
هايدى زكى
تؤمن د. أمانى فاخر، عضو مجلس الشيوخ أن المشاركة السياسية ليست شعارات رنانة لكن أفعال حقيقية على أرض الواقع، وقد أثبتت خلال فترة وجيزة أن العمل العام ليس مجرد مناصب وألقاب بل التزام أخلاقي ورسالة حياة.
ومع انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية التقت "حواء" د. أماني فاخر، عميد كلية التجارة بجامعة حلوان سابقًا، وعضو مجلس الشيوخ المعينة بقرار جمهوري للحديث عن رحلتها في العمل المجتمعي والعام، وعن شعورها بالانضمام للمجلس، ورؤيتها لدور المرأة في المشاركة السياسية، ورسالتها لكل فتاة مصرية تحلم أن يكون لها مكان وصوت في وطنها.
هايدى زكى
في البداية كيف كانت رحلتك مع العمل العام والمجتمعي؟
العمل العام بالنسبة لي لم يكن خطوة طارئة، بل امتداد طبيعي لتربية ونشأة اعتمدت على العطاء، فمنذ أيام الدراسة كنت أشارك في الأنشطة التطوعية داخل الجامعة وخارجها وصولا لمنصب عميد كلية التجارة جامعة حلوان، وأشعر أن خدمة الناس تمنحني طاقة إيجابية ومساحة من الرضا، ومع مرور الوقت اكتشفت أن المبادرات الصغيرة يمكن أن تحدث تأثيرا حقيقيا، فمن خلال منصبى كعضو بالمجلس القومى للمرأة بدأت أعمل على مشروعات تدريب وتأهيل، خاصة في القرى والمناطق التي تحتاج دعما وتمكينا، وكنت دائما أؤمن أن المسئولية تبدأ من الفرد، وأن كل إنسان يستطيع أن يكون جزءا من الحل مهما كان موقعه.
انضمامك إلى مجلس الشيوخ محطة مهمة في مسيرتك.. كيف كانت تلك اللحظة؟
فى البداية خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على الثقة الغالية التي أولاها بتعيينى ضمن أعضاء مجلس الشيوخ في فصله التشريعي الجديد، وهذه الثقة تمثل وساما ومسئولية وطنية جسيمة سأتحملها بكل إخلاص ووفاء، وحين جاءني خبر تعييني عضوة بمجلس الشيوخ شعرت أنني أمام مسئولية أكبر من أي لقب، لم أرها مجرد خطوة في مسيرتي، بل تكليفا لخدمة الوطن من موقع مختلف، وكل كلمة سأقولها تحت القبة يجب أن تكون نابعة من واقع ومعاناة وتجارب حقيقية، شعوري الأول كان مزيجا من الاعتزاز والتواضع، فأنا مؤمنة أن المناصب تزول، لكن الأثر الذي نتركه في حياة الآخرين هو الباقي.
وما أبرز القضايا التي تهتمين بها داخل المجلس وتضعينها على رأس أولوياتك؟
التعليم هو قضيتي الأولى والأهم، أؤمن أن أي نهضة حقيقية تبدأ من العقل، فلا يمكن أن نحقق تقدما دون نظام تعليمي حديث ومبدع، يربط بين المعرفة والواقع ويغرس في الطالب روح الانتماء والعمل، كما أهتم كثيرا بقضية تمكين المرأة، فدعمها اجتماعيا واقتصاديا ليس رفاهية، بل استثمار في مستقبل المجتمع عندما نمنح المرأة الفرصة نمنح أسرتها ومجتمعها فرصة للحياة الأفضل، فالمرأة المصرية قوية بالفطرة، فقط تحتاج من يؤمن بها ويفتح لها الباب لتثبت قدرتها.
كيف ستنعكس خبرتك الأكاديمية في تشكيل رؤيتك داخل المجلس؟
تعلمت من العمل الأكاديمي أن أتعامل مع كل قضية بعقل الباحث لا بعاطفة المتحدث، فالبحث العلمي يقوم على التحليل والدراسة قبل إصدار أي حكم، وهذه هي نفس القاعدة التي أتبناها في عملي العام، في الجامعة تعلمت الإنصات وتقبّل الرأي الآخر، فالحوار هو جوهر أي عمل ناجح، كما منحنى الجانب الأكاديمي القدرة على الرؤية الكاملة للأمور، لأننا في البحث لا نكتفي بالسطح، بل نغوص في الأسباب والجذور، لذلك حين أتناول أي ملف تشريعي أو مجتمعي أبدأ دائما بالسؤال: ما المشكلة؟ ولماذا ظهرت؟ وكيف يمكن معالجتها بواقعية؟
كيف ترين وضع المرأة المصرية اليوم في ظل ما تحقق من مكتسبات سياسية ومجتمعية؟
تعيش المرأة المصرية مرحلة غير مسبوقة من التمكين والدعم، فاليوم نرى سيدات في مواقع قيادية، والبرلمان، والحكومة، يقدمن أداء مشرفا، وذلك بفضل إيمان القيادة بدور المرأة، لكنني أؤكد دائمًا أن التمكين الحقيقي لا يقاس بعدد المقاعد أو المناصب، بل بقدرة المرأة على التأثير، واقتراح الحلول، والمشاركة في القرار، علينا أن نحافظ على ما تحقق، وأن نغرس في الأجيال الجديدة من الفتيات الإيمان بأن المشاركة حق ومسئولية في الوقت نفسه.
البرلمان على الأبواب.. ما رسالتك للمرأة المصرية في هذه المرحلة؟
أقول لكل امرأة مصرية: لا تترددي، الوطن بحاجة إلى صوتك، ومشاركتك ليست رفاهية بل واجب، إذا كنتِ تملكين الرغبة والقدرة فخوضي التجربة، وإن لم تترشحي فادعمي من يمثل رؤيتك، واعلمى أن المشاركة السياسية هي أحد أشكال الانتماء، وهي ما يمنحنا الحق في أن نكون جزءًا من القرار لا مجرد متفرجات عليه، وجود المرأة في البرلمان القادم ضروري لاستكمال الصورة الجميلة التي بدأناها، فصوتها يضيف توازنًا ورؤية مختلفة نابعة من واقع الحياة الأسرية والمجتمعية التي تعيشها يوميًا.
وما الدور الحقيقي للمرأة في الحياة السياسية اليوم؟
المرأة اليوم شريك حقيقي في صنع القرار، أثبتت أنها قادرة على القيادة، وإدارة الملفات الصعبة بروح متزنة وعقلية عملية، فهي لم تعد مجرد ممثلة لقضايا المرأة، بل طرف أساسي في مناقشة كل ما يخص الوطن، من الاقتصاد إلى التعليم إلى البيئة وعليها دور كبير فى تشجيع أبنائها وكل أفراد أسرتها للنزول فى انتخابات البرلمان المقبلة والمشاركة وأن تنزل وتدلى بصوتها بكل حرية ومع مشاركة أسرتها.
ما الرسالة التي توجهينها في ختام هذا الحوار لكل امرأة مصرية؟
رسالتي بسيطة وواضحة: آمني بنفسك، فالثقة هي أول خطوة نحو النجاح، لا تنتظري من يمنحك الفرصة، بل اصنعيها بنفسك، تعلّمي واعملي وشاركي فالوطن بحاجة إلى جهد كل مصرية، لا يوجد دور صغير وآخر كبير فالمرأة المصرية كانت دائمًا رمزًا للعطاء والصبر والقوة، واليوم حان الوقت لتضيف إلى ذلك القيادة والمبادرة فالمستقبل لن يُصنع إلا بأيدينا، يدا بيد، من أجل وطن أقوى وحياة أفضل للجميع.



ساحة النقاش