نيللي سيد

اليانسون هو أحد الأعشاب المعمرة والتي تم استخدام بذورها وزيوتها العطرية في عالم الطب والأعشاب منذ القدم والتي تستخدم في العديد من العلاجات الطبية وتعود أصولها إلى منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط ولطالما اشتهرت في منطقة النيل وعند المصريين القدامى، ويعد اليانسون شحيحا بالسعرات الحرارية وفقيرا بالبروتينات والدهون إلا أنه غني بالعديد من الفيتامينات والمعادن، ويوجد العديد من الفوائد لليانسون التي تعود على صحة الإنسان وتعالج مختلف المشكلات الطبية، ويمد اليانسون جسم الإنسان بالكربوهيدرات والألياف والبروتينات والدهون والأحماض الدهنية، وبعناصر معدنية كالكالسيوم والحديد والماغنيسيوم والفسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك والنحاس والمنجنيز والسيلينيوم وفيتامينات (ج، أ، ب1، ب2 ، ب3، ب6)، وحمض البانتوثنيك والفوليك. 

        يدخل اليانسون في عالم الطهي لإضفاء النكهة والرائحة للطعام، كما يدخل في بعض صناعات التغذية كصناعة الحلويات والألبان واللحوم وصناعة الكحوليات، ويستخدم في عالم التجميل في صناعة الكريمات والصابون والعطور، ويتم الحصول على فوائد اليانسون عند استخدامه سواء على شكل بذور أو أوراق أو زيت لعلاج العديد من المشكلات الطبية، ويعد اليانسون معززا للشهية عن طريق تحفيزه لإفراز الأنزيمات الهاضمة في المعدة مما يساعد في تعزيز عملية الهضم وتعزيز الشهية، وله أهمية بشكل خاص للجهاز الهضمي حيث يساهم تناوله في تعزيز عملية الهضم وتليين المعدة ومعالجة الإمساك، وله ولزيته خصائص ملينة، فهو مسهل طبيعي يساهم في علاج الإمساك والوقاية منه، كما يساعد في علاج عسر الهضم والتخلص من انتفاخ البطن، وله دور فعال في طرد الغازات، كما يساعد شرب مغلي حبوب اليانسون في علاج الربو والمشكلات التنفسية المختلفة، ويساعد في تقليل الاحتقان في المجاري التنفسية وعلاج التهابات الشعب الهوائية وبالتالي فهو ذو تأثيرات مضادة لنزلات البرد والبلغم والسعال، كما أن إعطاء اليانسون للطفل بكميات معقولة يساعد على تهدئة تقلصات الأمعاء التي يعاني منها حديثي الولادة ويساعد في علاج بعض المشكلات الهضمية والتنفسية، كما أنه يعمل كطارد للغازات ولكن يجب الرجوع إلي الطبيب المعالج للأطفال لتحديد الجرعة المناسبة وفقا لكل حالة.

       يساعد تناول اليانسون في علاج بعض الحالات الصحية كالقولون العصبي أو الصرع أو السعال، ويعمل على التخفيف من التشنجات والتقلصات والآلام العصبية المصاحبة لها، إذ إنه يساعد على استرخاء العضلات والأعصاب والأوعية الدموية المسئولة عن هذه التشنجات، كما أن له خصائص مسكنة للآلام ومهدئة للأعصاب وتزيل التوتر والقلق وتساعد على الاسترخاء، كما يحارب كلا من الاكتئاب والإجهاد والغضب، ووجد أن لليانسون تأثير مشابه لهرمون الأستروجين في الجسم لذلك قد يكون مفيدا في علاج آلام الدورة الشهرية والتخفيف من أعراضها ومن التقلصات والانقباضات الناتجة عنها، وقد يوصي بعض الأطباء المرضعات بتناول اليانسون كوسيلة لزيادة إدرار حليب الثدي، بالإضافة إلى أنه يساعد على الاسترخاء لدى المرضعة مما قد يعزز من عملية الرضاعة الطبيعية.

        يحتوي اليانسون وزيت اليانسون العطري على مواد ذات خصائص مطهرة يمكن استخدامها لتطهير الجروح مما يمنع تسممها أو التهابها، كما يساعد في تسريع عملية الشفاء ويعد مفيدا في علاج بعض المشكلات الجلدية كالصدفية وعلاج القمل والجرب.

        يعد اليانسون آمن بشكل عام عندما يتم تناوله عن طريق الفم وبكميات معتدلة وضمن الكميات الموصى بها، إلا أنه قد لا ينصح بتناوله لبعض الحالات الخاصة مثل من يعانون من الحساسية الغذائية، فقد يعاني بعض الأشخاص من حساسية لليانسون والنباتات التي تنتمي لنفس عائلته مثل الكرفس والشمر والشبت والكزبرة، ولا ينصح بتناول اليانسون في بعض الحالات الصحية التي قد تتحسس من هرمون الإستروجين كما في حالات سرطان الثدي أو سرطان الرحم، وتناول اليانسون باعتدال للحامل أو المرضعة والأطفال حيث لا تتوافر معلومات كافية حول الجرعة الآمنة لهم، وقد يسبب اليانسون خفض في مستويات السكر في الدم لذا يجب الانتباه من قبل مرضى السكر، وقد نجد أن تناول اليانسون قد يتعارض مع عمل بعض الأدوية في الجسم  كالأدوية المحتوية على هرمون الإستروجين حيث إن تناول كميات كبيرة من اليانسون قد يكون لها نفس تأثير هرمون الإستروجين في الجسم، لذا فإن تناول اليانسون مع أقراص الإستروجين قد يقلل من فعالية أقراص الإستروجين و حبوب منع الحمل وخاصة الأنواع التي تحتوي على الإستروجين قد يؤثر على آلية عمل الدواء وفعاليته.