سماح موسى
تشهد مصر إنجازات عدة منذ أن تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة على عدد من الأصعدة الصحية والاجتماعية والتعليمية والعمرانية والتى يشهد لها الدانى والقاصى، وفى مقابل هذه الإنجازات تتزايد التحديات يوما تلو الآخر فكيف يمكن التصدى لتك التحديات وإحباط المؤامرات الداخلية منها والخارجية؟
في البداية تقول د. نهال بلبع، نائب محافظ البحيرة: تحتم علينا الظروف السياسية والاقتصادية المحيطة بمصر الوقوف صفا واحدا للدفاع عن الوطن وحمايته من المجهول، ويتلخص ذلك في عدة واجبات وإجراءات علينا اتخاذها أولا كمؤسسات حكومية منها التركيز في إنهاء وسرعة المشروعات القومية التي بدأ العمل بها بالفعل وإزالة أي معوقات للحصول على أفضل نتائج منها، بجانب أهمية رفع درجة الوعي المجتمعي بالتحديات السياسية المحيطة بمصر من خلال إقامة ندوات توعوية بالجامعات الحكومية والأزهرية ومراكز الشباب والمدارس.
وتضيف: أما فيما يخص الآفة الرئيسية التي تهاجم معنويات المواطنين وتتغذى على إحباطهم وهي الشائعات والأخبار المغلوطة، فقد أصبح من الضروري سرعة الرد والتصدي لتلك الشائعات بالمعلومات الصحيحة والحقيقية، فاتحادنا ارغم اختلافنا واتفاقنا التام على حماية الأمن القومي لمصر هو حائط صد لأي عدو أو متآمر، كما أن تمسكنا بعاداتنا الاجتماعية وتعاليم ديننا الحنيف له دور قوي ومؤثر، وعمل واجتهاد كل إنسان في وظيفته خير سلاح نواجه به أية تحديات، وآخر ما أنصح به الشباب أبناء جيلي من الثمانينيات أنه علينا اختيار ما نقوم بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي ونتأكد من خلوه من أية طاقة سلبية أو مواد محبطة.
أما المستشار عبد الوهاب خضر، المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل فيؤكد أن تماسك الشعب كان –وسيظل- حائط صد حقيقي أمام هجمات ومؤامرات أعدائها، ويقول: تماسك الشعب ودعمه لقيادته يأتى نتيجة للخدمات التى تقدمها الدولة والتى تبرهن من خلالها على اهتمامها بالمواطن وأنه على رأس أولوياتها، بداية من المبادرات الرئاسية التى عنيت بأوضاع المصريين وصحتهم وتحسين مستوى تعليمهم وصولا للمشروعات القومية التى وضعت مصر ضمن مصاف الدول، لذا أنصح الشباب المصري ألا يصدق ما يردد من شائعات وأن يتأكد من المعلومة قبل مشاركتها.
نقلات نوعية
تذكر د . دينا الجندي، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة عدد من المشروعات التى نفذتها الدولة ومرددوها الإيجابى على الاقتصاد القومى قائلة: يعد مشروع الدلتا الجديدة على طريق محور روض الفرج ومحور الضبعة إنجازا كبيرا ومهما جدا ونقلة نوعية حيث يحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية المتنوعة، كما أنه يعود على مصر بالنفع من خلال زيادة إنتاجها الزراعي وتشغيل عدد من المصانع العاملة على المحاصيل الزراعية وبالتالى تنشيط التجارة الخارجية، بالإضافة إلى مشروع تحلية مياه البحر لاستخدامها في الزراعة، ومجموعة المشاريع التى تستهدف تنمية سيناء والعريش.
وتتابع: وعلى صعيد الصحة استفاد المصريون من عدة مبادرات رئاسية حسنت من الخدمة الطبية المقدمة كان من أهمها 100مليون صحة، ولم يكن التعليم ولا شبكة الطرق والكبارى والزراعة والصناعة ببعيد عن التطوير بل طالتها يد التنمية والتعمير، لذا فإن كل هذه المشروعات ومعرفة ثمارها الاقتصادية ودورها فى تحسين المستوى المعيشى للفرد وتحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة كفيل لجعل المصريين وفى مقدمتهم الشباب يتصدون لأى مؤامرات خارجية، ويدحضون أى أكاذيب يروجها أعداء الوطن.
ودعت د. دينا إلى تدريس مادة "تربية قومية" تتضمن نماذج مشرفة دافعت عن مصر تحكي بطولاتهم والتى من شأنها تعزيز روح الوطنية والانتماء بنفوس الأبناء وتنشئتهم على حب الوطن والدفاع عنه، بجانب تقديم مثل هذه النماذج عبر البرامج التلفزيونية والأعمال الفنية، كما طالبت الشخصيات العامة المعروفة المحبوبة بعمل ندوات بمراكز الشباب والأندية والأماكن الشعبية والقرى والنجوع بالتعاون والتنسيق مع فروع المجلس القومي للمرأة لتوعية الشباب لتوطيد حبهم للوطن، وكيفية استقاء معلوماتهم من مصادرها الموثوقة.
حروب غير تقليدية
أما د. داليا مجدي عبدالغني، مستشار النيابة الإدارية فتقول: لا شك أن مصر دولة مستهدفة، وتواجه حروبا غير تقليدية، ومن بينها الشائعات والتى يبثها أعداؤها لإثارة حالة من الفوضى بين المواطنين، وهنا يكمن دور الإعلام لتنمية وعي المواطنين بكل ما يدور حولهم وما يحاك من مؤامرات وأدوارهم فى مواجهتها وإحباطها.
وتدعو د. داليا إلى تفعيل القوانين الخاصة بالجرائم الإلكترونية والعمل على تشديد الرقابة على المواقع التى تستهدف إثارة الفوضى ونشر الشائعات، فمهما كان الشعب لديه قدر كاف من الوعي والثقافة لكن هناك شباب في سن مراهقة لا يستطيعون التفرقة بين الشائعة والحقيقة، مع ضرورة مضاعة المواقع الإلكترونية التى تتصدى لهذه المواقع المعادية.
وتقول د. نسرين البغدادي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وعضو المجلس القومي للمرأة: الشائعة ظاهرة اجتماعية تنتشر في جميع المجتمعات إلا أنها تأخذ منحى أعلى في المجتمعات التي لا تتوافر فيها المعلومات، وهي أحد الأسلحة المستخدمة في الحروب المعنوية التي تحاول التأثير على الروح المعنوية للطرف المستهدف منها فيتلقاها أصحاب المستوى التعليمي المنخفض بمصداقية دون تقصى لحقيقتها أو مناقشة، كما أن فقدان الثقة في أي من الأطراف يجعل التصديق سهلا.
وتتابع: تتمثل الآثار السلبية لانتشار الشائعات في زعزعة السلام الاجتماعي وانتشار الضغينة بين أفراده، كما أنها تعمل على تثبيط الهمم وتعطيل العمل والانتاجية ومن ثم تراجع معدلات الانتاج، وتكون مجالا خصبا للاستقطاب وتقسيم أفراد المجتمع، لذا فعلى كل مسئول في مجال عمله التصدي للشائعات من خلال إتاحة المعلومة الصحيحة والتواصل المباشر مع مجتمع عمله وإقامة جسور الثقة المتبادلة من خلال الأعمال الصادقة والتي لها مردودها المباشر، مشيدة بدور مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء والذى يرصد العديد من الشائعات ويعمل على بيان صحة المعلومة المتداولة.
ساحة النقاش