أسماء صقر
نتيجة المشاهد المتكررة للقصف الغاشم للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتجريف بيوتهم وقتل الأطفال والشيوخ والنساء باتت القضية الفلسطينية وتطوراتها محل اهتمام للأسرة المصرية آباء وأمهات وأبناء، ومع نجاح مصر فى وقف إطلاق النار وفرض الهدنة يتجلى دور الأسرة المهم فى توعية أبنائها بالقضية المصرية ودور مصر المحوري فى حلها مع الحفاظ على حق الفلسطينيين فى الوطن ورفضها التهجير أو تصفية القضية..
في البداية تقول د. مني كمال مدحت، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: تقوم الأسرة والأم بدور كبير في التنشئة الاجتماعية والسياسية للأبناء من خلال تشكيل وعيهم وتعريفهم بدور مصر التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية وموقفها من تقسيم فلسطين وتهجير أهلها، بجانب تقديـم الدعـم المـادي والمعنـوي لهم لتمكينهـم مـن الدفـاع عـن أنفسـهم فـي مواجهـة العصابـات الصهيونيـة، وأنصح الوالدين عند مناقشة الأبناء بضرورة ترك مساحة لهم للتعبير عن آرائهم والمشاركة فى تناول مواقف الدول المتباينة، والاستماع إلى آرائهم وتصويبها.
وتقول د. هناء جلال، أستاذ أصول التربية بجامعة المنوفية: متابعة الأسرة للأخبار والأحداث السياسية الجارية خاصة فلسطين التى تربطنا معها حدود وهوية عربية مشتركة ينتج لدى الأبناء العديد من التساؤلات حول موقف مصر والتى قد تكون خاطئة نتيجة للآراء التى يسمعونها فى الشارع وأثناء المواصلات ما يبرز ضرورة وعي الأسرة بدورها الاجتماعي في التنشئة السياسية السليمة للأبناء خاصة تجاه القضايا العربية من خلال إظهار تضامنهم مع الشعوب العربية بالأقوال والتصرفات، وغرس قيم التعاون والوطنية داخل الأبناء وتعليمهم ضرورة الحفاظ على الوطن، وإعلامهم أن الدول تتكاتف معا لمساعدة الأكثر احتياجا في وقت الأزمات والحروب،
وتتابع: على الأسرة إبراز الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية ومساعيها المستمرة حتى نجحت فى التوصل إلى الهدنة ووقف الحرب، فلاشك أن كل هذه الأمور تشكل الوعي السياسي السليم لدى الأبناء من خلال معرفة تاريخ دولتهم في تقديم الدعم والدفاع عن القضية الفلسطينية، كما يمكن تنمية الوعي الوطني لدى الأبناء من خلال قراءة كتب تاريخ مصر التي تحمل عبرات الماضي وتشير إلى تضحية مصر بالغالي والثمين من أجل دعم قضية الأشقاء العرب ومنهم فلسطين الحبيبة من أجل استقلالها ورد كرامتها واستعادة القدس كعاصمة لدولة فلسطين.
وسائل الإعلام والسوشيال ميديا
يرى د. عبدالمنعم شحاتة، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية أن للإعلام والمدرسة دورا مهما فى توعية الأبناء بالقضية الفلسطينية ودور مصر فى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى، ويقول: عند مشاهدة الأسرة للتليفزيون وسماع الأخبار ورؤية موقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية يجعل الأبناء لديهم عقيدة راسخة بضرورة التكاتف ومساندة الفلسطينيين جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الوطن والتضحية بالروح فداء له، وتلعب وسائل الإعلام والسوشيال ميديا دورا حيويا في تشكيل وعي الأبناء السياسي ومعرفة المواقف الدولية والأحداث السياسية، ولذلك لابد من متابعة الوالدين لما يشاهدوه الأبناء من مواقع وتصحيح أي أفكار خاطئة قد تبثها المواقع التابعة لأعداء الوطن الذين يقزمون دور مصر المحورى، وللمدرسة دور في تشكيل وعي الأبناء بهذا الدور من خلال شرح المعلم في الفصل المدرسي لدور مصر الرائد والمعاهدات والمؤتمرات التي كانت تدافع فيها مصر عن القضية الفلسطينية والمطالبة بتحرير القدس.
ويوضح د. محمود فوقي، أستاذ التربية بجامعة عين شمس أن عملية التنشئة الاجتماعية أو السياسية لا تقتصر على سن معينة للأبناء فهي مستمرة من خلال الوالدين وتعاملهم مع الأبناء وتعني التعلم والتعليم وتربية الفرد على المعايير الاجتماعية الموجودة في المجتمع حتى يندمج فيه بشكل سليم.
ويقول: يجب على الوالدين غرس قيم الانتماء داخل الأبناء من خلال المشاركة في قضايا الوطن العربي ومنها القضية الفلسطينية ومعرفة آرائهم السياسية وتوجيههم بشكل سليم، ويمكن عمل ذلك من خلال المحاكاة والأفلام التسجيلية والوثائقية والكارتونية التي تشرح تاريخ النضال الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني فهذه الوسائل لها أثر كبير في تشكيل وعي الأبناء، كما يمكنهم الحديث إليهم عن القضية الفلسطينية في إطار حدوتة تبرز معنى البطولة وصمود الشعب الفلسطيني عبر التاريخ وكذلك الدعم المصرى لها عبر التاريخ.
وحول نعمة الأمان وقيمتها وتعريف الأبناء بأهميتها يقول د. علي محمود شعيب، أستاذ علم نفس الطفل والصحة النفسية بجامعة المنوفية: على الأم دور أساسي في تعريف الطفل لقيمة الشيء أو الحاجة التي يملكها ويفتقدها غيره، لذا على الوالدين تعريف أبنائهم بأن عيشهم فى أمان واستقرار نعمة لا تقدر خاصة فى ظل ما يعانيه شعوب دول أخرى من حروب تنغص عليهم عيشهم وتهدد حياتهم.
ويؤكد د. شعيب على أهمية الأنشطة المدرسية والمناهج الدراسية فى توعية الطلاب بدور مصر الرائد فى القضية الفلسطينية من خلال تناول ذلك عبر الإذاعة المدرسية وتضمينها المناهج الدراسية التى تشكل وعي الطالب وتكون معلوماته.
ساحة النقاش