<!--<!-- <!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} -->

 

<!--[endif]-->

الخط العربي هذا الفكر الساكن .. يعد بمثابة إشارة معبرة مبهجة تخاطب الوجدان.. قال الأقدمون في منزلته : خط القلم يقرأ بكل مكان في كل زمان ويترجم بكل لسان .. ولفظ اللسان لا يجاوز الآذان ولولا الكتاب من الفنانين الخطاطين لانتفت أخبار الماضين وانقطعت أنباء العابرين.

ومن هنا كان الخط العربي من أكثر الفنون التي عرفتها حضارات العالم المختلفـة وهـو الوحيد من بين فنون الشرق الذي لم يخضع لمؤثر أجنبي بطول التاريخ .. وهو واحد من الفنون الرفيعة في ثرائه وتنوع أشكالـه وإيقـاعـاتـه .. أبه بالموسيقي لكـن مـن النغم المرئى .. تعكس هذا التألق والاشراق الذي يفيض بسحر الكلمات.

ويعد الزميل الفنان الراحل محمد العيسوى من ألمع نجوم الخط العربى فى الصحافة المصرية والعربية خاصة صحافة المجلات وتألقت ريشته فى سلاسل من الذهب بمجلات دار الهلال وهو صاحب الكلمة الأصلية لـ «دار الهلال» .. وقد رحل عن عالمنا منذ شهور قليلة.. ولكن مازالت ريشته تصدح فينا .. بتلك اللوحات البليغة الرصينة.. والتى تبتهل وتتضرع وتسمو وترق وتفيض بالاشراق .

وقبل رحيله كانت هناك لقاءات ولقاءات معه .. حكى فيها رحلته مع الخط العربى.

هو وفن الاعلان

ولد فناننا محمد العيسوى الهنداوى فى الشهر الثامن عام 1931 بمحافظة المنوفية والتحق بالتعليم الالزامى بالمدارس الحكومية.. وكان من عادة أهل الريف أن يلحقوا أبناءهم بالكتاب لحفظ القرآن الكريم.. وكانت أدوات التعليم بالكتاب : المصحف الشريف ولوح من الزنك 25 * 35 والأحبار الملونة المختلفة للكتابة والزخرفة وأقلام من البوص المحلى .. وعند ختم جزء من القرآن .. كان سيدنا شيخ الكُتّاب يفرض أن يقوم كل تلميذ بكتابة السورة الأخيرة من الجزء وزخرفتها .. وكان يختار أفضل هذه الأعمال ويهنىء صاحبها ويبلغ الأسرة مع الإشادة بهذا العمل ومكافأة مالية رمزية.. وكان سيدنا أو شيخ الكتاب يختار لوحة العيسوى لتألق خطوطه وجمالها .. وكان هذا التشجيع خير دافع لفناننا حتى عشق هذا الفن .. إلى أن قام بمزاولته وهو فى الثالثة عشرة فى كتابة خطوط افيشات السينما واللافتات وبعض المطبوعات وظل على هذه الحال لمدة طويلة يحاول فيها أن يتعلم ويضيف لنفسه خبرة جديدة والتحق بالعمل لأول مرة فى شركة للدعاية والإعلان وعندما وجد أن العمل يحتاج إلى دراسة جيدة فى فنون الإعلام والخط العربى .. التحق بمدرسة تحسين الخطوط «خليل أغا» عام 1952 وحصل على دبلوم تحسين الخطوط وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية .. والتحق بعد ذلك بمصلحة الاستعلامات التى بدأت مع الثورة .. واستمر بها خمسة عشر عاما .

ولكنه عمل بالصحافة منذ عام 1970 وظل يعمل بدار الهلال بعد سن المعاش حتى رحيله عن دنيانا وذلك لقيمة أعماله الخطية التى كانت تزين مجلات الدار .. ومطبوعاتها المختلفة ومنها اصدارات الهلال ورواية الهلال وكتاب الهلال.. وبعض الاصدارات التى تتطلب عمل اللوحات الخطية من وقت لآخر .. مع الاصدارات العربية والمترجمة بقسم النشر وموضوع الغلاف على مجلة المصور .

التناغم بين الرسم والخط

وفناننا العيسوى من بين فنانينا الذين يقدرون معنى التوازن الشديد بين علاقة الرسم بالخط وعلاقة الخط بالمساحة .. وكيف يكون هناك تناغم بين روح الكلمة المكتوبة وروح الرسم .. لذا تألقت كتاباته بأشكال عديدة من الخطوط : الثلث الجلى والركعة والنسخ والخط الحر .. وكان يؤكد دائما بأن فنان الخط العربى له قدرة أكبر وأكثر تعبيرا عن خطوط الكمبيوتر .. ذلك لأنه يستطيع أن يوظف المساحة بشكل أفضل وأكثر توافقا مع الخطوط وهو ما يعرف بالايقاع .. بعيدا عن تلك الخطوط الجاهزة .. والتى تفتقد الى الانسياب والتدفق العاطفى الذى يميز الخط فهو يترجم المشاعر والاحاسيس بلغة الحروف .

وقد ترك فناننا الكبير عشرات اللوحات الخطية التى تسمو بالحرف العربي.. وتسبح بحمد الله وتهتف بقدرته وجلاله وما أجمل تلك اللوحات الخطية التى تزين أحد المقاهى الشهيرة بوسط البلد تحديد بعمارة استراند وقد كتبها بماء الذهب على خلفيات من الأزرق اللازوردى .

ولفناننا العيسوى دراسات فى تاريخ الخط العربى .. وأشهر الخطاطين مثل ياقوت المستعصمى اشهر الخطاطين الذين اضافوا الى خط الثلث والنسخ الابداع وجماليات الحرف وعبدالعزيز الرفاعى التركى الذى اقام بمصر وكتب المصحف الشريف أيام الملك فؤاد الأول وبتكليف منه فى ستة أشهر وذهبه فى ثمانية فجاء نوراً على نور فى جمال التشكيل .

وهو يقول : بعد تشكيل الحروف :

وكأن أحرف الخط شجر

والشكل فى أغصانه ثمر

تحية إلى روح فنان دار الهلال محمد العيسوى أحد الــرواد الكبـار فـى فــن الخط العربى بالصحافة المصرية.

المصدر: صلاح بيصار - محمد العيسوى - مجلة حواء
  • Currently 94/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 5387 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,665,383

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز