تحقيق: سمر عيد

تقع ربات البيوت في فخ إهدار الطعام خاصة في الأعياد والمناسبات المختلفة التي يصنعن بها الكثير من الأطباق، لكن مع الأسف يذهب أغلبية نصف ما تطهوه تقريبا إلى سلة المهملات، لذا تقدم "حواء" إليك نصائح اقتصادية وطرق مبتكرة لإعادة تدوير الطعام لتجنب إهداره ولتتمكني من التوفير في ميزانية الأسرة من خلال متخصصات في الاقتصاد المنزلي..

فى البداية تقول د. منى محمد الزناتي، الأستاذ المساعد بكلية التربية النوعية بقسم الاقتصاد المنزلي بجامعة عين شمس: على ربة المنزل عند عمل عزومة طهي طعام يناسب عدد الأشخاص المدعوين، أما عن إعادة تدوير الطعام فيمكن استخدام ما تبقى من اللحوم والدجاج في عمل بيتزا متنوعة، كما يمكن استخدام بقايا الجبن في عمل سلطات مختلفة أو صلصات للمكرونة، وتخزين بقايا الخضراوات والفواكه بالفريزر لإعادة استخدامها مرة أخرى لطهي صنف جديد تماما، ويمكن وضع بقايا الخضروات مع اللحوم والدجاج لعمل الكريب أو ساندويتشات للأطفال على العشاء.

وتتابع: هناك أشياء نتخلص منها على الرغم من أنها مفيدة جدا ويمكن أن يستخرج منها صنف طعام أو شراب مختلف، على سبيل المثال وليس الحصر نحن نتخلص من نواة التمر، ونحن لا نعرف أنه يمكننا تجميعها وتحميصها في الفرن وطحنها وعمل ألذ قهوة منها، كذلك  قشور البطيخ، أما اللحوم المصنعة فيمكن للمرأة إعدادها بالمنزل، فالبرجر مثلا يمكن إعداده من خلال تقطيع بصلة وإضافة القليل من فول الصويا والتوابل وخلط ما تبقى لدي من لحوم أو دجاج بالكبة، وكذلك الكفتة، كما أنصح المرأة بالتنوع فى مصادر البروتينات بين الحيوانية والنباتية، حيث يمكن الاكتفاء بتناول البروتينات النباتية طيلة التسبوع، والحيوانية مرة واحدة فقط، وكذا النشويات والسكريات من خلال معرفة النسب الصحية التى يحتاج إليها الجسم.

وجبات بسيطة وصحية

تقول د. أسماء ممدوح، الأستاذ المساعد بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنيا: يمكننا تدبير ميزانيتنا عن طريق إعادة تدوير الطعام؛ فبقايا الأرز مثلا يمكنا أن نصنع منها كرات الأرز أو عمل الأرز الصيني المحمر، وجميع الخضراوات يمكننا عمل صلصة بشاميل ووضع بقايا الخضراوات في صينية وإغراقها بصلصة البشاميل مع قليل من اللحم المفروم وعمل وجبات صحية ومفيدة للأطفال، فضلا عن أن هناك أطباقا صحية يمكن إعدادها وبتكلفة قليلة كالكشري والفول والطعمية والبصارة والتى تعد وجبات غذائية متكاملة، ولمن تريد التوفير في الخبز يمكنها إعداده بالمنزل، أما بالنسبة للعصائر والمشروبات فيمكن استبدال العصائر الطبيعية ذات التكلفة المرتفعة بأخرى قليلة التكلفة مثل الكركديه والتمر هندي والخروب والدوم.

نظام الاقتصاد الدائر

تؤكد د. نعمة مصطفى رقبان، أستاذ إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة ووكيل كلية الاقتصاد المنزلي الأسبق لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة المنوفية أن ثقافة الاستهلاك لدى المرأة المصرية تحتاج إلى إعادة نظر وتقول: أصبحت أرى أسرا كثيرة تطبق نظام الاقتصاد الدائر، ومعناه أن نسبة الإهدار 0%، أي أنني أستخدم المواد المنزلية التي لدي أكثر من مرة، وطبعا شاهدت ذلك بنفسي في إعادة تدوير الملايات وأغطية الأسرة فى صناعة الوسائد والخداديات، ويمكن تطبيق نفس النظام بالطعام، فإذا تناولت الأسرة دجاجة وبقي منها جزء فيمكن تقطيعه إلى قطع صغيرة وعمل كريب بالفلفل والطماطم والخضروات أو بيتزا أو شاورما بالإضافة إلى إمكانية استخدامه فى إعداد طاجن مكرونة بالدجاج "نيجرسكو"، كما لفت انتباهي استغلال ما تبقى من زيوت الطعام من قبل بعض ربات المنازل في صناعة الصابون، واستعمال قشور الفاكهة لصناعة شموع جميلة بروائح عطرية طبيعية، ولدينا نماذج مشرفة من الشباب والفتيات اللواتي استغللن قش الأرز وصنعن منه بعض قطع الموبيليا والأثاث والديكورات بالمنزل.

وتضيف: لكي أحافظ على صلاحية بعض الأطعمة لإعادة تدويرها لابد من تخزينها بشكل جيد، ولابد ألا أتلفها أثناء تناولها أول مرة وكل طعام له طريقة تخزين وحفظ مختلفة عن الآخر وعلى ربة المنزل أن تعرف كيفية تخزين الخضروات الورقية والعادية والأرز واللحوم المختلفة والدجاج والأسماك، ولو استطعنا إعادة التدوير بشكل جيد سنعلم أبناءنا ترشيد الاستهلاك، وسنوفر في ميزانية الأسرة بل سنساعد في رفاهيتها، وأخيرا عند عمل عزومة كبيرة ينبغي وضع طبق (سرفيس) كبير به اللحوم، وثاني للخضراوات وثالث للأرز، وعلي أن أضع أمام كل ضيف طبقا صغيرا يضع فيه ما يناسبه من كمية الطعام للحفاظ على ما تبقى سليما.