ابراهيم شارود
لا ينتهي جمال قصص الحب القديمة ويبقى لها بريقها مهما جرت السنون والأيام، وفي زمن القدماء المصريين حكايات غرام كثيرة سجلتها جدران المعابد والمقابر الفرعونية والتى لا تزال شاهدة حتى يومنا هذا على مشاعر حب وقلوب نبضت بعشق قبل آلاف السنين، وبالعودة إلى التاريخ نجد أن المصريين كانوا يقدسون الحب منذ زمن الفراعنة، وهذا ما يؤكده قولهم قديما عن الحب إنه "هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير"، فكانوا أول من تفاخر بعاطفة الحب وخلدوها في عالم الأحياء على جدران معابدهم وأحجارهم، وفي "قصور الأبدية" "مقابرهم" ليحيا الجميع بالحب في العالم الآخر.
ومن قصص الحب الخالدة قصة الملك أمنحتب الثالث الملقب بأمنوفيس الثالث والذى حب مصرية من عامة الشعب تدعى تي، ورغم رفض عائلته لزواجهما لأنها ليست من العائلة المالكة وتهديده بحرمانه من العرش إلا أنه تزوجها ونصبها ملكة لتصبح الملكة تي، وبعد ٨ سنوات أجبرته العائلة المالكة على الزواج من أميرة أجنبية لظروف سياسية، فذكر أمنحتب الثالث اسم الملكة تي فى وثيقة زواجه الثانية من الأميرة الأجنبية لتكن الملكة تي لأول مرة فى التاريخ من ذكر اسمها فى وثيقة الزواج الثاني، وليقول للعالم كله وهو يبكى "أمنحتب يحب تي وقلبه يصرخ دائما حبيبتك هي تي"، وقد أقام أمنحتب لها تماثيلا بنفس حجم تماثيله، وأنشأ لها معبدا فى منطقة صولب فى النوبة يسمى معبد أمنحتب ملك النوبة ومحبوبته تي.
وهناك أيضا قصة إزادورا؛ شهيدة الحب المصريه التى أحبت المصرى حابى لكن والدها رفض زواجهما لأنه غير متكافئ، فذهبت إزادورا لتقابل حابى لكنها غرقت في النيل، فرثاها والدها فى قصيدة وبنى لها قبرا كبيرا فى منطقة تونة الجبل بالمنيا، ووضع جثمانها على سرير داخل القبر وأصر حابى أن يسير لقبرها، فمشي كل يوم ٨ كليو من الأشمونين غربا إلى تونة الجبل شرقا ليضيء شمعة على قبرها.
ساحة النقاش