إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ريم كانت تقرأ المجموعة القصصية "بين أبو الريش وجنينة ياميش" للكاتب الكبير يوسف السباعي، فسألتها جدتها عن رأيها، فأجابت إن أكثر ما لفت نظرها أنه رغم الشهرة الواسعة التي يحظى بها السباعي في الكتابات الرومانسية وحينما يذكر اسمه أول ما يخطر على الذهن رواياته المغرقة في العاطفة والتي تحولت أغلبها إلى أفلام مثل نادية، ورد قلبي، وإني راحلة، فنجد أن قلمه تناول العديد من القضايا الاجتماعية التي تمس واقعنا ربما حتى الآن، كما ظهر في العديد من أعماله إسقاطات سياسية واضحة تعكس وجهة نظره وأفكاره، ولعل أبرزها تلك التي كتبها في الأربعينات في بداية عهده بالقصص.
أكملت الجدة كلامها بأن السباعي من أروع الكتاب الذين تناولوا قضية الموت في أعماله وربما يرجع ذلك لوفاة والده وهو في سن صغيرة.
ورغم تنوع ما كتبه ما بين القصة القصيرة والرواية والمسرحية والموضوعات والقضايا الكثيرة التي تناولها يبقى الحب هو أهم ما سطر قلمه من كلماته الرقيقة وما أجمله من موضوع يكتب فيه آلاف الأعمال، فوسط بحار الحياة المادية المتلاطمة التي نعيشها وانتشار العنف يبقى العشق هو طوق النجاة لنحيا بإنسانية، وهكذا كانت أعمال يوسف السباعي الرومانسية نسمة هواء عليل في ليلة حارة فاستحق عن جدارة لقب فارس الرومانسية، وهو بالفعل كان فارسا ومتخرجا في الكلية الحربية وعمل بالتدريس بها، وقد تولى في حياته العديد من المناصب المهمة أبرزها أنه كان وزيرا للثقافة، ورئيس مجلس إدارة دار الهلال وغيرها من المناصب الإعلامية والأدبية، كما أنه كان يدعو دائما للسلام والمحبة، وقد اغتالته يد الإرهاب الملعونة من أجل هذا، وذلك في فبراير شهر الحب.
ساحة النقاش