أسماء صقر 

بعد انتهاء الأبناء من مرحلة الثانوية العامة والبدء في اختيار الكلية والانتقال للمرحلة الجامعية التي تعد من أهم القرارات المصيرية في حياة طلابنا يأتي الاختيار المناسب للكلية والذى يعد  من الأمور التي تتطلب البحث عن المناهج الدراسية التي تتناسب مع رغباتهم ومهاراتهم الفكرية والتخطيط للمستقبل وما يتطلبه سوق العمل، ولمساعدة أبنائنا على الاختيار الأمثل للكلية وتحديد دور الوالدين في هذا الاختيار ومعرفة احتياجات سوق العمل حاورت "حواء"  د. محمود فوقي، أستاذ التربية بجامعة عين شمس. 

 

في البداية كيف نساعد أبنائنا على اختيار الكلية التى سيلتحقون بها؟ 

يجب على طالب الثانوية العامة اختيار الكليات التي يحتاجها سوق العمل، بحيث لا تتعارض مع ميوله في المواد الدراسية والأقسام داخل الكلية، كما يجب مراعاة البعد الجغرافي للكلية التي يرغب الذهاب إليها، فإذا كانت بعيدة عن المكان الذي يعيش فيه يمكنه عمل قائمة بالكليات الأخرى القريبة منه، والبحث عن تخصص آخر يرغب دراسته وأيضا يحتاجه سوق العمل، وبالنسبة للطالب الذي يستطيع ماديا ومعنويا البعد عن أسرته ويتحمل مسئوليته فعليه بالسعي وراء تحقيق حلمه ونجاحه.

 

وما الدور الذي يجب أن يقوم به الوالدان في هذا الصدد؟ 

على الوالدين نقل خبراتهم الحياتية للأبناء في شكل نصائح دون إجبار، وترك حرية الاختيار لهم، ولابد من إدراكهم الفصل في تحقيق أحلامهم الخاصة وقدرات أبنائهم العقلية، والحرص على مشاركة الأبناء في ترتيب الرغبات وإعطائهم الثقة في اختياراتهم التي تتوافق مع احتياجات سوق العمل، كما يجب عدم ضغط الوالدين على الأبناء للالتحاق بإحدى كليات القمة كالطب والهندسة والصيدلة وغيرها حتى لو كان المجموع الذي حصل عليه في المرحلة الثانوية عالي بل يجب اختيار الكلية التي تناسب رغبات الطالب وميوله كي ينجح فيها وبالتالي يستطيع العمل في المجال الذي اختاره بإرادته لينجح ويبدع فيه.

 

 وما رأيك في تصنيف الكليات للقمة والدنيوية؟ 

 التصنيف هنا متوقف على الطالب ذاته، ولا توجد كليات قمة لأن حب الطالب للكلية والمواد التي يدرسها وتفوقه فيها يجعلها كلية قمة، كما أن الكلية التي تتماشي مع ميول الطالب ورغباته هي أفضل من أي كلية أخرى يلتحق بها لحصوله على مجموع كبير في الثانوية العامة، وتتحدد القدرات الدراسية والاستيعابية للطلاب منذ مرحلة الحضانة والتعليم الأساسي، وفي دول العالم المختلفة ليس هناك كليات قمة أو كليات عادية، حيث يتم تحديد الكلية على أساس رغبات الطالب وما يسمى بملف الإنجاز الذي يحدد مستوى الطالب وميوله سواء كانت أدبية أو علمية، وعليه مراعاة معرفة قدراته العقلية والنفسية التي تتيح له فرصة تعليم أفضل، وكيفية التغلب علي ما يعترضه من معوقات تحول دون تحقيق أمانيه وتطلعاته ومعرفة ميوله.

 

وبماذا تنصح الطلاب حتى يتمكنوا من اختيار الكلية المناسبة لقدراتهم؟ 

أنصح الطالب بضرورة التعرف على قدراته وتحديد نقاط قوته وضعفه وتحديد مهاراته وميوله فقد تكون قدراته الرقمية عالية لكن ميوله للدراسات الإنسانية أكبر فينجح ويبدع أكثر، وعليه البحث عن أقرب بديل يتيح فرص عمل بعد التخرج، وضرورة مراعاة الظروف العائلية فهناك ظروف عائلية تستدعي وجود الطالب بالقرب من والديه لأسباب خاصة مثل مرض أحد الوالدين أو فقدان أحدهم، كما يجب علي الطالب  أيضا مراعاة الدخل المادي للأسرة عند اختيار الكلية من حيث تكلفة الدراسة ومدى استطاعة الأهل تحملها، وهنا يمكن البحث عن الدعم المادي كالمنح والبعثات التي قد تساهم في تحديد المجالات الدراسية الأكثر طلبا ودعما، مع ضرورة ألا ينصب تركيز الطالب على تخصص واحد فقط، بل يجب وضع خطة بديلة عندما يخفق في تحقيق رغبته، ويبدأ في التفكير والبحث عن تخصص آخر يمكنه تحقيق النجاح فيه، وهذا يتطلب منه تحديد الكليات التي يمكنه الدراسة بها ومعرفة البرامج الدراسية والتخصصات المتاحة وأقسام الكلية التي اختارها جيدا، وعليه أن يوازن بين المتطلبات التي تحتاجها الكلية وبين قدراته الفكرية والمهارات الشخصية ومدى توافقها مع متطلبات المناهج الدراسية والبحث عن احتياجات سوق العمل.

من وجهة نظرك ما الذي يحتاجه  سوق العمل الآن؟ 

سوق العمل الآن في احتياج لدراسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي واللغات الجديدة النادرة بجانب الأعمال المهنية والتعدين ومجال النانوتكنولوجي والبيوتكنولوجي والهندسة الحيوية وغيرها وخاصة أن التوجه العالمي الآن نحو التخصصات التطبيقية والتكنولوجية.

كيف نربي أبنائنا علي حرية الاختيار ومراعاة المنهج الأمثل لهم؟ 

تربية الأبناء على حرية الاختيار تبدأ من الأسرة منذ التحاق الطفل بالحضانة والمدرسة وتنمية مهاراته الدراسية ومعرفة قدراته العقلية والمواد التي يفضلها ويحقق فيها نسبة نجاح أكبر، ويأتي هنا دور الوالدين في توجيه النصح والإرشاد للأبناء، وإعطائهم الحرية فى الاختيار، والاستقلالية وحرية التعبير عن أرائهم لزيادة تحفيز الثقة بالنفس بداخلهم ودعمهم نفسيا واجتماعيا من خلال اكتساب مهارات التعامل مع الآخرين والقدرة على اتخاذ القرار، وضرورة أن يدرك الوالدين والأبناء أن لكل فرد قدرات فردية تختلف من شخص لآخر.

المصدر: أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 188 مشاهدة
نشرت فى 11 أغسطس 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,874,048

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز