كتبت: سماح موسى

الابتزاز الإلكتروني من الجرائم التي ظهرت حديثا، وتمثل الوجه المظلم للتكنولوجيا الرقمية والتي للأسف قد يقع ضحيتها مجموعة من الشباب أو المراهقين، لكن هناك وسائل كثيرة لحمايتهم ومواجهة تلك الجرائم وهذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية.

في البداية نستعرض بعض الأمثلة لجرائم الابتزاز الإلكتروني على لسان بعض الضحايا حيث تحدثنا تالا رامي، مدرسة بإحدى المدارس الخاصة قائلة: قام شخص مجهول لا أعرفه بسرقة صور شخصية لي من صفحتي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وقام بعمل مونتاج لها لتبدو بصورة غير لائقة، ثم بدأ بابتزازي مقابل مبلغ مالي فقررت اللجوء لوالدي ومباحث الإنترنت حتى تم القبض على الجاني وتمت معاقبته.

أما محمد إبراهيم، طالب بكلية تجارة إنجليزي فيقول: تم ابتزازي من قبل شخص مجهول حيث ولج إلى صفحتي الشخصية وحصل على بيانات خاصة وأيضا لديه رسائل لي على أحد المواقع، تواصل معي وابتزني ماديا وللأسف وقعت في تلك الدائرة ولا أدرى كيف أخرج منها؟

كيفية المواجهة

يقدم لنا اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لشئون مكافحة الجرائم المعلوماتية الطريقة المثالية لمواجهة الابتزاز الإلكتروني ويقول: قدمت ثورة تكنولوجيا المعلومات إنجازات تكنولوجية غير مسبوقة وعظيمة أهمها شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار بالنسبة للدول والأفراد، وأصبح أي خطر يلحق بالإنترنت وتلك المواقع يصيب حياتنا بالشلل التام، لكن مع هذه الإنجازات ظهرت لها انعكاسات سلبية أهمها انتشار الجرائم التكنولوجية أو المعلوماتية، ومنها الابتزاز الإلكتروني وهو ما يعني استخدام شبكات التواصل في ابتزاز الغير سواء ماديا أو جنسيا أو معنويا، حينما يتمكن من الحصول علي بعض المعلومات المرئية أو المكتوبة أو المسموعة للمجني عليه سواء تم من خلال إهمال الضحية من حفظ بياناتها ومعلوماتها أو فتح روابط مجهولة الهوية من آخرين يكون بها بعض الفيروسات التي تمكن الجناة من الحصول بسهولة على معلومات، وقد انتشرت تلك الجرائم في الآونة الأخيرة بسبب قصور التوعية التكنولوجية بالاستخدام الآمن والرشيد لمواقع التواصل، فعندما نتعامل مع الإنترنت ومواقع التواصل نكون معرضين لأخطارها سواء القرصنة المعلوماتية أو انتهاك حرماتنا وخصوصياتنا نهدد من خلال  حفظ معلومات خاصة سواء صور أو محادثات مكتوبة أو مسموعة يمكن أن تستغل ضدنا خاصة إذا لم نكن قد وضعنا سبل الحماية الكافية من خلال بعض التطبيقات وبرامج الحماية الخاصة ومدفوعة الأجر.

ويضيف: من يتعرض للجرائم الإلكترونية يمكنه التقدم ببلاغ لإدارة مباحث الإنترنت التابعة لوزارة الداخلية ومقرها الرئيسي ميدان العباسية ولها فروع في جميع محافظات مصر، أو الاتصال على الخط الساخن(108) ويمكن تحديد مواعيد للمقابة، وعندما يتلقى المجني عليه رسالة تهديد وابتزاز يترك الرسالة الأصلية على أي جهاز أرسلت عليه وعدم نقلها من جهاز لآخر، فعلي أساسه يستطيع رجال الشرطة تحديد مصدر الرسالة وهوية الجاني وتقديمه للنيابة العامة والمحاكمة بعد ذلك، ونؤكد دائما أن مصر زاخرة بالقوانين المكافحة للجرائم الإلكترونية وما شبه من جرائم الاستخدام غير المشروع لمواقع التواصل الاجتماعي أهمها قانون 175لسنة 2018 والذى ينص على عقوبات مختلفة من غرامات وحبس للجناة.

ودعا الرشيدي إلى تضمين المناهج بجميع المراحل الدراسية مادة أساسية عن الاستخدام الآمن والمشروع للإنترنت لتجنب الوقوع ضحية لأية جريمة عبر هذه التقنيات التكنولوجية الحديثة.