كتبت: هايدى زكى

لم تعد كليات الطب والهندسة والصيدلة القبلة الوحيدة للطلاب الباحثين عن التميز كما كان فى الماضى بل ظهرت كليات جديدة بأسماء لم تكن مألوفة من قبل كالذكاء الاصطناعي، النانو تكنولوجي، الملاحة الفضائية، والطاقة المتجددة وغيرها من الكليات التى تضمن فرص عمل مناسبة لخريجيها والتى يحتاج إليها سوق العمل.

فى السطور التالية نرصد آراء الخبراء والطلاب فى هذه الكليات فى محاولة لتعريف الراغبين فى الالتحاق بها بمناهجها وما توفره من فرص عمل بعد التخرج فيها.

 

البداية مع نوران إبراهيم، طالبة بكلية الذكاء الاصطناعي جامعة الزقازيق وتقول: كنت أجتهد للالتحاق بكلية الهندسة، لكن شاهدت إعلانا عن كلية الذكاء الاصطناعي وقررت الالتحاق بها لاقتناعى أنها المستقبل، فاليوم لم يعد حكراً على كليات القمة، الآن القمة هي أن تدرس ما تحب وما يناسبك، وما يفتح لكِ أبواب العالم، الكليات الجديدة ليست فقط تخصصات علمية بل نوافذ للأحلام في عالم يتغير كل لحظة.

أما كليات العلوم الصحية التطبيقية فتعتبرها ابتهال الحسينى، طالبة حاصلة على مجموع 92% وتحلم بالالتحاق بها مهنة حديثة للفتاة العصرية ونقلة كبيرة في المنظومة الصحية خصوصا للفتاة المصرية التي كانت تقتصر أحلامها على التمريض أو الصيدلة، الآن بإمكانها دراسة تكنولوجيا الأشعة، أو الأجهزة الطبية، أو التحاليل الجزيئية، وهي مجالات تحتاجها كل مستشفى حديثه.

وترى رحمة السيد، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية علوم الحوسبة والذكاء الاصطناعي بجامعة المنصورة الجديدة أن التخصصات الجديدة التى طرحتها الجامعات والكليات تستحق الدراسة، وتقول: ترددت في اللتحاق بكليتى لأنه تخصص جديد وغير مفهوم بالنسبة لكثير من الطلاب وأولياء الأمور أيضا، لكنى الآن بكل ثقة فخورة باختياري، فقد تمكنت من العمل أثناء الدراسة في مشاريع الذكاء الاصطناعي، وأصبحت أكثر خبرة فالتعليم هنا مختلف تماما عن كليات التعليم التقليدية.

كليات جديدة

أدرجت وزارة التعليم العالي هذا العام عددا من الكليات الجديدة، من بينها: كليات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والهندسة الحيوية، بالإضافة إلى بعض التخصصات النوعية داخل الجامعات الحكومية مثل البرامج المشتركة بين الجامعات المصرية والدولية ومن بين الكليات المستحدثة التي تم الإعلان عنها: كلية علوم الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، برنامج الهندسة الطبية الحيوية بجامعة القاهرة، برنامج علوم البيانات والروبوتات بجامعة عين شمس، كلية علوم الأرض بجامعة الوادي الجديد، برامج تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في الجامعات التكنولوجية، الأمن السيبراني.

ماذا عن رأى الخبراء والمتخصصين فى هذه الكليات والأقسام الجديدة؟

تقول د. غادة النشار، استشاري التنمية المستدامة فى التعليم: تهدف هذه الكليات إلى ربط التعليم بسوق العمل، ومواكبة متطلبات العصر الرقمي خاصة مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، فالتعليم الجامعي يجب أن يواكب تطورات العصر، والكليات الجديدة ضرورة لمستقبل اقتصادي قائم على المعرفة والابتكار، كما أن إنشاء كليات جديدة غير تقليدية خطوة جريئة وضرورية، فالعالم كله يتجه إلى التكنولوجيا الحديثة، كما تحصل الجامعات التكنولوجية المصرية على اعترافات واعتمادات دولية، ما يعزز من سمعتها الأكاديمية ويمكن خريجيها من العمل في مختلف أنحاء العالم، حيث تقدم مناهج تفاعلية، وتدريبات عملية، وبدأنا نرى طلابا  متفوقين في البرمجة وتحليل البيانات. 

تخصصات غير تقليدية 

تقول د. هبة سالم، رئيس جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية: كل يوم نستخدم الذكاء الاصطناعي دون أن نشعر في تطبيقات الموبايل، البنوك، الخدمات الحكومية، لذلك من الطبيعي أن نُدرس هذا التخصص لأبنائنا وبناتنا، هذه الكليات لا تقل أهمية عن الطب والهندسة، بل أكثر طلبا أحيانا، إذ أن الذكاء الاصطناعى جزء من خمسة أجزاء ينتمى إلى برنامج متفرع منه 27 برنامجا متواجدة فى الجامعات التكنولوجية، فهذه الجامعات كونها أنها تكنولوجية فهى مهتمة بالتكنولوجيا الرقمية والتقنية، أما بالنسبة لأهمية هذه الجامعات فهى تحارب البطالة وتسد احتياجات سوق العمل بل وتصدر العمالة المدربة.

وتضيف: فى مصر 10 جامعات تكنولوجية وهى "القاهرة الجديدة التكنولوجية، جامعة بني سويف التكنولوجية، جامعة الدلتا التكنولوجية، جامعة سمنود التكنولوجية - جامعة طيبة التكنولوجية - جامعة برج العرب التكنولوجية - جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية - جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية - جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية - جامعة مصر التكنولوجية الدولية) وهناك مجهود كبير قد قامت به الجامعات التكنولوجية فى الفترة الأخيرة سواء بالنسبة للتدريب أو البروتوكولات أو تأهيل الطلاب لسوق العمل الذى يفرض إيقاعا سريعا.

يرى المهندس أحمد الهوارى، خبير تكنولوجيا المعلومات أن الكليات الجديدة جسر العبور إلى عصر جديد، وأن تشجيع الطلاب على الالتحاق بها بات ضرورة لكنه يحتاج إلى رفع وعي الأسر بأهميتها، فكثير من الأهالي لا يعرفون معنى أو شروط ومميزات الكليات الحديثة لذلك نحتاج لحملات توعية بهذه التخصصات.

ويقول خبير تكنولوجيا المعلومات: دمج التخصصات الجديدة في المدارس الثانوية أمر مهم لنعرف أولادنا بها، فمثلا كلية أمن المعلومات الأمن السيبرانى لم يعد مجالا ترفيهيا بل هو خط الدفاع الأول عن الدولة، وهذه الكليات الجديدة التي بدأت تدرس الأمن السيبراني تفتح الطريق أمام تخصصات مطلوبة بشدة ليس فقط محليا بل عالميا. 

المصدر: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 11 أغسطس 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,823,909

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز