أميرة إسماعيل
يهدف نظام البكالوريا الجديد إلى مساعدة الطلاب وأولياء الأمور لاتخاذ قرارات مصيرية ومهمة بشأن مسارهم التعليمي المستقبلي بما يحقق التوافق مع ميول وإمكانيات كل طالب وذلك من خلال تمكين الطلاب من اختيار التخصصات التي تتناسب مع قدراتهم وتطلعاتهم وبناء جيل قادر على المنافسة والابتكار في مختلف المجالات.
فى هذا الإطار تستعرض "حواء" بعض الآراء لأولياء الأمور والتربويين بشأن نظام البكالوريا والذى من المقرر تطبيقه على الطلاب الذين سيلتحقون بالصف الأول الثانوي في العام الدراسي ٢٠٢٥-٢٠٢٦.
فى البداية يرى خليل أحمد، مدرس أن نظام البكالوريا الجديد خطوة مهمة في مسيرة تطوير التعليم المصرى، ويؤكد على سعي الدولة لتقديم أفضل الفرص التعليمية لجميع أبنائها الطلبة لضمان مستقبل افضل لهم.
وتقول هبة سالم، أخصائية اجتماعية: النظام فرصة ذهبية لتمكين الطلاب من اختيار التخصصات التي تتناسب مع قدراتهم وتطلعاتهم.
وتعرب سامية حمدى، ربة منزل عن تفاؤلها بالنظام الجديد، حيث يمكن الطالب من التحكم فى مستقبله واختيار مساره بدلا من مكتب التنسيق وامتحان الفرصة الواحدة.
اختياري وليس إجباري
يقول د. حسن شحاته، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس: لأول مرة في مسيرة تطوير التعليم يأتي تطبيق نظام البكالوريا المصرية اختياريا لا إجباريا، حيث عرض على أولياء أمور طلاب الشهادة الاعدادية حق الاختيار بين نظام الثانوية العامة التقليدي والمعمول به الآن في المرحلة الثانوية من حيث تقييم الطلاب إلى القسم الأدبي أو القسم العلمي بشعبتيه الرياضيات أو العلوم، وبين البكالوريا المصرية والتي تتيح أربع تخصصات هي العلوم الهندسية والحاسب الآلي، والعلوم الطبية وعلم الحياة، وقطاع الأعمال، والآداب والفنون، بالإضافة إلى نظام التقويم والامتحانات الذى يعطى الطالب أربع فرص للامتحان وتحسين الدرجات، فرصتان في الصف الثاني ومثلهما للصف الثالث الثانوي، بحيث يحسب للطالب الدرجة الأعلى في كل مادة يؤدي فيها الامتحان، والإعادة في كل مادة دراسية بمقابل مادي زهيد يصل إلى مائتي جنيه، والحق فى الجمع بين مسارين لتتاح للطالب فرص أكثر في الالتحاق بالجامعة..
ويضيف: حتى يكون الاختيار حرا وديموقراطيا يقدم ولي الأمر تعهدا مكتوبا بالنظام الذي يختاره في المرحلة الثانوية العامة لابنه أو ابنته قبل تأدية امتحان الشهادة الإعدادية أما نظام الثانوية العامة التقليدية أو نظام البكالوريا المصرية، وقد جاءت المؤشرات واضحة حيث فضل أكثر من 70% من الآباء نظام البكالوريا المصرية لأنه يتيح مسارات جديدة تتفق مع متطلبات سوق العمل المستقبلية، وأربع فرص للامتحان والتحسين وحساب الدرجات الأعلى في كل مادة دراسية لصالح الطلاب.
محاور أساسية
يوضح د. عفت جوهر، مستشار التعليم التجارى والفندقى سابقا أن نظام البكالوريا يقوم على محورين أساسيين أولهما دراسة مواد أساسية لجميع الطلبة في الصف الأول، والثاني الدراسة من الصف الثاني أحد أربع تخصصات، ما يعد ميزة تميز النظام عن غيره، وهى إعطاء الطالب الحرية فى اختيار الطريق منذ البداية عكس ما يحدث في الثانوية العامة، وتوجيه مسار الطالب لتطوير مهاراته ومنحه الثقة اللازمة للنجاح خاصة وأن الاختيار جاء منذ البداية، كما يختار الطالب مساره - من المسارات الأربع - في الصف الثاني مع إمكانية التغيير، وبذلك تكون البداية معلنة للجميع ليبقي الاجتهاد من الطالب للوصول إلى اقصى ما يحدده المسار الملتحق به منذ البداية.
ويقول د. عفت: هذا البرنامج مطبق في العديد من الدول، وأرى أن إنجاح هذا النظام يتوقف على وضع مناهج مناسبة تعتمد على الكيف والتدرج للتعليم الأعلى الجامعي، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال وجود أساتذة الجامعة بجميع تخصصاتهم من طب وهندسة وآداب وتجارة وتربية لصياغة المناهج.
توصيات
يشير د. محمد صالح الإمام، مستشار الوزارة الأسبق وعميد المعهد العالى للعلوم الإدارية إلى أن عودة البكالوريا في ثوبها الجديد ذي المسارات الأربع يخفف العبء المادي والنفسي عن الأسرة لتعدد فرص التحسين لكل المواد على مدار عامين.
ويقول: هناك نقاط إيجابية بخطة الإصلاح مثل تدريس أنشطة البرمجة بالصف الأول لتأهيل الطلاب للعمل في عصر الذكاء الاصطناعي والذي أصبح واقع لا مناص منه، والتأكيد على أهمية تدريس العلوم المتكاملة في أولى ثانوي ثم فصلها بالصفين الثاني والثالث، كما أن النظام يعكس رؤية الوزارة لتطوير نظام التعليم بما يواكب مستحدثات العصر ويتماشى مع المبادرة الرئاسية "بداية" للتنمية البشرية والاستثمار في الإنسان، كما أن البكالوريا الجديدة تعتمد على التعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية لتأهيل الطالب للكلية المناسبة بالمرحلة الجامعية .
ويضيف: تتوافق المسارات الأربع مع متطلبات المرحلة الراهنة والاهتمام بالعلوم الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، كما أن الطالب يمكنه اختيار مسارين بدلا من مسار واحد، ما يتيح له التخصص في أكثر من مجال عند دخوله الجامعة، كما يعد نظام البكالوريا المصرية الجديد مبسط وسهل وأفضل بكثير من النظام التقليدي وسينهي كابوس الثانوية العامة الذي كان يعتمد على نظام الفرصة الواحدة، وأخيرا فإن التعليم القائم على المهارات يجعل الطالب يتحكم فى مستقبله وليس مكتب التنسيق ولا امتحان الفرصة الواحدة، وينبغي أن يكون التعليم قائما على بناء المهارات لا منح شهادات فقط، فبناء المهارة يتيح المنافسة في صناعة وبناء الحياة.
ساحة النقاش