محمد عبدالعال

رمضان شهر التسامح ونبذ الخلافات ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نكون على علم بكافة الطرق الصحية التي تجعلنا مستعدين بشكل جيد للتسامح والعودة إلى العلاقات الطيبة من خلال استغلال الشهر الفضيل بمعناه الأشمل من الصوم عن الطعام والشراب فقط..

وللتعرف على السبيل لذلك كان لنا لقاء مع عدد من الخبراء والمختصين من خلال التحقيق التالي.

فى البداية تقول د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع: رمضان ليس شهر الصوم عن الطعام والشراب لكنه فرصة لترسيخ كل القيم النبيلة من مودة بين كل أفراد الأسرة وتجمع كبار السن من العائلة بجانب الاشتراك في أعمال الخير التى يحض عليها الإسلام.

ودعت د. هالة الجميع إلى التفكير في الإبداع من خلال أنشطة تكافلية تجمع أهالى المنطقة أو حي الواحد، وبالأخص الشباب، والبعد دائما عن الأفكار التي لا تبتعد عن تقاليد مجتمعنا، فتوحد الشباب على أفكار مبدعة من إنتاجهم يخلق التجانس بينهم ويأسس الاستقرار والتسامح، مشددة على ضرورة أن تكون أفكار الشباب عن طريق ما يعرف بالعقل الجمعي، حيث يفكر شباب المنطقة أو الشارع سويا ليخرجوا بالأفكار الإبداعية أو الأنشطة اليومية التى يلتقون خلالها يوميا كتوزيع الطعام والتعاون فى مختلف الأنشطة التى من شأنها بث روح الألفة بينهم.

وأكدت أستاذ علم الاجتماع أن العقل الجمعي التي تأمل أن يتوحد ويتسامح الشباب من خلاله هو نواة للأفكار والتسامح وترسيخ قيم المجتمع وترجمة الدين لممارسة حقيقية على أرض الواقع ليخرج للناس مكنون الشخصية المصرية الحقيقية.

ترك فرصة للعودة

وتقول د. نفرتيتي أحمد، خبيرة العلاقات الأسرية: يمكن استغلال الشهر الفضيل في نبذ الخلافات والمشكلات من خلال ترتيب الأولويات والأفكار، وفتح صفحة جديدة مع كل الناس، فهناك الكثير من الأخوة والأبناء لديهم مشكلات مع العائلة وفي مجال العمل، علما بأن معظم تلك المشكلات بسيطة يمكن حلها من خلال الإيجابية ورؤية الأمور من منظور أشمل، فالارتقاء فوق المواقف البسيطة وحرص كل شخص على أن تكون بداية المصالحة وتقريب وجهات النظر من خلاله والتمسك بحديث الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم": "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من يبدأ بالسلام" سبيلا حل أى مشكلة وخلاف، لذا من الضروري أن يطرق كل منا باب الآخر، ويعتذر من أخطأ ليكون هناك فرصة لبدايات جديدة سواء كان ذلك مع الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل، فالدين الإسلامي وشهر رمضان بالقلب منه دعوة للتسامح والمحبة، فبداية العلاقة الطيبة مع الله سبحانه وتعالى هي من تعاملات الإنسان مع محيطه بعدم التخاصم أو الإيذاء أو التنمر، ولا ننسى الوصاية المتعددة في آيات القران الكريم بذوي القربي وصلة الرحم والصاحب بالجنب.

ودعت د. نفرتيتي إلى ضرورة التفكير دائما في الإيجابيات والحرص على ترك مساحة للود دائما لا تنقطع رغم الاختلاف، وأن يفكر كل طرف منذ بداية توتر العلاقة أن النهاية دائما ستكون للمحبة والألفة، وترك مساحة للتفاهم مع الآخر، وعلى الشباب أن يترك العند ويستمع جيدا لما يقوله الوالدان، فالقرآن الكريم أوصى بضرورة طاعتهما والحرص على إرضائهما.

أنشطة مشتركة

ترى د. آمال إبراهيم، استشاري العلاقات الأسرية أن بناء علاقات جيدة مع الأسرة والأصدقاء انطلاقا من شهر رمضان يتضمن عدد من الخطوات منها؛ الاعتراف بالأخطاء، وطلب العفو من صدر بحقهم تلك الأخطاء، مع ضرورة التواصل مع من هناك خلافات معهم، وفهم وجهات النظر والبحث عن حلول مشتركة لتلك المشكلات، والتحلي بصفة التسامح وترك الخلافات جانبا من خلال طرق مختلفة منها على سبيل المثال؛ كتابة رسائل تعبر عن الاعتذار أو الاتصال المباشر للتعبير عن الود والاحترام بجانب التحلي بصفة الصدق والتواضع عند التواصل مع الطرف الآخر، بجانب الاجتماع والتعاون من خلال تنظيم اجتماعات صغيرة مع الأشخاص الذين توجد معهم خلافات خلال الشهر الفضيل والتعاون معهم من خلال أنشطة رمضانية مشتركة مثل تقديم الإفطار للصائمين.

 

المصدر: محمد عبدالعال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 344 مشاهدة
نشرت فى 30 مارس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,853,072

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز