أصحابي الأعزاء صديقتنا فريدة كانت تحكي لجدتها عن قريبة لها تشعر دائما نحوها بأحاسيس متناقضة فرغم أنها تراها شخصية مجتهدة ولطيفة، ففي الوقت ذاته تجد أن هناك حاجزا كبيرا بينها وبين كل بنات العائلة فهي دائما ما تضع نفسها في قوقعة خاصة بها والأسوأ من ابتعادها عن الجميع حينما تظهر في أحد التجمعات العائلية لابد أن تبعث رسائل مستترة تتضمن مقارنات بينها وبين بنات العائلة بشكل مثير للدهشة.
وقبل أن تستطرد فريدة في كلامها شرحت الجدة لها حال قريبتها بأن السبب في ذلك هو والدتها التي كانت منذ طفولتها تعقد المقارنات بينها وبين كل بنات العائلة، وطبعا لم تكن تلك المقارنات في صالحها كأن تنهرها مستنكرة أنها ليست متفوقة علميا مثل ابنة خالتها، كما أنها لا تهتم بشكلها مثل ابنة عمها، وما ينقصها لتكون بطلة في الرياضة كابنة خالها، وفي النهاية شعرت البنت أنها أقل فتاة في العائلة، وأن نجاحها لن يتحقق إلا بالمقارنة الدائمة بينها وبين الأخريات.
وللأسف مثل هذا الأسلوب في التربية الذي تتبعه العديد من الأمهات ظنا منهن أنهن بذلك يحفزن أولادهن للنجاح والتفوق عن طريق المقارنة مع أقربائهم هو في الحقيقة أسلوب خاطئ ومقارنة ظالمة.
وللأسف عندما يكبر الطفل يظل يعاني من عقدة المقارنة ويدخل في صراع وهمي مع كل أبناء عائلته وبدلا من أن يجمع الحب بينه وبينهم يظل شبح المقارنة يطارده ويضع حاجزا نفسيا بينه وبين أقربائه، ولذلك يجب على الشاب الذي وقع في تلك الدوامة أن يتخلص منها ويدرك ما يتمتع به من مميزات وأن كل شخص يختلف عن الآخر ويركز في أهدافه بعيدا عن أي مقارنات ظالمة.
ساحة النقاش