تحقيق: سمر عيد
تحديات عديدة تواجهها الدولة رغم ما تحققه من إنجازات فى مختلف المجالات، تتزايد يوما تلو الآخر لتتعاظم معها أدوار الجهات المنوط بها التصدى لها وإحباطها والتى يأتى فى مقدمتها الأم المصرية، حائط الصد الأول أمام أى مخطط يستهدف أمن الوطن وشبابه، فما الدور الذى يمكن أن تلعبه المرأة المصرية فى مواجهة المؤامرات والمخططات التى يسعى لتنفيذها أعداء الوطن؟
فى البداية تقول يسر محمد، معلمة علوم بإحدى المدارس الخاصة: لدي ثلاثة أبناء تخرجوا جميعا من الجامعة والحمد لله، وقضوا فترة الجيش، بعدها فوجئت بابني الكبير يطلب مني مبلغا من المال كي يهاجر إلى أوروبا، عندها شعرت أن كل ما بنيته قد هدم مرة واحدة، وعندما سألته عن السبب قال لي إن أصدقاءه قد اقنعوه بالهجرة لأنه لن يجد عملا في مصر، وبدأت أقوم بعمل بحث عن كل المشاريع الجديدة التي أنجزها سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقدمت لابني سيرته الذاتية، وفي النهاية اتصلوا به وطلبوا منه أن يتدرب معهم في إحدى الشركات الجديدة بالإسكندرية، ولم يمانع ابني وذهب إلى الشركة وعمل بالفعل بعقد مؤقت وهو في انتظار تعيينه براتب كامل الآن، لذا من المهم جدا أن نعرف أبناءنا بكل المشاريع الجديدة المقامة على أرض مصر وبالتخصصات المطلوبة، ونوجههم لتعلم كل ما يحتاجه سوق العمل.
أما وفاء صالح محاسبة على المعاش تؤكد أن التصدي للشائعات المغلوطة يأتي في المرتبة الأولى قبل التعريف بالإنجازات والمشاريع، وتضيف: يعمل أعداء مصر على إضعافها من خلال بثهم للشائعات الخاطئة ليل نهار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتشكيك بكل ما تقوم به الدولة من مشاريع عملاقة، وطبعا لن يحققوا ما يريدون؛ لأننا ببساطة نرى ونلمس على أرض الواقع كل الإنجازات فضلا عن أننا أصبحنا على دراية كافية بكل هذه المخططات، وعلمنا أبناءنا أن عليهم التحقق من كل خبر يسمعوه على وسائل التواصل الاجتماعي، والاطلاع على الأخبار من مصادر موثوقة.
وترى أميمة سلامة، مهندسة مدنية أن الانتماء يبدأ من الأسرة، لذا تحرص على تنمية هذا الشعور بنفوس أبنائها من خلال عقد جلسات عائلية لمناقشة المشكلات التى تواجه الأسرة وإشراك أبنائها فى إيجاد حلول لها، وخلق حوار بين أفراد أسرتها.
القدوة أولا
تقول د. منار عبدالفتاح، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية: الأفعال أقوى بكثير من الأقوال؛ فكما رد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة على كل المشككين في مشاريعنا القومية بالأفعال، أرى أن كل أم كقدوة سترسخ قيمة الانتماء في نفوس أبنائها؛ كما يجب عليها إشراك ابنها منذ صغره في كل المناسبات الوطنية وتعريفه بتاريخ وطنه؛ فمثلا لو قامت المدرسة بالاحتفال بعيد تحرير سيناء فينبغي أن أشغل فيلما وثائقيا عن سيناء، وأعرف طفلي كيف أن جنودنا البواسل قد ضحوا بأرواحهم من أجل استعادة سيناء، وهذا من شأنه ترسيخ أهمية الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن لدى الطفل، ومن أهم ما يعمق قيمة حب الوطن ويجعل الشاب يتصدى لأية مخططات سلبية تحاك ضد الوطن خلق الحلم المستقبلى وحثه على السعي لتنفيذه، من ناحية أخرى يسعى أعداؤنا باستمرار إلى التفريق بين أبناء الوطن والتمييز بينهم من خلال خلق فروق وهمية على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو المستوى الاقتصادي، وعلى كل أم التصدي لذلك وتوعية أبنائها.
لغة العصر
لأن الهجرة أحد وسائل أعداء الوطن فى بث روح اليأس فى نفوس الشباب وإفقادهم الأمل فى إيجاد فرصة عمل فى بلدهم يؤكد د. أحمد البهي أستاذ التربية بجامعة المنصورة أن ربط الشباب بسوق العمل وما يحتاجه هو الذي يحد من هجرتهم للخارج ويرسخ لديهم قيمة الانتماء.
ويقول: كثيرا ما نرى على قنوات معارضة ومواقع إلكترونية مشككين في كل ما تقوم به الدولة من إنجازات، وكثيرا ما يدعوا هؤلاء الشباب من خلال رسائلهم المسمومة إلى الهجرة لأنهم على حد تعبيرهم لن يجد الشباب عملا ولن يحققوا دخلا ماديا جيدا يمكنهم من العيش بيسر، لذا علينا إلقاء الضوء على كل فرص العمل المتاحة للشباب في جميع محافظات مصر، ومن المهم جدا تعليم الشباب لغة العصر في مجال الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي وربط أفكارهم بكل التطورات العالمية والتكنولوجية خاصة وأن كل المجالات العلمية والأدبية والفنية ستستخدم هذه الطفرات التكنولوجية قريبا.
كلنا يد واحدة
ترى د. نورا رشدي، أستاذ الخدمة الاجتماعية ووكيل معهد الخدمة الاجتماعية أن التصدي للمخططات التخريبية مسئولية مشتركة بين الحكومة وكافة مؤسسات الدولة، حيث تتكفل الأولى بالرد على الشائعات ونشر الحقائق وتفعيل دور الأجهزة الرقابية التي تحفظ لكل مواطن حقه، كما يظهر دور وسائل الإعلام فى نشر الأخبار الصحيحة وتكذيب المغلوط منها والتركيز على الإنجازات التى تحققها الدولة، كذلك يتحمل أساتذة الجامعات والمعلمين بالمدارس مسئولية توجيه الشباب -كل وفق ميوله وقدراته - إلى دراسة التخصصات التى يحتاجها سوق العمل الحديث، وأخيرا فإن الأم تظل صاحبة الرسالة الأهم، فلابد أن يخصص الآباء والأمهات لأبنائهم وقتا لتوعيتهم ويكونوا حائط الصد الأول لأى مخطط يستهدف أمن الوطن وشبابه.
ساحة النقاش