إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقنا عمر كان يشاهد مع والده مسابقات الرياضات المختلفة في أولمبياد باريس وذات مرة ذكر له والده أنه يتمنى أن يراه بطلا مثل اللاعبين الذين يشاهدونهم.
حزن عمر من كلام والده فهو لا يهوى ممارسة أي لعبة وأقصى ما يفعله هو المشي لمسافات طويلة، شعرت الجدة بحزنه فسألته عن السبب، وعندما أخبرها بما قاله والده له، ردت عليه بهدوء موضحة ما يقصده الوالد، فالبطل ليس اللاعب الأولمبي أو أحد نجوم الفن أو الأدب وإنما البطل الحقيقي هو الشخص المجتهد الذي يعرف جيدا ماذا سيفعل في حياته ويخطط له ويتدرب عليه حتى يكون مؤهلا له.
ولنأخذ الأبطال الأولمبيين مثلا لا أن نلعب مثلهم، ولكن أن نرى كيف يتدربون كل يوم لعدة ساعات وينظمون أوقاتهم ما بين حياتهم العملية أو العلمية من جانب وحياتهم الرياضية من جانب آخر، إذا فعل كل واحد مثلهم وحدد المجال الذي يحبه أو حتى يتفق مع قدراته، وما هي الأهداف التي يريد أن يحققها وينظم وقته ليقضي الساعات في التدريب على إتقان كل المهارات التي يحتاجها المجال الذي يعمل فيه ويتابع كل ما هو جديد ويسعى لاكتساب مهارات جديدة وقتها سيكون فعلا بطلا ليس بالمعنى الضيق للبطولة ولكن بالمعنى الواسع لها.
فلو اعتبرنا الحياة مجرد فيلما سنجد أن وراء أبطاله قصصا طويلة من الكفاح والاجتهاد وتطوير الذات، أما من اكتفى بمجرد المشاهدة فلن يحصل على دور مهم وسيظل مجرد كومبارس صامت حزين يحاول أن يقلد الآخرين لكن دون فائدة لأن البطل يجب أن يكون متفردا رسم طريقه بنفسه واستطاع أن يكتشف ذاته وما يميزه فاستحق وقتها أن يجلس وسط نجوم السماء.
ساحة النقاش