبر، وهنا يكون الحب الرباط المقدس بينهم الذى ينجح بالتماسك والقدره على التعايش وامتصاص أى صدمات، أتمنى من الله عز وجل أن يعيش الجميع وينعم بالحب الحقيقى وأن يسعدوا به وجمال إحساسه ومدى سعادته.
ساحة النقاش