إيمان العمري

أصدقائي الأعزاء صديقتنا نورا كانت تتحدث مع جدتها عن قرب حفل زفاف صاحبتها المقربة جنى وأخذت تحكي لجدتها والسعادة تغلف كلامها عن قصة ارتباط صديقتها وكيف أن خطيبها هو صورة مطابقة لفتى أحلامها في كل شيء، الوسامة، والمستوى الاجتماعي، والثقافي، وإمكاناته المادية.

كانت الجدة تتابعها مبتسمة ثم فاجأتها بسؤالها عن مواصفاتها للعريس المثالي.

شردت نورا قليلا ثم تحدثت بخجل أن الشكل لا يهمها بدرجة كبيرة لكن أهم شيء هو عينيه فكم تتمنى أن ترتبط بشخص لديه عينان ثاقبتان يستطيع بهما أن يلقي الأوامر دون أن يتكلم.

أما بالنسبة للشخصية فقد أكدت الحفيدة أن أهم ما يلفت نظرها في أي إنسان هو أنه يتمتع بشخصية قوية تجعله قادرا على أن يتخذ قراراته المستقلة دون أن يكون تابعا لأحد، وألا يهتم بصغائر الأمور، وأن يضع نصب عينيه أهدافه التي يسعى لتحقيقها دون النظر لمن حوله ومحاولة البعض عرقتله، فهو شخص قوي ليس بمعنى أنه صاحب عضلات ولكن بالمعنى الحقيقي للقوة.

علقت الجدة على كلامها بأنها أحلام المراهقات ولكن العريس المثالي مواصفاته مختلفة، وقبل أن تسألها نورا عن تلك الصفات استطردت الجدة بأن الشخص المثالي للارتباط يجب أن يكون من نفس عالم عروسه أو على الأقل قريب جدا من عالمها ليس من حيث المستوي المادي والاجتماعي فقط، وإنما في كل النواحي خاصة القيمية والأخلاقية والأهداف ووسائل تحقيقها لأنهما ببساطة سيعيشان معا حياة متكاملة، فلو كان كل منهما من عالم مختلف عن الآخر لن يلتقيا أبدا، وإن حاولا ذلك في الغالب سيطلب من الفتاة التنازل عن أشياء كثيرة وقتها ستجد نفسها تعيسة وأنها لم ترتبط بالعريس المثالي.