إيمان العمرى
أصحابي الأعزاء صديقتنا ريم كانت تقوم ببعض الأفعال التي استثارت تساؤلات والدها، فقد ظهر عليها أنها تخطط لشيء ما، وعندما سألها عما تفعله أجابته بشكل مقتضب ولم يفهم منها شيئا، لم يحاول أن يضغط عليها ومضى لشأنه، وعندما عاد إلى المنزل في المساء وجده مظلما، ولكن ما أن دلف داخله حتى أضيئت الأنوار ووجد جميع أفراد الأسرة يصفقون له مهنئين إياه بعيد الأب الذي يوافق 21 يونيو من كل عام.
أشرق وجه الوالد بالابتسامات وسأل عن صاحب فكرة الاحتفال، أشار الجميع إلى ريم التي أسرعت إلى والدها وقبلته وهي تعطيه هديته، ثم قدم له الجميع الهدايا وبدأ الاحتفال.
نشرت ريم صور الاحتفال على صفحاتها على جميع مواقع التواصل الاجتماعي وعلقت قائلة صور الاحتفال بعيد أعظم رجل في العالم "الأب"، وعندما سألتها جدتها لماذا ترى والدها أعظم رجل في العالم؟ فشرحت لها وجهة نظرها بأن الأب بالنسبة لأبنائه هو كذلك.
واستطردت تشرح كلامها بأن الأب الحقيقي وليس من لديه أبناء ولا يعرف قيمتهم، هذا الوالد ينتظر ابنه بلهفة قبل أن يراه وهو جنين في بطن أمه ويستقبله بحب وفرحة، وأول شيء يفعله له هو أن يعطيه اسمه ثم يحلم له بأن يعيش أفضل حياة، ويظل يكافح طول الوقت ويسعى ليوفر له معيشة ميسورة الحال، وطوال الوقت يتمنى له الأفضل، حتى أنه يحلم بأن يراه أفضل منه شخصيا.
يعيش حياته بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، يشعر بما يشغل باله، يحل مشاكله بمجرد أن يسمعها.
وفي النهاية عندما يرحل يترك لابنه ثروته التي كونها من أجله، فكيف لا يكون الأب هو أعظم رجل في الدنيا؟
ساحة النقاش