أماني ربيع
رغم أن رمضان شهر للعزومات والتجمعات والسهرات العائلية في المنازل، إلا أن هناك الكثير من الأسر التي تفضل التغيير وقضاء سهراتهم خارج المنزل، وهناك الكثير من الأماكن للاستمتاع بالأجواء الرمضانية، فمصر مليئة بالأماكن الجميلة التي تناسب تكلفتها ميزانية الأسر متوسطة الدخل، وتوفر الفرصة للاستمتاع بأوقات مبهجة بأسعار في متناول اليد.
البداية مع إيناس ملاح، محاسبة والتى تفضل منطقة وسط البلد وتعتبرها ملاذا لها، وكثيرا ما تتفق مع صديقاتها على الخروج للإفطار في المطاعم المنتشرة بها لتناول المأكولات السريعة، وتقول: أحيانا أشعر بالملل من تناول الطعام المنزلى وأحب تناول البرجر أو الدجاج المقلي، ثم نقوم للسير في الشوارع المضيئة، وتناول الآيس كريم والتقاط صور جميلة في نزهة غير مكلفة على الإطلاق، وبعد ذلك يمكننا إكمال السهرة في أحد المقاهي التي تتسم بالطابع التراثي، وكثيرا من مقاهي وسط البلد تقدم عروضا للتخت الشرقي مع الغناء ونستمتع كثيرا، ثم نعود إلى المنزل بالمترو في وقت متأخر نسبيا، لأن الشوارع في رمضان لا تنام.
وتحب مروة تركي، 36 سنة التخلص من إرهاق العزومات والاستمتاع بقضاء يوم خارج المنزل دون أن تطبخ، وتفضل النزهة مع أسرتها في ممشى أهل مصر الذي يعتبر متنفسا للعديد من المصريين بكافة مستوياتهم الاجتماعية، وتقول: ميزة الممشى أنه يوفر خيارات كثيرة فيما يتعلق بالطعام حيث تتوفر العديد من المطاعم والمقاهي التي تقدم أطعمة لذيذة ومتنوعة، كما تتسم بأجواء رمضانية ممتعة، ويوفر الممشى أيضا المجال لسهرات لطيفة حيث تنتشر فيه المقاعد المريحة مع الإضاءة الجمالية وأحواض الزهور والتماثيل الخلابة، لهذا فهو مقصد رائع للعائلات أو الشباب للاستمتاع بالنزهة في الهواء الطلق.
شارع المعز
لا تفوت السيدة هاجر الشرقاوي، 45 سنة، ربة منزل رمضان دون قضاء سهرة أو أكثر في شارع المعز، وتقول: أعشق أجواء شارع المعز والحسين في رمضان لطابع المنطقة التراثي الأصيل والأجواء الدافئة التي تعبر عن روح مصر، أحيانا أذهب لتناول الإفطار، لكنني أفضل تناول السحور والسهر حتى أصلي الفجر في مسجد الحسين.
تضيف: المكان حقا جميل ويناسب العائلة والشباب، بينما أجلس وزوجي وبعض الأقارب على أحد المقاهي لتناول المشروبات الرمضانية وسط أنغام العود، يفضل الأبناء التجول لمشاهدة المساجد الأثرية وتأجير الملابس التراثية من طرابيش وجلاليب من المحلات المنتشرة بسعر بسيط والتقاط صور تذكارية، وأحيانا يجلسون على مقهى آخر مع أصدقائهم.
وتقول فاطمة مرعي، 33 سنة، موظفة بأحد البنوك: أعشق منطقة السيدة زينب في رمضان، وقبل الشهر الكريم تظهر الشوادر العملاقة حيث تتوفر الفوانيس الصاج بموديلاتها القديمة التي تثير الحنين بالنفوس، مع أغنيات رمضان الشهيرة، وأحرص في رمضان على الحضور مع أمي وإخوتي للإفطار هناك حيث تتوفر العديد من المطاعم الشعبية المميزة وسط أجواء حميمة.
وتضيف: تحب أمي صلاة التروايح في مسجد السيدة زينب، ثم نقضي باقي الأمسية على أحد المقاهي المنتشرة وتناول المشروبات الرمضانية، كما يمكن استغلال الفرصة للتسوق حيث توجد العديد من المحلات التي تبيع الكثير من المنتجات بأسعار زهيدة.
روحانيات في المساجد
تقول علياء محمد، 37 سنة، مصححة لغوية: منذ سنوات أفضل مع بعض الصديقات تناول طعام الإفطار خاصة في أيام العشر الأواخر من رمضان في أحد المساجد الكبرى مثل الأزهر أو عمرو بن العاص، أحيانا نعد السندوتشات مع زجاجات من المشروبات الرمضانية، أو كل واحدة تعد طبقا تجيد تحضيره، ونتجمع للإفطار، ثم نصلي المغرب والتراويح ونقرأ القرآن لتصبح السهرة روحانية، ونشجع بعضنا على الطاعة.
وتحكي خديجة صلاح، مونتير عن تجربتها بقضاء سهرة رمضانية في قلب النيل قائلة: جربت العام الماضي الإفطار بأحد البواخر النيلية التي قدمت برنامجا رائعا الذي يشمل الإفطار مع مشروبات رمضانية وحلوى شرقية، وبعد ذلك نتحرك وسط النيل مع أغنيات للتخت الشرقي ورقص التنورة، واستمتعت للغاية مع أسرتي بالأجواء الرائعة، وهي تجربة أنوي تكرارها.
حفلات الأوبرا والتنورة
يفضل علي حجازي، مصور قضاء الأمسيات الرمضانية في متابعة عروض المولوية ورقص التنورة في قصر الغوري التي تقدم سهرات ممتعة في أجواء صوفية فريدة، ويقول: أتابع أيضا عروض الأوبرا التي تقدم برنامجا فنيا ثريا من عروض موسيقية تتميز بطابعها الروحاني، بخلاف أمسيات الإنشاد الديني والسهرات الطربية لنجوم الغناء.
وفي محيط منطقة وسط البلد يقع قصر عابدين الذي تحول الشارع أمامه إلى منتزه مزروع بالأشجار، وتتوزع أمامها الكافيهات والمطاعم بجانب وجود منطقة خاصة للعب الأطفال بسعر رمزي، دخول المكان بتذكرة رخيصة، وتقول سناء سويلم، 41 سنة، موظفة: المكان جميل للغاية خاصة ليلا، نأخذ طعامنا معنا ونجلس لتناوله هناك، وبإمكان الأولاد اللعب بالكرة أو في منطقة الأطفال، وبعد الإفطار يمكننا الجلوس في أحد الكافيهات أو التمشية وسط البلد والتسوق.
ساحة النقاش