سمر عيد
قد يظن بعض الناس أن طلاب القسم العلمي بالثانوية العامة أكثر حظا من طلاب القسم الأدبي، وأن فرصهم في سوق العمل أفضل من طلاب الكليات الأدبية، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن الذين يلتحقون بالكليات الأدبية هم السياسيون والاقتصاديون والإعلاميون والمحاميون والفنانون والمؤرخون، وهم من يستطيعون إظهار أفضل ما في أية أمة أو العكس، وهم واجهة المجتمعات الحضارية ومثقفوها، فكيف يحقق طالب الكليات الأدبية النجاح والتفوق؟
فى البداية تقول د. هند مرسي محمد علي، مدرس بقسم الاقتصاد بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف: لابد أن يتحلى الطالب بالتركيز الشديد وحب تحليل الأمور، وأن يكون لديه القدرة على الفهم السريع والاستيعاب، وبالنسبة لقسم الاقتصاد فلدينا شعبة الدراسة باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية، ونحن نشجع الطلاب على الالتحاق بالشعبتين وفقا لمهارات إتقان اللغة لدى كل طالب، وكطالب سياسة لابد أن يكون أسلوبك حتى في التعامل مع المحيطين بك مختلفا، فنحن نعدك كي تصبح وزيرا أو سفيرا أو ملحقا ثقافيا، ونحاول بقدر الإمكان أن نحث الطلاب على تعلم عدة لغات، وطبعا لابد من الحضور لأن 40% من درجاتك تعتمد على الحضور والمشاركة في الأنشطة المختلفة والمقالات والأبحاث والمشاريع التي تقدمها، كذلك أدعو الطلاب لمتابعة الأحداث السياسية والاطلاع على كل الأبحاث والمراجع السياسية المتاحة أمامهم وعدم الاعتماد على كتاب واحد أو على بحث واحد، ونظام الامتحانات لدينا ينقسم إلى قسمين قسم "bubble sheet" وقسم الأسئلة المقالية، وفي رأيي الشخصي الأسئلة المقالية تختبر قدرتك على النقد والتحليل والفهم وهي أفضل بكثير من أسئلة (bubble sheet).
علم النفس
نفسية الشخص وسلوكه وصحته العقلية والسلوكية هي التي تمكنه من النجاح في أي مجال، هكذا بدأت حديثها معنا د. أسماء عثمان دياب، الأستاذ بقسم علم النفس بكلية التربية جامعة الوادي الجديد، وتقول: كلية التربية ليست من الكليات السهلة بكافة فروعها الأدبية والعلمية، ودعينا نتحدث عن قسم علم النفس لأنه تخصصي، ولأنه مهم جدا في كافة المجالات؛ ففي قسم علم نفس نحن نعد أخصائي نفسي، سنعد شخصا لديه قدرة على التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، سنعد شخصا لديه القدرة على التعامل مع المشكلات الأسرية وحلها، سنعد شخصا لديه القدرة على التعامل مع مدمني المخدرات والمجرمين بكافة فئاتهم، شخصا قادرا على تعديل السلوك لدى الطلاب بالمدارس، والتعامل مع الأيتام في الملاجئ، لذا عليك أن تخمني ما مهارات هذا الشخص النفسية والاجتماعية وقدرته على التواصل، لذا لابد أن يتمتع من يلتحق بقسم علم النفس بهدوء كبير، وقدرة على الاستماع والتحليل والتفكير، وأن يكون لديه قدر كبير جدا من الثبات الانفعالي والصبر والتواضع، واستخدام الأساليب النفسية المختلفة لحل المشكلات؛ لذا لابد من حضور المحاضرات والاطلاع على الأبحاث النفسية المختلفة مع الحصول على دورات تدريبية عالية، وتطبيق ما يتعلمه عمليا أولا بأول، وتقديم مشاريع بناءة تضيف لعلم النفس، ونحن نوجه طلابنا وطالباتنا فعلا للتدريب بالمدارس والمستشفيات، ونتيح أمامهم فرص العمل، لذا أنصح طلاب علم النفس بالحضور المستمر وعدم مراكمة المذاكرة والمشاركة بأية فعاليات بالكلية والسعي للتدريب العملي وعدم الانقطاع عنه.
لغتنا الجميلة
ترى د. رضا عبد الحميد إبراهيم، حاصلة على دكتوراه بالأدب والنقد العربي من جامعة الإسكندرية أن البدايات عادة ما تكون صعبة وتوضح قائلة: لا يدخل قسم اللغة العربية بكلية الآداب إلا من يعشقها؛ فاللغة العربية الفصحى هي هويتنا وتاريخنا وعروبتنا وانتماؤنا، وقد يفاجأ الطالب بكثرة المواد التي تحتاج إلى الحفظ والاستذكار، لكن دعيني أخبرك أن المذاكرة أولا بأول، وعدم ترك المواد تتراكم هي مفتاح النجاح والتفوق بقسم اللغة العربية، وربما يلتحق بعض الطلاب بكلية الآداب لغة عربية لأن مجموع الثانوية العامة لم يتح لهم سوى ذلك، لكن أؤكد لهم أن فرص العمل بها جيدة فيمكنهم تدريس اللغة العربية فيما بعد بالمدارس أو بالجامعات، وكذلك تدريس اللغة العربية للأجانب، وطبعا لمن يمتلك مهارات الكتابة الأدبية والشعر فهي تؤهله لأن يصبح مؤلفا متميزا أو شاعرا مبدعا، كما تحتاج الكثير من المؤسسات الإعلامية والصحفية مصححي لغة عربية ومدربي إلقاء باللغة العربية، وهذه وظائف لا غنى عنها مطلقا ومطلوبة بسوق العمل، لذا أنصح كل الطلاب بالاستذكار الجيد وتنمية المهارات اللغوية المختلفة والسعي لتحقيق أعلى الدرجات فهذا سيساهم بشكل فعال في إيجاد فرص عمل كثيرة.
ساحة النقاش