كتبت: شيماء أبو النصر

"رمضان فى مصر حاجة تانية والسر فى التفاصيل، رمضان فى مصر غير الدنيا طعمه بطعم النيل" حقيقة إنسانية تؤكدها شوارع مصر الساهرة، وناسها وأبنائها فى مختلف دول العالم الذين دفعتهم الحياة للاغتراب خارجها يحملون دوما مشاعر الشوق والحنين إليها خاصة ونحن نستقبل شهر رمضان الفضيل الذى يرتبط معهم بذكريات بيت العيلة وفانوس رمضان وصوت الأذان وتواشيح النقشبندى وسحر ليالى رمضان الساهرة حتى مطلع الفجر.

وعن أجواء رمضان فى الغربة وكيف يتم الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل التقت "حواء" عدد من المصريين المقيمين بالخارج لتسترجع معهم ذكرياتهم التى عاشوها فى وطنهم وعبق نسيم ليالى هذا الشهر..

فى البداية تقول ماجدة صقر، عضو بيت العائلة المصرية فى لندن: أحاول التفرغ فى شهر رمضان للعبادات وقراءة القرآن والمشاركة فى أعمال الخير، فنحن فى الغربة نحاول دائما استلهام أجواء شهر رمضان، لكن هذا الشهر فى مصر فعلا حاجة تانية يصعب أن تتكرر أو تتواجد فى أى مكان آخر بالعالم،  فالتفاصيل فى مصر جميلة ومبهجة تنفرد بها أم الدنيا عن كل دول العالم،  كما أن رمضان فى بلدنا له فرحة وطقوس اجتماعية،  وفى بيتى أحاول أن أقوم بنفس الطقوس والاستعدادات كما لو كنت فى مصر حيث أزين المنزل بزينة رمضان.

وتتابع: معظم ذكرياتى مرتبطة بزينة رمضان وفرحة الفانوس واللعب مع بقية الأطفال، وتزيين الشوارع كلها بالزينات الملونة، والفوانيس الورقية وأغانى الأطفال "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو "وكيف كنا نغنيها للجيران حتى يعطونا البلح والحلويات وكانت فرحتنا لا توصف، وفى لندن أحرص دائما على المشاركة فى حفل الإفطار الجماعى الذى ينظمه بيت العائلة المصرية فى أحد الأماكن المفتوحة بجانب المسجد القريب منا وتشاركنا الكنيسة، ويحضر الإفطار عدد كبير من أبناء الجالية المصرية ونتذكر مع مائدة الإفطار الكبيرة التى نعدها موائد الرحمن العامرة بالخير والمحبة فى مصر.

وعن عزومة أول يوم رمضان فتذكر أنها من نصيب الأسرة والأصدقاء المقربين، وأكثر أكلة يفضلون إعدادها المحاشى بأنواعها لذا تعد الطبق الرئيسى مع التمر باللبن وشوربة العدس، أما الحلو فالكنافة والقطايف، والأهم اللمة الجميلة التى نتذكر معها أيامنا الحلوة فى بلدنا مصر. 

تكافل وتواصل

يؤكد هانى كمال، رئيس ملتقى المصريين بالكويت أن روح شهر رمضان فى مصر تختلف عن جميع دول العالم، وعلى الرغم من أنه يعيش ويعمل فى دولة عربية إلا أن الأجواء المصرية لشهر رمضان والتى تظهر فى الشوارع وعلى وجوه الناس وساعة الإفطار والسحور والتواشيح الدينية ولعب الأطفال بعد السحور والسهر فى ليالى رمضان حتى الفجر كلها مظاهر تنفرد به أم الدنيا مصر. 

وعن كيفية استقباله لشهر رمضان فى الغربة يقول: رمضان شهر العبادات وخاصة صلاة التراويح وختم القرآن، كما أنه ومن خلال ملتقى المصريين بالكويت نقوم بعمل مبادرة شباب الخير للمصريين بالخارج وتجهيز كراتين رمضان لتوزيعها على أهالينا فى عدد من المحافظات ، كما نقوم بإعداد وتجهيز والمشاركة فى مجموعات من حفلات الإفطار الجماعى التى يتم تبادلها بين مجموعة الروابط من المصريين بالخارج، حيث تقوم كل رابطة بتحديد موعد حفل افطارها ودعوة أعضاء الروابط الأخرى،  كما نحرص على تلبية دعوة الكنيسة المصرية فى الكويت على حفل الافطار الذى تنظمه سنويا، بحضور رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وأعضاء البعثة الدبلوماسية وعدد من أصدقائنا من الجانب الكويتى، وممثلين من جميع الروابط المصرية فى الكويت، فى أجواء احتفالية تذكرنا بلمة العيلة والأصدقاء فى مصر، كما يحرص على إعداد عزومة خاصة لأسرته وأصدقائه المقربين برعاية الراعى الرسمى لسفرة رمضان وهو العرقسوس والتمر الهندى.

واختتم حديثه قائلا: شهر رمضان فى مصر حاجة تانية كل حاجة فى مصر حاجة تانية رغم حبنا وتقديرنا لجميع الدول التى نعمل ونعيش بها الآن ولكن وطننا مصر له فى القلب المكانة الأولى والحب الكبير. 

وعن ذكرياته فى مصر أكد أنه لا ينسى أبدا الدورات الرمضانية للكرة والإفطار فى الحسين والسحور فى شارع المعز وزينة رمضان والفوانيس والمسحراتى وكلها ذكريات محفورة فى الوجدان ومعها كل اشتياق وحنين، والمصريين فى الخارج حريصين جدا على التواصل والزيارات خاصة فى شهر رمضان.

استعدادات روحانية

عن الأجواء الرمضانية فى الغربة وكيف يأتى شهر رمضان والاستعدادات له يقول جلال دردير، نائب رئيس بيت العائلة المصرية فى لندن: أعيش فى لندن منذ نحو 40 سنة، ولم تكن هناك وقتها مساجد إلا مسجد واحد ولا يكون هناك تجمعات للعرب والمسلمين كما هو الحال الآن، لكن فى الوقت الحالى ومع انتشار المساجد بشكل كبير وزيادة أعداد المسلمين والعرب ورغبتهم فى التواصل خاصة فى المناسبات الدينية والاجتماعية فقد أصبحت هناك فرصة أكبر لإقامة الطقوس الإسلامية حيث تنتشر المساجد فى كل الأحياء.

ويضيف: الاستعداد لاستقبال شهر رمضان يكون نفسيا وروحانيا بعيدا عن شراء الطعام بشكل كبير كما يحدث للأسف فى مصر فمعدلات الشراء كما هى فى رمضان مثل بقية شهور العام، كما نحرص على تبادل العزومات بيننا كجالية وبقية الجاليات العربية والإسلامية، كما نحرص على صلاة التراويح ويكون شكل المساجد "حاجة تفرح" فالكل حريص على صلاة التراويح بشكل كبير، وأحرص بشكل شخصى على أن يكون ضيوفى فى أول إفطار رمضانى المعارف أو الأصدقاء الذين أعرف أنهم سيفطرون بمفردهم بسبب أى ظرف، فأقوم بدعوتهم للإفطار مع عائلتى، وعندما يتصادف أن أكون فى مصر فى رمضان أحرص على القيام بنفس الطقوس التى اعتدت عليها فى لندن، فأهم شيء فى شهر رمضان هو القيام بالعبادات والروحانيات والتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء من أبناء الجاليات العربية والاسلامية.

المصدر: شيماء ابوالنصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 388 مشاهدة
نشرت فى 30 مارس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,882,819

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز