هايدى زكى 

 

تؤمن النائبة د. أماني فاخر، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس الشيوخ أن المشاركة السياسية ليست شعارات رنانة لكن أفعال حقيقية على أرض الواقع، والعمل العام ليس مجرد مناصب وألقاب بل التزام أخلاقي ورسالة حياة.

 

ومع انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية بالخارج التقت «حواء» النائبة د. أماني فاخر عضو مجلس الشيوخ، للحديث عن رحلتها في العمل المجتمعي والعام، ورؤيتها لدور المرأة في المشاركة السياسية، ورسالتها لكل فتاة مصرية استعدادا للانتخابات البرلمانية في الداخل.. فماذا قالت؟

 

في البداية كيف كانت رحلتك مع العمل العام والمجتمعي ؟

 

العمل العام بالنسبة لى لم يكن خطوة طارئة، بل ومساحة من الرضا، ومع مرور الوقت اكتشفت أن المبادرات امتداد طبيعي لتربية ونشأة اعتمدت على العطاء، فمنذ أيام الدراسة كنت أشارك في الأنشطة التطوعية داخل الجامعة وخارجها وصولا لمنصب عميد كلية التجارة جامعة حلوان، وأشعر أن خدمة الناس تمنحني طاقة إيجابية الصغيرة يمكن أن تحدث تأثيرا حقيقيا، فمن خلال منصبى كعضو بالمجلس القومى للمرأة فرع القاهرة بدأت أشارك فريق العمل بالمجلس فى العديد من مشروعات التدريب والتأهيل، خاصة في القرى والمناطق الأكثر احتياجا، وكنت دائما أؤمن أن المسئولية تبدأ من الفرد، وأن كل إنسان يستطيع أن يكون له دور مهما كان موقعه.

 

انضمامك إلى مجلس الشيوخ محطة مهمة في مسيرتك.. كيف كانت تلك اللحظة؟

في البداية خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاحالسيسي على الثقة الغالية التي أولاها بتعيينى ضمن أعضاء مجلس الشيوخ 2025 ، وهذه الثقة تمثل وساما ومسئولية وطنية جسيمة سأتحملها بكل إخلاص ووفاء وحين جاءني خبر تعييني عضوة بمجلس الشيوخ شعرت أنني أمام مسئولية أكبر من أي لقب، لم أرها مجرد خطوة في مسيرتي، بل تكليفا لخدمة الوطن من موقع مختلف وكل كلمة سأقولها تحت القبة يجب أن تكون نابعة من واقع وتجارب حقيقية شعوري الأول كان مزيجا من الاعتزاز والتواضع، فأنا مؤمنة أن المناصب تزول، لكن الأثر الذي نتركه في حياة الآخرين هو الباقي.

 

وماذا عن أبرز الموضوعات التي تشكل محور اهتمامك وبالتالي ستحتل مكانة كبيرة بين مناقشاتك ومشاركاتك داخل المجلس؟

 

التعليم هو قضيتي الأولى والأهم، أؤمن أن أي نهضة حقيقية تبدأ من العقل، فلا يمكن أن نحقق تقدما دون أن نستمر في تطوير النظام التعليمي كما يحدث الآن، ليربط بين المعرفة والواقع ويغرس في الطالب روح الانتماء والعمل، كما أهتم كثيرا بقضية تمكين المرأة التي يوليها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماما كبيرا على كافة المحافل، حيث تعد استثمارا للمستقبل.

 

كيف ترين وضع المرأة المصرية اليوم في ظل ما حصدته من مكتسبات سياسية واقتصادية واجتماعية؟

 

تعيش المرأة المصرية مرحلة غير مسبوقة من التمكين والدعم، فاليوم نرى العديد من الرموز النسائية في مواقع قيادية، وفي مواقع يسبقها لقب «للمرة الأولي» حيث

يقدمن أداء مشرفا، وذلك بفضل إيمان القيادة السياسية بدور المرأة، لذا علينا أن نحافظ على ما تحقق، وأن نغرس في الأجيال الجديدة من الفتيات الإيمان بأن المشاركة والعطاء من أجل بناء المجتمع والوطن حق ومسئولية في الوقت نفسه 

مع انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية بالخارج والاستعداد لها بالداخل.. ما رسالتك للمرأة المصرية في هذه المرحلة؟

 

أقول لكل امرأة مصرية: لا تترددي، الوطن بحاجة إلى صوتك، ومشاركتك ليست رفاهية بل واجب، إذا كنت تملكين الرغبة والقدرة فخوضي التجربة، وإن لم تترشحي فادعمي من يمثل رؤيتك، واعلمي أن المشاركة السياسية هي أحد أشكال الانتماء، وهي ما يمنحنا الحق في أن نكون جزءا من القرار لا مجرد مشاهدين له، وجود المرأة في البرلمان القادم ضروري من أجل استكمال دورها في المشاركة والبناء، فصوتها يضيف توازنا ورؤية مختلفة نابعة من واقع الحياة الأسرية والمجتمعية التي تعيشها يوميا.

 

وما الدور الحقيقي للمرأة في الحياة السياسية اليوم؟

 

المرأة اليوم شريك حقيقي، حيث أثبتت أنها قادرة على العمل وإدارة الملفات الهامة بروح متزنة وعقلية عملية فهي لم تعد مجرد ممثلة لقضايا المرأة، بل طرف أساسي في مناقشة كل ما يخص الأسرة، من الاقتصاد إلى التعليم إلى البيئة وعليها دور كبير في تشجيع أبنائها وكل أفراد أسرتها للنزول فى انتخابات البرلمان والمشاركة، وعليها أن تدلى بصوتها بكل حرية ومع مشاركة أسرتها.

 

كيف ستنعكس خبرتك الأكاديمية في تشكيل رؤيتك

داخل المجلس؟

تعلمت من العمل الأكاديمي أن أتعامل مع كل قضية

يعقل الباحث لا بعاطفة المتحدث، فالبحث العلمي يقوم على التحليل والدراسة قبل إصدار أي حكم، وهذه هي نفس القاعدة التي أتبناها في عملي العام، في الجامعة تعلمت الإنصات وتقبل الرأي الآخر، فالحوار هو جوهر أي عمل ناجح، كما منحنى الجانب الأكاديمي القدرة على الرؤية الكاملة للأمور، لأننا في البحث لا نكتفى بالسطح، بل نغوص في الأسباب والجذور، لذلك حين أتناول أي ملف أبدأ دائما بالسؤال: ما المشكلة؟ ولماذا ظهرت؟ وكيف يمكن معالجتها بواقعية؟

 

ما الرسالة التي توجهينها في النهاية لكل امرأة

 

مصرية ؟

 

رسالتي بسيطة وواضحة: أمني بنفسك، فالثقة هي أول خطوة نحو النجاح، لا تنتظري من يمنحك الفرصة، بل اصنعيها بنفسك، تعلمى واعملى وشاركي فالوطن بحاجة إلى جهد كل مصرية، لا يوجد دور صغير وآخر كبير فالمرأة المصرية كانت دائما رمزا للعطاء والصبر والقوة، واليوم حان الوقت لتضيف إلى ذلك القيادة والمبادرة فالمستقبل لن يصنع إلا بأيدينا يدا بيد من أجل وطن أقوى وحياة أفضل للجميع.

المصدر: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 243 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

28,046,371

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز