إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا مرام كانت تشاهد مع جدتها صور رحلتها إلى الأقصر وكان من بينها صورة لتمثالين عملاقين سألتها الجدة عنهما.
حكت الحفيدة قصة التمثالين وذكرت أنهما بقايا معبد ضخم كان مخصصا للملك أمنحتب الثالث أعظم ملوك مصر القديمة من الأسرة ال18 والتمثالان له وكانا في مدخل المعبد، لكن حدث زلزال ضخم في العصور القديمة أدى إلى تحطيم المعبد كاملا ولم يبق إلا التمثالان لكن للأسف حدث زلزال آخر قوي جدا في عام 27 قبل الميلاد ما جعل التمثالين يتعرضان لأضرار بالغة وحدث تصدع في أحدهما، وقد كان هناك محاولات لترميمهما في العهد الروماني ولكن تمت بشكل جزئي.
ورغم الأضرار الواضحة على التمثالين لكن هناك العديد من الأساطير التي نسجت حولهما، فقد ذكر أن هناك أصواتا تشبه النحيب أو الغناء تصدر من أحدهما وتجلب الحظ السعيد لمن يسمعها، وقد حاول البعض تفسير تلك الأسطورة القديمة بأن هذا يرجع لما تحدثه صوت الرياح في الصدع الذي أحدثه الزلزال في التمثال أو نتيجة لتبخر المياه في حجارة التمثال المسامية لارتفاع حرارة الجو، لكن الأغلب أنها مجرد أسطورة سعى السكان لتأكيدها لإضفاء جو أسطوري على المكان.
هنا سألتها الجدة عن عدم سر إطلاق اسم ممنون على تمثالي أمنحتب الثالث؟
أجابتها مرام بأن ممنون هو أحد أبطال حرب طروادة التي ورد ذكرها في الأساطير الإغريقية القديمة، ويقال إنه ارتبط بهذين التمثالين منذ فترات بعيدة، أي بعبارة أخرى أن اسم ممنون هو أسطورة أخرى تضفي سحرا من نوع خاص على تمثالي أمنحتب الثالث الذي دمر معبده، لكن الأساطير التي نسجت حول تمثاليه خلدت المنطقة كلها.
ساحة النقاش