أماني ربيع

مع اقتراب انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء التي أرقت الكثير من الأسر المصرية خلال الفترة الماضية، أصبحت هناك ضرورة ملحة للتوعية بأهمية الاتجاه إلى توفير الطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء، فدور الدولة لن تكتمل إلا بدعم ومساندة المواطنين، ولأن المرأة المسئول الأول فى منزلها فإن ترشيد استهلاكها للطاقة مسئوليتها الأسرية والوطنية..

فى البداية يقول د. حافظ سلماوي، رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك الأسبق: يشمل ترشيد الكهرباء أكثر من شق، أولها التقنين والذي يشمل إجراءات تتخذها الدولة لمواجهة أزمة ما، ويتمثل في بعض القرارات مثل فصل الكهرباء لمدة ساعتين، وإغلاق المحلات في العاشرة مساء، وخفض الإضاءة بالشوارع والمباني العامة، أما الشق الثاني فيتمثل فى الترشيد ويشمل جانبين، الأول تغيير سلوك يتضمن كيفية التعامل مع الطاقة، والاستثمار في ترشيد الكهرباء، وتغيير السلوك يتعلق باتخاذ خطوات للترشيد داخل المنزل، مثل: عدم ترك غرف مضاءة دون وجود شخص فيها، أو تشغيل التكييف على درجة حرارة أقل من 24 درجة مئوية، وتقليل غلق وفتح الثلاجات دون داع، وتشغيل الغسالات بالحمولة الكاملة، وكلها إجراءات عامة تتطلب وعي سلوكي.

ويتابع: أما إجراءات الاستثمار في ترشيد الكهرباء فتتعلق بالسلوكيات عند شراء الأجهزة المنزلية من خلال شراء الأجهزة بتكنولوجيا "الإنفرتر" التي تقلل من استهلاك الطاقة بنسبة 50 إلى 70% ، وعلى الدولة تشجيع المواطنين على الاستثمار في كفاءة الطاقة لحثهم على استبدال الأجهزة القديمة بأخرى حديثة بتوفير منح تمويل وإعفاء أجهزة  A و A+  من ضريبة القيمة المضافة لفترة مؤقتة من سنتين إلى ثلاث سنوات، مع توفير آليات للتنفيذ والمراقة للتأكد من النتائج.

ولفت رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك الأسبق إلى أن التوعية أمر أساسي في هذه المرحلة، لأنها تساهم في تطوير سلوك الناس مع الطاقة، خاصة فيما يتعلق بسرقة الكهرباء، مشيرا إلى أن سارق الكهرباء لن يهتم بالترشيد لأنه لا يدفع مقابل الخدمة، وأن آليات مكافحة السرقة جزء منه يقع على شركة الكهرباء بعمل توازن على الشبكات، وتركيب عداد على العمارة بأكملها ويسمى "العداد الغفير" الذي يقرأ مجموع استهلاك العمارة بأكملها.

تغيير أنماط الاستهلاك

تقول د. وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة: فلسفة الترشيد لم تعد خيارا، وأصبحت الآن جزءا من استراتيجية العديد من دول العالم، ولتطبيقها لابد من تغيير النمط الاستهلاكي، وتقليص التزايد المستمر في استهلاك الطاقة، وقد اتجهت الحكومات إلى اتخاذ تدابير وحلول سريعة لتوفير الطاقة بما يضمن استدامتها، كما أن الترشيد لا يعني التوقف عن الاستهلاك وإنما تقنينه، مع ضرورة توعية المجتمع إلى مخاطر الإفراط في استخدام الطاقة، وكيف يخدم الترشيد المواطن ويرفع كفاءة الخدمة المقدمة إليه.

وتضيف: هناك خطوات للترشيد يجب أن نتعلمها جميعا من أجل المصلحة العامة، منها: فصل التيار قبل السفر، وضبط درجات الحرارة لأجهزة التكييف، وعدم ترك سخانات المنازل تعمل بصورة دائمة، وزراعة النباتات الورقية لتلطيف الجو، وإجراء صيانة الأجهزة لضمان عملها بكفاءة.

وشددت أستاذ الطاقة على أن تحقيق المصلحة الوطنية يقتضى عدم سرقة التيار الكهربائي، لافتة إلى أن كمية التيار الكهربائي المسحوبة بصورة غير قانونية من شبكة شمال القاهرة تكفي لإنارة مدينة كاملة، ولابد من تغيير هذا السلوك غير المسئول والاتجاه إلى تعزيز أنماط الاستهلاك بشكل يضمن الاستدامة.

السرقة تؤثر على جودة الخدمة

ترى مهندسة الكهرباء كاريمان أبو زيد أن ترشيد الكهرباء في ظل الظروف العالمية والمناخية الحالية يجب أن يتحول إلى عادة وليس مجرد سلوك وليدا لأزمة فقط، مشيرة إلى أن تطبيق الترشيد في حياتنا أمر سهل وخطواته بسيطةـ تتمثل في: إطفاء الأنوار غير الضرورية، وفصل الأجهزة الكهربائية بعد الانتهاء من استخدامها، وإغلاق الباب عند تشغيل التكييف، واستخدام اللمبات الموفرة للإضاءة، لافتة إلى أن هناك أجهزة استهلاكها للطاقة عالي مثل الغلاية الكهربائية والفرن الكهربائي يجب تقليل استخدامهما.

وتقول أبو زيد: التأثير السلبي لسرقة الكهرباء يؤثر على المواطن بصورة مباشرة، لأن ارتفاع الفقد في الشبكة الكهربائية يؤدي لانخفاض جودة الخدمة، كما تزداد نسبة انقطاع التيار في المناطق التي تزداد فيها سرقة الكهرباء.

خسائر فادحة

تشير الخبيرة الاقتصادية ولاء عدلان إلى أن سرقة الكهرباء تكبد الدولة خسائر كبيرة، وتؤثر على أسعار بيع الكهرباء، كما تؤثر على جهود الدولة في تطوير الشبكة القومية لتوزيع الكهرباء، بالإضافة إلى أن المناطق التي تكثر فيها سرقات التيارات يزداد فيها تذبذب التيار ما يؤدي إلى تلف الأجهزة الكهربائية أو حدوث ماس كهربائي.

وتقول عدلان: تنفق الدولة المليارات لتطوير الخدمات والبنى التحتية لمرافق الكهرباء، وفي مقابل ذلك على المواطنين دور في طبيعة استهلاكهم لهذه الخدمات والمحافظة عليها، كما أن الترشيد كسلوك يوفر أيضا من ميزانية الأسرة، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال خطوات يومية بسيطة مثل الاعتماد على الإضاءة الطبيعية طوال ساعات النهار، وإغلاق الأضواء والأجهزة التى لا نحتاج إليها.

المصدر: أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 428 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,026,050

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز