نجلاء أبوزيد 

للحياة الزوجية خصوصيتها أيامها الحلوة وأيامها الصعبة، حكايتها التى نحكيها والتى نكتمها، ومواقفها التى تحتاج منا قرارات كثيرة بعضها نرضى عنه وبعضها الآخر تضطرنا الظروف له، وما بين كل هذه الأمور المتشابكة فى حياتنا داخل بيوتنا نحتاج من يسمعنا، من يساعدنا، من نفضفض له دون حرج ليساعدنا فى اتخاذ قرار، وفى هذا الباب نستمع إلى مشكلاتكم ونقدم حلولا قد تساعدكم فى اجتياز هذه المواقف الصعبة.

فرصة نجاة

ارتبط بقصة حب قوية مع زميلى فى الكلية ورغم قوتها كنت أقلق دوما من تقلباته المفاجئة، وتمت خطبتنا بعد التخرج وبدأنا نستعد للزواج، ومررنا خلال مراحل تأثيث الشقة بخلافات كثيرة كنت دوما أتنازل حتى لا أخسره حتى حدثت مشكلة قبل كتب الكتاب وانفعل بشده فقررت ألا أعتذر وليحدث ما يحدث ولم أخبر أحداً بما بيننا من خلاف على أساس أنه شيء معتاد وسنكمل كل شيء رسمى ثم نتحدث، ولكنه لم يتصل أو يؤكد على موعد المأذون وبدأ أبي يسألني، وحكيت ما حدث، فاعتبره أبى شغل عيال وأن الأمور كما هى، لكن عندما حاول شقيقى الاتصال به لأمور تخص عقد القران وجد هاتفه مغلقا، فبدأت أسرتى تقلق، وحاولت الاتصال به فلم يرد، ثم اتصلت والدته بأمى يوم كتب الكتاب صباحا لتخبرها أن كل شيء قسمة ونصيب وأنه لا يريد الاستمرار، فانهرت وتعرضت أسرتى لموقف صعب، وظللنا لمدة شهرين لا نستوعب ما حدث حتى فوجئنا بأمه تحضر لزيارتنا وتبدى اعتذارها وتخبر أمى أنه يبكى ومنهار ويريد العودة، وتمنيت أن توافق أمى لكنى فوجئت بها تحضر الشبكة وتعطيها لوالدته قائلة إننا لن نعود، وحاليا أنا منهارة، هو يريد العودة ويرسل كل أصدقائنا للاعتذار ووالدى مصر على الرفض ولا أعرف ما هو الصواب.

سما

كل كلمة فى مشكلتك توضح بما لا يدع مجالا للشك أن أسرتك على صواب، وأنك شخصية طيبة رومانسية، وأن الله أراد أن ينقذك من الارتباط بهذا الشخص المريض وهذه العائلة التى لا تفهم معنى الأصول، لقد اعتاد أن تعتذرى وعندما قررت أن تتوقفى عن التنازل ضرب بسمعتك وبأهلك وبحبه لك إذا كان أصلا يحبك عرض الحائط وتصرف بطفولية تجعله لا يؤتمن عليك، فما فعله هذه المرة قد يتكرر بعد الزواج، وقد تجدين نفسك مطلقة عدة مرات، لقد اعتمدت على قلبك فقط فى تجربة ارتباطك بزميلك وهذا ما أوقعك فى هذه التجربة القاسية والأولى أن تحكمين عقلك فى هذا الارتباط فهو يوسط الجميع ليعود ولكن فى لحظة قد يختفى، حبيبتى أسرتك أكثر منك خبرة وحرصا على مصلحتك اغلقى هذه الصفحة تماما من حياتك وتحملى حزنك وصدق مشاعرك وستداوى الأيام جرحك لكن لا تشككى فى حب أسرتك لك فهذا شخص غير أمين على حياتك ومستقبلك لقد منحك الله فرصة نجاة فاشكريه عليها ولا تلومى عائلتك.

****

حياة الآخرين

تدهشنى وبشدة تطلعات الكثير من البنات قبل الزواج وتفكيرهن فى كل ما هو مادى ليوافقن على الارتباط بشخص ما، فهى تريده أن يمتلك سيارة مثل عريس صديقتها، وشقة شيك مثل عريس قريبتها، وعمل يدر دخلا كبيرا مثل عريس جارتها، فالبنت تفكر فى حياة الآخرين وترى أن سعادتها فى أن تحظى بكل ما حظت به الأخريات من مكاسب مادية دون تفكير فى تدين الشخص ورجولته وسعيه للنجاح، فهى لا تريد أن تكون أقل من غيرها، المشكلة فى هذه النوعية من الأفكار أنها تجعل الفتاة تنظر طيلة الوقت لما تمتلكه الأخريات ولا تركز فى حياتها هى ولا تسمح لنفسها بأن تنظر لخلفية الصورة، فليست كل هؤلاء البنات يحظين بحياة سعيدة، فلكل شخص جانب لا يعرفه الآخرون، لذا الأفضل أن تنظر فى حياتها وللمتقدم لها دون النظر فى حياة الأخريات، ولتستوعب جيدا المثل القائل "اللى يبص لعيشة غيره تحرم عليه عيشته".

*****

عاوزة أرجع بيتى

حدثتنى بصوت تملأه الدموع، تسألني النصيحة بعد اعترافها أنها أفسدت حياتها بإصرارها على الطلاق من زوجها أبو ابنتها الوحيدة بسبب مشكلة بينها وبين أمه، طلب منها بعدها أن تعتذر لأمه لكن أمها شجعتها على طلب الطلاق تحت شعار علشان يعرف قيمتك وهيرجع هيرجع، وبعد الطلاق أصبحت وحيدة فى بيت أهلها تبكى ليل نهار وتتمنى لو اعتذرت لحماتها واحترمت رغبة زوجها الذى رجاها أن تعتذر ليمر الموقف، وتشعر الآن أنه كلما جاء لرؤية ابنتهما يريد العودة لكنه يصمت وهى أيضا تريد العودة وتسألنى كيف تعود محافظة على كرامتها؟

شروق

بداية عليك أن تعترفى أنك أخطأت بطلبك الطلاق والأفضل عندما تمر الحياة الزوجية بمشكلة ما أيا كانت شدتها أن يتمالك الطرفان نفسيهما ولا يصرحا بالرغبة فى الانفصال حتى يسمحا للوقت أن يقوم بدوره فتهدأ النفوس وتعود الحياة لطبيعتها، وبعد اعترافك بتسرعك عليك أن تتحدثى مع والديك فى رغبتك فى العودة وأن تبحثى عن شخص علاقته بكما طيبة ولا تخجلى أن تطلبى منه التوسط بينكما من أجل ابنتك، ولا تسمحى لأحد أن يتدخل فيفسد عليك فرصة العودة، واظهرى أمام طليقك عندما يزور ابنته باهتمامك به، طمأنيه أنك لن ترفضى العودة إذا طلب، ويجب ألا تضعى أى شروط مسبقة قد تفسد الأمر.