إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا أريج كانت تتحدث مع جدتها عن فيديو منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يذكر أن المخلوق الوحيد الذي يزعج الصقر هو الغراب، يجلس فوق ظهره وينقره، لكن الصقر لا يلتفت له كل ما يفعله أنه يطير مرتفعا لأعلى، وكلما ارتفع قل الأكسجين في الهواء، فلا يتحمل الغراب نقصه، ويسقط من فوق ظهر الصقر على الأرض من ارتفاع شاهق فتنكسر رقبته وتتحطم كل عظامه.
علقت الجدة على ذلك بأنه سواء كانت هذه معلومة حقيقية، أم قصة رمزية، فهي بالفعل تعطينا درسا مهما في كيفية الانتقام.
تعجبت أريج من كلام جدتها، فشرحت لها قصدها بأننا في الحياة كثيرا ما نقابل أشخاصا لا هم لهم إلا أذيتنا بالقول أو الفعل، فلو أضعنا وقتنا في التفكير سنكون حققنا لهم ما يريدون بالفعل، ووقعنا في مصيدة الألم النفسي التي نصبوها لنا، لكن إن استطعنا عدم الالتفات إلى ما فعلوه لنا من أذى وواصلنا طريقنا نحو القمة، وقتها سنحقق أكبر انتصار عليهم.
علقت أريج بأن ما تقوله الجدة صعب جدا تحقيقه على أرض الواقع لأنه عندما يتعرض أي شخص لألم يسعى دائما أن يرده وينتقم من الشخص الذي تسبب له في هذا الشعور.
ردت عليها الجدة بأن ما تقوله هو أعظم انتقام، فمن يسعى لإلحاق الضرر بنا لا يريد أن يرانا نسعد بأي شيء، ويتمنى أن يحولنا إلى نفوس مشوهة مثله لا هم لها سوى إلحاق الأذى بالآخرين؛ أن يدخلنا عالم الشر الذي لا يعرف أصحابه معنا للسعادة.
لكن عندما يرانا نجوما متلألئة في السماء، وقتها تقتله الحسرة، وتنكسر رقبته، وتتحطم كل عظامه مثل الغراب تماما.
ساحة النقاش