أسماء صقر 

على الرغم من المهام الأسرية التي تتحملها الأم فى تربية أبنائها وتعليمهم وغرس الانتماء في نفوسهم وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، وتوفير مستلزمات أسرتها بما يتناسب مع دخل زوجها الشهري، إلا أنها تضطلع بمهمة جديدة مع انتخابات مجلس الشيوخ وهي تشجيعهم على المشاركة فيها، فكيف يمكن أداء هذه المهمة

في البداية تقول د. عبلة كمال، أستاذ علم الاجتماع: من أهم عوامل التنشئة الاجتماعية تعويد الأبناء منذ مرحلة الطفولة على الانتماء وحب الوطن والولاء له من خلال معرفتهم بأهمية دور الدولة الفعال في توفير الحياة الكريمة للفرد من خلال حوار الوالدين معهم وتعريفهم بالإنجازات التي تحققها الدولة من تنمية المشروعات والقضاء على العشوائيات وبناء الجمهورية الجديدة وهذا يعد جانبا ماديا، أما الجانب المعنوي فيكون من خلال فهم الأبناء لأهمية الوطن والدفاع عنه، وأن عليهم دورا وواجبا تجاه وطنهم من خلال المشاركة في الحياة السياسية كالتصويت في الانتخابات والاشتراك في الأحزاب السياسية.

 

وتؤكد د. عبلة على أهمية رؤية الطفل لنموذج القدوة الأسرية من خلال ذهاب الابن مع الأم أو الأب للمشاركة فى الانتخابات والإدلاء بصوته إذا كان له حق التصويت وإذا كان عمره أصغر من الفئة العمرية التي لها حق التصويت يذهب ليرى اللجان الانتخابية ومشاركة والديه في الانتخابات كى ينشأ بداخله الانتماء والمسئولية الوطنية. حي

 

التوجيه الإيجابي

 

يرى د. محمد أحمد السيد، أستاذ علم نفس الطفل أن الأم لها تأثير وجداني وسلوكي على الأبناء وعليها أن توظف هذا التأثير من خلال التوجيه الإيجابي المشاركة الأبناء في الانتخابات والقضايا التي تدعم الوطن ويقول: في ظل التحديات التي تواجه الوطن يأتي دور الوالدين في تعريف الأبناء بالمرشحين وخلفيتهم السياسية وبرامجهم الانتخابية والإنجازات التي قامت بها الدولة والقيادة السياسية حتى الآن، فكل هذا يساعد الأبناء على اتخاذ القرار المناسب لدعم الوطن، ولذلك يرى علماء النفس أن التنشئة الاجتماعية للأبناء أهم محاورها التنشئة السياسية من خلال غرس الانتماء وحب الوطن بداخلهم، وعلى الشباب المشاركة في الانتخابات الحالية لأنهم يمثلون 40% على الأقل من عدد سكان مصر وهذا يعد قوة أساسية وشريحة كبيرة من المجتمع لها حق التصويت من أجل بناء الوطن والحفاظ على الديمقراطية تربيتهم على حرية الاختيار

 

توضح د. أميرة إسماعيل، أستاذ علم الاجتماع أن التنشئة الاجتماعية للأبناء تتم من خلال طريقتين الأولى تقليد الأبناء لأحد أفراد الأسرة، والثانية من خلال التوجيه المباشر والحوار الأسري معهم والتحدث عن المرشحين وأفكارهم السياسية والأسس التي يتم عليها الاختيار من أجل بناء الوطن، ولابد من تعريف الأبناء أن المشاركة السياسية حق من حقوق الإنسان وهذا ما نصت عليه المواثيق الدولية وعليهم أن يختاروا من يمثلهم بالنسبة للأبناء المناسبين من خلال الفئة العمرية للتصويت في الانتخابات أو على مستوى الفصل المدرسي، فالتعود على الاستقلالية في الاختيار واتخاذ القرار يبدأ منذ الطفولة،

وكذلك من خلال مؤسسات التنشئة كالمدرسة التي تساعد الطلاب على حرية الاختيار والمشاركة في الانتخابات داخل الفصول المدرسية يعود الأبناء على المشاركة في الحياة السياسية عند الكبر والمشاركة في الانتخابات.

 

ويؤكد د. محمد سليمان شحاته، أستاذ علم نفس الطفل والصحة النفسية، على أن عملية التنشئة الاجتماعية أو السياسية لا تقتصر على سن معين للأبناء فهي مستمرة من خلال الوالدين وتعاملهم مع الأبناء وتعني التعلم والتعليم وتربية الفرد على المعايير الاجتماعية الموجودة في المجتمع حتى يندمج فيه بشكل سليم، ولذلك يجب على الوالدين غرس قيم الانتماء والمشاركة في قضايا الوطن ومعرفة آرائهم وتوجيههم بشكل سليم فالانتماء هو الشعور بالفخر والاعتزاز للانتماء للوطن والمساهمة الفعالة لبناءه من خلال فعالية دور الفرد في المجتمع، مشيرا إلى أهمية تربية الأبناء على الحرية

 

والديمقراطية منذ الصغر كاختيارهم لملابسهم وأدواتهم الشخصية ما يعزز لديهم حرية الرأي واحترام آراء الآخرين والمشاركة والتعاون في كل قضايا المجتمع.

المصدر: أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 224 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,883,398

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز