محمد عبدالعال

"لا يمكن الاستنعاء عن الطاقة في حياتنا اليومية بمختلف أشكالها" حقيقة أيقنتها الدولة المصرية، لذا عملت على تنمية مواردها بمختلف أشكالها، واستحدثت أنظمة جديدة تضمن استمراريتها وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها، لكن جهود الدولة لن تجدى نفعا دون وعي المواطن بأهمية ترشيدها وحين استخدامها.

وللتعرف على دور الدولة في مجال توفير الطاقة البديلة والمتجددة عن قرب، وواجب المواطن فى الحفاظ عليها كان لنا حوار مع النائب محمد الجبلاوي، عضو مجلس النواب. 

نود التعرف على النصائح المقدمة للمواطن للتوفير في  الطاقة؟

لو أخذنا على سبيل المثال اللمبات فمن الضروري أن يعمل كل بيت مصري على استخدام اللمبات الموفرة للطاقة لما لها من أثر عالي في تخفيض، معدل الاستهلاك وبالتالي العمل على خفض فاتورة الكهرباء وتوفير طاقة للدولة بخلاف غلايات المياه المستخدمة في إعداد الشاي، فالأفضل استخدام البوتاجاز أو وضع المياه بالقدر الذى يحتاجه الشخص، فعلى سبيل المثال إعداد كوب شاي يحتاج إلى كوب ماء فليكون هو المعيار للحفاظ على الطاقة المهدرة في كميات المياه إلى الوصول لدرجة الغليان كل مرة.

 أما عن المكواة الكهربائية فهي من أكثر الأجهزة مع غلاية المياه استهلاكا للكهرباء لذا توفير استخدامها مهم، فعلى المستخدم أن يتعمد جمع أكبر قدر من قطع الملابس التي تحتاج للكي في مرة واحدة لكى لا يتسبب في إهدار الطاقة في كل مرة يتم تسخين المكواة وتبريدها من جديد. 

مع ضرورة المحافظة على نظافة المصابيح جيدا والتكييفات مع استخدام وتشغيل مكيف واحد للأسرة والتجمع في مكان واحد للتوفير في استهلاك الكهرباء مع الحرص على اختيار أجهزة تعمل على توفير الطاقة واتباع إرشادات التشغيل لكافة الأجهزة الكهربائية وهو ما من شأنه الحد من استهلاك الكهرباء مع ضرورة وضع فترة محددة لاستخدم جهاز التكييف ولتكن بضع ساعات بالنهار خلال ارتفاع درجات الحرارة أثناء أشهر الصيف وضبط المؤقت قبل النوم ليعطي للغرفة درجة حرارة مناسبة وصحية مع إمكانية الفصل الأوتوماتيكي أثناء النوم.

أما عن الطاقة المهدرة في استخدامات أخرى كاستهلاك بنزين السيارات فعلى الأسرة الواحد التي تستخدم أكثر من سيارة محاولة استخدام واحدة فقط مع الصيانة الدورية لها وتنظيف الفلاتر الخاصة بالنزين مع الحرص على تجنب ساعات الذروة في المشاوير داخل المدينة إن كانت للتسوق على سبيل المثال وليس العمل مع إمكانية الاعتماد على وسائل النقل الجماعي في بعض الخروجات وخاصة للشباب صغير السن.

ماهي أهمية وجود مصادر بديلة للطاقة وكيف عملت الدولة على توفير ذلك؟ 

هناك اهتمام كبير توليه الدولة المصرية  لمصادر الطاقة النظيفة فنرى على سبيل المثال محطة بنبان (١) للطاقة الشمسية بأسوان والتي افتتحها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتعد أكبر محطة بالعالم، حيث سيتم توليد ما يعادل ٩٠٪ من الطاقة المنتجة من السد العالي بجانب ذلك توجد محطة جبل الزيت التى تولد الكهرباء من طاقة الرياح، حيث يبلغ إجمالي قدرتها 220 ميجاوات، وتقع المحطة في منطقة خليج الزيت على طول ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى العمل على توطين مشروعات الهيدروجين الأخضر والتي تركز على الطاقة النظيفة مؤكدا أن هدف الدولة خلال الموازنة العامة الجديدة هو الاعتماد على طرق الاقتصاد الجديدة الخاصة بالصناعة والسياحة وإنتاج الطاقة البديلة.

نود التعرف على دور مجلس النواب فيما يخص تشريعات الطاقة؟

هناك العديد من التشريعات التي تمت مناقشتها وسنها خلال الفترة الماضية خاصة فيما يتعلق بالطاقة البديلة، فهناك تشريع سن مؤخرا لمحطة الطاقة النووية بالضبعة، وقد أعطت الدولة ذلك المشروع استثناءات ومميزات متعددة من خلال الدورين التشريعي والتنفيذى من قبل الحكومة، فهي مميزات لا توجد في أي دولة متقدمة تسهل عملية البناء، وهو ما يعد نقلة نوعية في ذلك المجال لتيسير المشروع والانتهاء منه في أقرب فرصة ممكنة.

وما الدور الذي تلعبه مشروعات البنية التحتية من طاقة وغيرها للنهوض بالدولة على مختلف الأصعدة؟

لم تهتم الدولة المصرية بمجال الطاقة فقط، فإذا نظرنا للتقارير العالمية نعلم ما حققته قناة السويس الجديدة من طفرة في حركة الملاحة وزيادة عدد السفن المارة بها، بجانب ما يتم تنفيذه من مشروعات فى المنطقة لتتجلى لنا أهميته الاقتصادية بخلاف ميناء شرق بورسعيد والذي يعد بشهادة التقارير العالمية واحدا من أفضل عشر مواني على مستوى العالم، بالإضافة إلى المناطق الصناعية الجديدة التي بدأت بالعمل بالفعل بمختلف الأنحاء والتي تحولت لمركز صناعي عالمي لمختلف الصناعات بجانب سلاسل الطرق وشرايين السكك الحديد الجديدة الكفيلة بنقل البضائع لمختلف الموانئ والأماكن فكل ذلك من بنية تحتية بجانب الطاقة يفتح الباب للانطلاق للأجيال القادمة لكي ترى الجمهورية الجديدة تليق حقا باسم مصر.

وإلى أي مدى تؤثر تلك المشروعات على الأوضاع الاقتصادية للفرد والأسرة؟

كل الخدمات والتنمية تعود على الفرد وبالتالي تنعكس على الأسرة، فإذا ما نظرنا إلى العاملين فى المشروعات القومية لوجدناهم شبابا مصريين، بمعنى أنها أتاحت فرص عمل ووفرت دخولا ثابتة تؤمن احتياجات أفراد الأسرة، الأمر الذى يحقق استقرارا في أوضاع الأسرة الاقتصادية والذى ينعكس بدوره على المجتمع.