محمد عبدالعال
على الرغم من القرارات التى تتخذها الدولة من وقت لآخر والتى تهدف منها توسيع مظلة الحماية الاجتماعية للمواطنين من خلال رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات إلا أن المواطن المصرى – والمستهدف رفع مستوى معيشته الاقتصادية - يبقى عليه الدور الأكبر فى تحقيق الرفاهية الاجتماعية من خلال دفع عجلة الإنتاج لأنه كلما زادت إنتاجية الفرد زاد دخله، هذا ما أكده د. عبده رشاد، الخبير الاقتصادى فى حواره مع "حواء" حول قرارات الرئيس برفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات ورفع الوعاء الضريبى.
في البداية يوجه د. رشاد عبده الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على تلك الإجراءات، مؤكدا أن قرارات سيادته تؤكد معرفته بمتطلبات المواطن والظروف المعيشية التى يعيشها في ظل أوضاع اقتصادية عالمية صعبة بدأت بأزمة كورونا التي توقفت معها عجلة الإنتاج عالميا مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية وما تبعتها من زيادة في أسعار العديد من السلع ثم الحرب في قطاع غزة وتأثيرها المباشر على المنطقة وفي القلب منها مصر، لافتا إلى أنه في كافة المواقف الاقتصادية الصعبة كان للدولة المصرية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي المبادرة فى تخفيف العبء على المواطن دائما، وظهر ذلك في رفع الحد الأدنى للأجور أكثر من مرة بخلاف زيادة المعاشات وتكافل وكرامة.
من وجهة نظرك هل يكفى رفع الحد الأدنى للأجور لتحسين جودة حياة المواطن أم أن هناك أدوار مكملة لدور الحكومة؟
بلا شك أن زيادة الدخل يعمل على تحسين جودة حياة المواطن وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهله بجانب الإصلاح الاقتصادي المنشود، لكن يجب على التجار مراعاة الأجواء الاقتصادية وتخلى ضعاف النفوس منهم عن الجشع واحتكار السلع الذي يؤدي إلى التهام زيادة الأجور قبل شعور المواطن بالتحسن، وهنا يأتي دور الحكومة الحازم في إنفاذ القانون ضد محتكري السلع من خلال الجهات المعنية .
وكيف استفادت المرأة المصرية من تلك الإجراءات؟
كافة إجراءات الحماية الاجتماعية التي أقراها الرئيس السيسي تنعكس بصورة إيجابية على المرأة المصرية باعتبارها شريك للرجل في سوق العمل وبالتالي الحد الأدنى مطبق على كل منهما، فالأسرة التي يعمل بها الزوج والزوجة تستفيد من رفع الحد الأدنى للأجور مضاعف وبالتالي يؤثر بشكل جيد على مستوى معيشة تلك الأسرة وفي القلب منها المرأة المصرية فهي الضابط الحقيقي لموازنة الأسرة ووزير ماليتها.
وماذا عن فئات المجتمع المختلفة من غير العاملين والمعيلات؟
حرصت القيادة السياسية على زيادة المعاشات بنسبة 15% وهي ميزة تستفيد منها المرأة المعيلة التي تتقاضى معاش بعد وفاة العائل أو ما تستحقه شهريا من معاش تكافل وكرامة والذي يستفيد منه 22 مليون مواطن ويعطي عدد من الميزات مثل مجانية التعليم والحق في دعم السلع، بالإضافة إلى أن رفع المعاشات بنسبة 15% دليل على أن الدولة المصرية لا تنسى كبار السن الذين خدموا الوطن لمدد تتراوح بين الثلاثبن والاربعين عاما فهم في حاجة إلى الرعاية الاجتماعية والصحية، وكثير من السيدات من أصحاب المعاشات ممن توفي عنها زوجها أو من كانت تعمل وتخدم وطنها.
كيف ترى تعيين 120 ألفا من أعضاء المهن الطبية والمعلمين والجهات الإدارية الأخرى؟
لكي تتقدم الدول تهتم بالتعليم والصحة فهما الركيزة الأساسية للنهوض بالأسرة التي هي نواة المجتمع والدولة، فتوظيف ذلك العدد يصب مباشرة في زيادة رفع دخل الأسر المصرية فلا يوجد أسرة ليس منها خريج يبحث عن فرصة عمل فكل أم لديها خريج هو مصدر إضافي للدخل في حالة تعيينه وهو ما تفعله الدولة لتجديد شبابها وسد الفجوة في الوظائف والأماكن التي تحتاج كوادر كالتعليم والصحة، وبجانب دور الدولة وخلقها لفرص عمل هناك دور أساسي يقع على الشاب والأسرة وهو الاختيار منذ البداية، فقبل تحديد الكلية يجب دراسة احتياجات سوق العمل، والمهارات التي يجب الحصول عليها ليصبح إضافة مستقبلية لأى مكان يلتحق به وليست مجرد شهادة يحصل عليها تستنزف جهد واموال الأسرة والدولة التي تسعى كل عام لتوفير الإمكانية المتاحة لمختلف الكليات والأقسام لكي تلبي احتياج الطلاب.
ما هي أهمية رفع حد الإعفاء الضريبي؟
رفع حد الإعفاء الضريبي من إلى 60 ألف له عدد من التأثيرات الإيجابية أولا محدودي الدخل من أصحاب الأجور التي لا تتجاوز 60 ألف في العام معافين من ضريبة الدخل، فيما تطبق تلك النسبة ليستفيد منها كافة ممولي ضريبة المرتبات في الدولة وهو ما ينعكس على العاملين بالقطاع الخاص أيضا كل حسب دخله وعلى الأسرة المصرية.
وما الدور المنوط بالمواطن في تلك المرحلة؟
بعد حزمة الحماية الاجتماعية الأخيرة لا يوجد شك في أن المواطن المصري يشعر بمدى اهتمام الدولة المصرية بتحسين أحواله المعيشية بقدر المستطاع في ظل ظروف عالمية اقتصادية صعبة، لذا على المواطن أن يعمل بضمير ويحرص على دفع عجلة الإنتاج فهو الطريق الوحيد للرفاهية الاجتماعية لأنه كلما زاد إنتاج الفرد ارتفع دخله وتحسن مستوى معيشته، لذا على المواطن دور كبير خلال المرحلة المقبلة وهو العمل المستمر.
ساحة النقاش