كتبت: شيماء أبو النصر

مع انتهاء ماراثون الثانوية العامة يستعد أبناؤنا لجولة جديدة مع مكاتب التنسيق والرغبات والتفكير فى الكلية المناسبة والمستقبل الذى يحلمون به وسط تنوع كبير فى الجامعات المتاحة بدءا بالحكومية والخاصة والأهلية والجامعات التكنولوجية التى يتزايد الإقبال عليها عاما بعد عام.

فى السطور المقبلة تحاور "حواء" النائبة البرلمانية د. صبورة السيد، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب للحديث عن زيادة مخصصات التعليم فى الموازنة الجديدة والدعم الرئاسى لملف التعليم ودوره فى بناء الإنسان والجمهورية الجديدة، وكليات التكنولوجيا ومدى ارتباطها بسوق العمل، وأهم نصائحها للمقبلين على الحياة الجامعية.

 

ما أهمية زيادة مخصصات التعليم فى الموازنة الجديدة للدولة وكيف يؤدى ذلك إلى تقديم خدمة تعليمية أفضل؟ 

بالفعل شهدت الموازنة الجديدة للدولة زيادة مخصصات التعليم بشكل كبير وهذه الزيادة مهمة جدا لمواجهة زيادة إنشاء مدارس وجامعات جديدة ومواجهة المتطلبات المرتبطة بزيادة المتقدمين للمدارس والملتحقين بالجامعات، والاهتمام بالبرامج المتقدمة فى مجال التعليم، وأيضا تدريب العاملين فى مجال التعليم على استخدام الأدوات الحديثة فى التعليم والذكاء الصناعى وتطبيقاته، والتدريب الرقمى للخريجين لملاءمة احتياجات سوق العمل، ولذلك جاءت استجابة الدولة برفع مخصصات التعليم.

كيف يكون التعليم عنصرا فاعلا فى بناء الشخصية المصرية؟

الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص على بناء الإنسان المصرى كأحد محاور بناء الجمهورية الجديدة، فهو يؤمن بأن بناء الإنسان جزء أصيل وأنه أهم محاور بناء الجمهورية الجديدة، فالتعليم وبناء الوعى أساسا تطوير البشر، وهو ما يصب فى تحقيق إستراتيجية بناء الإنسان التى يحرص على استكمالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما أن الاهتمام بالتعليم يحقق التنمية ويحافظ عليها، ويطور من قدرات المواطن المصرى، والاهتمام بالتعليم يبدأ من مرحلة رياض الأطفال مرورا بالمراحل التالية وهو ما لمسناه من تطوير مناهج التعليم واستحداث مناهج الأخلاق والقيم واحترام الآخر والاهتمام بالتكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر وصولا للتعليم الجامعى.

مع انتهاء ماراثون الثانوية العامة تتجه أنظار وعقول طلابنا إلى مكتب التنسيق وسبل اختيار الكلية المناسبة فكيف يختار الطالب الكلية المناسبة والتى يبدأ بها حياته الجامعية؟

فى البداية أقول لأبنائنا ومع إعلان نتائج الثانوية العامة يجب أن تشعروا بالرضا أولا والتفكير الإيجابى عند اختيار الكلية، وأن يضع كل طالب فى اعتباره عدة نقاط أهمها مدى امتلاكه مهارات تعلم نوعية الدراسة بالكلية وليس مجرد رغبة الالتحاق فقط مثل بعض زملائه أو أقاربائه، وكذلك ارتباط الدراسة باحتياجات سوق العمل، والمنح الدراسية التى توفرها الكلية أو الجامعة، ومدى توافق الدراسة مع مهارات الطالب وقدراته بحيث يعمل على تطوير نفسه وشخصيته وقدرته على العمل والإنتاج.

اختبارات القدرات وكيف يمكن الإعتماد عليها كمؤشر للقبول ببعض الكليات؟ وكيف يستعد أبناؤنا لاجتيازها؟

اختبارات القدرات من المعايير الجيدة التى يمكن الاعتماد عليها بجانب مكتب التنسيق للالتحاق بعدد من الكليات مثل الفنون الجميلة بأقسامها، والفنون التطبيقية وبعض أقسام كليات التربية، والكليات التكنولوجية فهذه الاختبارات ترفع من قيمة المهارات التى يتمتع بها بعض الطلاب، كما أن الدراسة بهذه الكليات تحتاج بالفعل إلى بعض القدرات التى تيسر على الطالب الدراسة وتلقى العلوم الخاص بالكلية، وبدون هذه القدرات والمهارات ستكون الدراسة صعبة والنجاح سيكون بعيدا، لذلك تأتى أهمية اختبارات القدرات فهى فى مصلحة الطلاب، ويجب أن يستعد لها الأبناء جيدا بمعرفة الشروط والمهارات التى تحتاجها والتدريب عليها أيضا.

يتدخل أحيانا الآباء فى اختيار الكلية والدراسة لأبنائهم فما رأيك فى ذلك؟

فى كثير من الأحيان يحاول الآباء التخطيط لمستقبل أبنائهم تبعا لرغباتهم وطموحاتهم هم أنفسهم، لذلك نجد معظم الآباء يرغبون فى دخول أبنائهم كليات الطب والهندسة على اعتبار أنها كليات القمة تبعا لمقاييس الآباء، أو أن يكون الوالد نفسه كان يرغب فى دخول كلية الطب أو الهندسة وهو طالب ولكن لم يحالفه الحظ فيكون شغله الشاغل أن يحقق ابنه هذا الحلم، أو أن يكون الأب طبيبا أو مهندسا ويرغب أن يستمر ابنه فى نفس المجال للحفاظ على الاسم أو الإنجاز الذى حققه الأب، وهذه النوعية من الآباء تتجاهل وبشدة رغبات وطموحات وقدرات الأبناء، لذلك عندما تتعارض كل هذه العوامل بين الآباء والأبناء تكون المحصلة هى الإخفاق، لذلك نجد طلابا حاصلين على مجموع كلية الطب ومن الأوائل لكنهم يرسبون فى السنة الأولى وحتى بعد التخرج لا يحققون النجاح المطلوب فى الحياة العملية وهذا هو الأهم، لذلك يجب على الآباء إعطاء الفرصة لأبنائهم لاختيار مستقبلهم، كما يجب أن يعرف الآباء أيضا أن نجاح أبنائهم غير مرتبط بمجال علمى محدد ولكن تبعا لقدراتهم ورغبتهم وأيضا احتياجات سوق العمل.

وما رأيك فى الكليات التكنولوجية ومدى أهميتها فى المجتمع؟

تمثل الكليات التكنولوجية نقلة نوعية متميزة فى التعليم فى مصر فهى تهدف لأن يكون التعليم من أجل المستقبل الذى يعتمد على التكنولوجيا، كما أنها ترتبط بسوق العمل، والكليات التكنولوجية هى المستقبل وخريجوها يجدون فرص العمل الجيدة وبمقابل مادى أفضل من خريجى الكليات النظرية، كما أن فكر الشباب نفسه اختلف، فلم يعد حلمه هو الجلوس على مكتب والعمل فى وظيفة لكن أن يجد العمل الذى يدر عليه دخلا جيدا، ولذلك تتوسع الدولة فى إنشاء الكليات التكنولوجية والتى تعتمد على سد الفجوة الموجودة فى سوق العمل المتمثل فى المؤسسات الصناعية والشركات التى ترغب فى توظيف أشخاص ذوى مهارات وقدرات فنية وتكنولوجية مؤهلين ومدربين على أعلى مستوى وليس مجرد حاصلين على شهادات. 

وماذا عن الجامعات الأهلية ومستوى المنتج التعليمى الذى تقدمه ومدى الإقبال عليها؟

تقدم الجامعات الأهلية منتج تعليمى يجمع بين الشهادات والتعليم الأكاديمى والجانب التقنى والتدريب لذلك نجد مستوى الإقبال عليها فى تزايد مستمر، والجامعات الأهلية هى جامعات كبيرة ذات مستوى تقنى وأكاديمى بمواصفات عالمية ودولية ترتبط بالمستقبل وبالمدن الجديدة، كما ترتبط بسوق العمل وتشهد زيادة فى عدد البرامج الدراسية أمام الطلاب بما يتماشى مع أهداف وإستراتيجية الدولة وتسهم في تخريج كوادر تعليمية متميزة، كما ساعد التوسع فى إنشاء الجامعات الأهلية والتكنولوجية على توفير مجال أكبر أمام الناجحين فى الثانوية العامة بدلا من وجود الجامعات الحكومية والخاصة فقط؟

وما رأيك فى إنشاء الكليات الجديدة القائمة على استثمار الثروات الطبيعية والبيئية لكل محافظة مثل كليات البترول والتعدين والثروة السمكية وأهميتها ودورها فى تقديم خريج قادر على العمل فى تلك المجالات؟

تقدم هذه الكليات خدمات تعليمية متميزة حيث إنها تعتمد على استثمار الثروات الطبيعية والمزايا النسبية والإمكانات البشرية لكل محافظة وتحقق الهدف منها فى خدمة المجتمع والبيئة التى تنشأ بها، وتقدم ميزة لأبناء المحافظات والأقاليم فى وجود كليات خاصة بهم اعتمادا على الإمكانيات والثروات الموجودة فى هذه المحافظات.

المصدر: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 450 مشاهدة
نشرت فى 17 أغسطس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,854,968

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز