سمر عيد
فى العيد يفضل الكثير من الأسر الخروج والاستمتاع بالهواء الطلق، وقد تشكل خروجات العيد مشكلة لبعض العائلات خاصة بعد استنزاف ميزانية الشهر لشراء ملابس العيد ومستلزماته والاستعداد له ما يجعل الخروج في نزهات عبئا على الميزانية.
إليك مجموعة من الأفكار لخروجات موفرة في العيد، فمصر مليئة بالأماكن الجميلة والتي تناسب تكلفتها ميزانية الأسر متوسط الدخل، كما توفر لهم الفرصة للاستمتاع بأوقات مبهجة بأسعار في متناول اليد.
بدأنا رحلتنا من العاصمة حيث التقينا مروة حسن، ربة منزل والتي حدثتنا قائلة: أستغل عادة أية إجازة للتنزه مع زوجي لأنه معلم لغة إنجليزية وهو مشغول طيلة العام، وبعيدا عن أيام الدراسة فهو يدرس أيضا بالإجازة ببعض مراكز تعليم اللغة الإنجليزية لذا فلا وقت لدينا للنزهات سوى الأعياد الرسمية، ومن واقع خبرتي فإن مصر الجديدة بها حديقة الميريلاند التى تضم أنشطة متعددة ما يمكننا من قضاء يوم جميل بها، بجانب الحديقة الدولية بمدينة نصر وأم كلثوم وحديقة الأزهر، وهناك حدائق كبيرة جدا وعلى مستوى عال طورتها الحكومة مؤخرا بمدينة الرحاب وهي حدائق عائلية، ولا ينبغي أن ننسى كافة المتاحف المصرية ويأتي على رأسها المتحف المصري بالتحرير، والقومي للحضارة المصرية والفن الإسلامي، والقبطي وقصر المنيل والقلعة، بالإضافة إلى ممشى أهل مصر، وكلها بالفعل نزهات موفرة جدا، كذلك يمكننا الاستمتاع بالسينما والمسرح، وتقدم هيئة قصور الثقافة مسرحيات وعروضا كثيرة بالعيد، والحقيقة لو تحدثنا عن القاهرة ومعالمها ونزهاتها فنحن سنحتاج إلى كتاب.
ومن محافظة الجيزة مقصد السائحين التقينا هاني عمر، مرشد سياحي بمنطقة الأهرامات ويقول: أعمل بالإرشاد السياحي منذ أكثر من 20 عاما، وإذا تحدثنا عن النزهات فى الجيزة يمكن البدء بزيارة الأهرامات وركوب الخيل والجمال والدراجات، والمتحف المصري الكبير والقرية الفرعونية وحديقة الجيزة، وتوجد بعض النزهات بمدينة 6 أكتوبر والعديد من الملاهي وعروض الدلافين، والمولات والسينما، ولاننسى المكان المفضل لأغلبية الأسر المصرية حديقتى الحيوان والأورمان، بالإضافة إلى النزهات النيلية المتنوعة والمطاعم والمقاهي والنوادي المطلة على النيل، والسيرك القومي بالعجوزة، وكل هذه الأماكن بأسعار بسيطة وتستطيع أية أسرة مصرية متوسطة أن تقضي يوما ممتعا بها.
شلالات
تحدثنا هناء سيد عن مدينة الفيوم قائلة: تضم محافظتى العديد من الأماكن الترفيهية وفى مقدمتها بحيرة قارون التي يقصدها الناس لركوب المراكب الشراعية، وشلالات الفيوم ومحميتي وادي الحيتان ووادي الريان، ومتحف آثار كوم أوشيم، وبحر يوسف ومدينة (كرانيس) الأثرية، وسواقي الفيوم.
ومن الصعيد تحدثتنا المهندسة نهى محمد، من بني سويف قائلة: يوجد ببني سويف حديقة حيوان بها أنواع من الحيوانات والطيور النادرة، بالإضافة إلى الكوبري العلوي على النيل ونزهات (الحنطور) من أمتع النزهات، ويمكن ركوب المراكب الشراعية، ولا ينبغي أن ننسى الممشى السفلي ببني سويف والذي أنشأته الحكومة مؤخرا وبه أماكن تناسب ذوي الهمم.
ويرى محمد علاء، مهندس كمبيوتر من المنيا أن متحف ملاوي وتل العمارنة وتونا الجبل من الأماكن الأثرية الممتعة بالمنيا التي يمكن للكثير من الأسر اصطحاب أطفالها لتعريفهم بتاريخهم، بالإضافة إلى أن الممشى السفلي على النيل والحديقة الدولية بالمنيا يسمحان لكثير من الأسر بالتنزه والترفيه عن نفسها بأسعار بسيطة.
شواطئنا في العيد
يصادف عيد الأضحى هذا العام بداية الإجازة الصيفية وتفضل العديد من الأسر الحصول على إجازة المصيف ودمجها مع إجازة العيد لتستمتع أكبر وقت ممكن، وعن ذلك تقول إيمان كريم، ربة منزل: بعد عام كامل من التعب والمذاكرة للأبناء أحتاج أنا وزوجي لإجازة طويلة؛ لذا ضم زوجي إجازة العيد مع المصيف، وسنذهب إلى الإسكندرية ثم سنلتقي بأخت زوجي بالساحل الشمالي، وعلى الرغم من وجود الكثير من النزه بالقاهرة إلا أن الصيف بالنسبة لنا بأعياده يعني الإسكندرية والساحل الشمالي.
عروض سياحية
ينصح مصطفى فهمي، مسئول السياحة الداخلية بإحدى شركات السياحة بالابتعاد عن التصييف خلال إجازة العيد ويقول: تعد هذه الفترة موسما لدى شركات السياحة وبالتالي يتم تأجير الغرف والشاليهات أغلى من الأيام العادية، لذا أنصح الأسر المصرية بحجز عرض 4 أيام ثلاث ليالي من قبل شركات السياحة؛ لأنك إذا حجزت مباشرة عن طريق الفندق أو القرية السياحية سيحاسبك بالليلة الواحدة التي قد تصل في العيد إلى 3000 جنيه بالفنادق العادية، لذا فمن الأفضل الحجز عن طريق شركة سياحة لأنها تقدم عروضا مختلفة يمكن لراغبي السفر الاختيار بينها، وثانيا لأن الكثير من الشركات يكون لديها أتوبيسات مختلفة توفر الانتقالات وهذا سيوفر في ميزانية الأسرة.
كما ينصحنا د. عبد الفتاح محمد عبد المحسن، أستاذ السياحة والفنادق بجامعة حلوان بتوفير الميزانية من خلال رحلة اليوم الواحد، ويقول: ليس من الضروري قضاء أيام العيد كلها بقرية سياحية أو فندق، ومن الممكن جدا قضاء يوم جميل على الشاطئ والعودة آخر النهار، وبعض القرى السياحية بالغردقة والعين السخنة والإسماعيلية تقدم مثل هذه العروض بفترة العيد؛ فيمكن تناول طعام الغذاء وقضاء يوم ممتع على الشاطئ، كما أنصح باصطحاب الأطفال إلى المتاحف مع وجود دليل إرشاد سياحي معهم لكي يشرح لهم تاريخ بلدهم وآثارهم، ومن لديه الإمكانيات المادية طبعا يمكنه السفر لمدة طويلة وبأماكن رائعة، وليس بالضرورة عند زيارة شرم الشيخ أو الغردقة النزول في فندق غالي الثمن، بل يمكن تأجير شقق عادية والذهاب إلى الشواطئ العامة التي تم تطويرها مؤخرا لكي تنافس الشواطئ الخاصة، وأدعو الشباب لتبني سياحة التخييم فهي قليلة جدا لدينا في مصر وهي لا تكلف شيئا سوى ثمن الانتقالات والطعام، وفي الحقيقة نود تدريس الأطفال في المدارس ثقافة السياحة، وكيفية التعامل مع السائح حتى لا يرتكب أطفالنا أخطاء تجعل السائحين لا يعودون لمصر مرة ثانية، وعلينا أن نعلمهم أيضا أهمية الحفاظ على المتاحف الأثرية والقرى السياحية لأنها تضم حضارتهم وتاريخهم ومظهرهم الخارجي أمام العالم.
ساحة النقاش