سماح موسى
في الصيف تتزايد مصروفات الأسرة وتتعدد البنود التى تستنزف ميزانية الأسرة، الأمر الذى قد يتسبب فى الغالب مشكلات بين الزوجين فكيف تتمكن المرأة من ترشيد استهلاكها فى مصروفات أسرتها خلال الإجازة الصيفية؟
في السطور التالية يقدم خبراء الاقتصاد طرقا للترشيد فى مصروفات الصيف وخروجاته..
في البداية تقول د. أماني فاخر، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة حلوان: لاشك أن ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم أثرت على الاقتصاد المصري وارتفاع أسعار السلع والخدمات التي يستشعر بها المواطن خاصة الأساسية منها، لذا فإن من الضرورى على أفراد المجتمع مراجعة سلوكياتهم الاستهلاكية وعاداتهم الشرائية سواء في المأكل أو الملبس وكذا الطاقة من كهرباء أو مياه أو غاز وغيرها، وإذا نظرنا إلى المجتمعات المتقدمة التي ترتفع فيها معدلات الدخول مقارنة بالمجتمع المصري نجد أن عاداتهم الاستهلاكية تعتمد على الاحتياجات الضرورية دون أي مبالغة.
وتتابع: في ظل هذه الأوضاع والتى تتحمل فيها المرأة الجزء الأكبر من المسئولية حيث تضطلع بإدارة ميزانية أسرتها تتجلى أهمية المشاركة بين أفراد الأسرة وترتيب الأولويات، الاستغناء عن الأشياء المبالغ فيها خاصة التى لها بدائل اقتصادية، وأؤكد أن دور المرأة كبير فهى على مدار سنوات طوال أثبتت قدرتها على إدارة شئون منزلها بحنكة ما جعل البعض يطلق عليها وزيرة اقتصاد أسرتها.
أسس عامة للترشيد
تقول د. هدي شعبان، أستاذة الاقتصاد المنزلي بجامعة عين شمس: تلعب المرأة دورا أساسيا في اتخاذ قرارات الاستهلاك وتحدد السلع المراد شرائها وكمياتها ما يجعلها عمود المنزل، ولأن استقرار وضع الأسرة ماديا مسئولية المرأة يجب عليها اتباع سياسة الترشيد والتقشف في الأزمات المالية التي تمر بها الأسرة.
وتضيف: من الأسس العامة لترشيد الاستهلاك إعداد ميزانية الأسرة بمعنى وضع خطة مالية تساعد أفراد الأسرة علة استثمار أموالهم بأفضل طريقة ممكنة ويتم فيها تحديد مصادر الدخل وأوجه الإنفاق ومن قبلهما أولويات الصرف الثابتة منها والمتغيرة، حتى تتمكن من تحديد ما يتم صرفه على مدار الشهر وما يمكن ادخاره، علما بأن الميزانية لها فترة زمنية محددة سواء أسبوعيا أو يوميا أو شهريا أو سنوية، مع ضرورة التفرقة بين الحاجة والطلب، والذى من خلاله يمكن للمرأة إعداد قائمة للكماليات والضروريات والتى تشمل الاحتياجات الأساسية المنزلية، وفى جميع الأحوال يجب شراء تلك الأشياء على قدر الحاجة وعدد أفراد الأسرة، بالإضافة إلى ضرورة تعليم الأبناء الترشيد والبعد عن الإسراف.
وتنصح د. هدى بالاعتدال فى استخدام المياه والكهرباء والغاز وغيرها من مشتقات الطاقة والذى من شأنه تقليل قيمة الفواتير الشهرية وبالتالى تقليل الأعباء المتتالية على الأسرة.
وحول كيفية الاقتصاد فى السلع الغذائية فتنصح د. هدى بالبحث عن بدائل اللحوم والأسماك كالبيض والألبان والبقوليات، أو استخدام قدر بسيط من اللحوم المفرومة بجانب الخضراوات لتجنب حرمان الأطفال، فضلا عن صناعة بعض السلع الغذائية داخل المنزل كالصلصة والجبن والمخلل، وبالنسبة لبند الملابس فيمكن فرز القديم منها واستخدام ما يناسب الأصغر سنا من الأبناء وتدير القطع القديمة بطريقة تغير من شكلها، أما بالنسبة للسفر واستخدام المواصلات فعلينا الاستعانة بالمواصلات العامة بدلا عن السيارات الخاصة.
وأخيرا تناشد د. هدي جمعيات المجتمع المدني والمجلس لقومي للمرأة وكل المهتمين بقضايا المرأة بنشر ثقافة الترشيد بين جموع نساء مصر والاستغناء عن مظاهر الترف من خلال تنظيم ورش عمل وتدريب للمرأة خاصة بالمناطق الريفية وتعليمها لعمل مشاريع صغيرة داخل المنزل تجعلها تعاون زوجها فى مصروف المنزل.
ساحة النقاش