كثيرا ما نتعرض في حياتنا اليومية للغضب والحزن والألم النفسي عندما نشعر بالظلم أو الإهانة فتتولد بداخلنا طاقة تؤدي أحيانا إلي العنف في التعامل مع الآخرين والعصبية والتوتر مما يؤثر علي صحتنا النفسية والجسدية كارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبيــة وغيرها من الأمراض فكيف تنفس عن غضبك دون أن تؤذي نفسك أو الآخرين؟
يقول رفيق حسنى - كلية آداب جامعة القاهرة - إننى أنفس عن غضبى من خلال خروجى مع أصدقائى للتنزه فمنها محاولة للترويح ورؤية أماكن جديدة ومن ناحية أخري أحاول النقاش معهم في المشكلة التي تغضبني، وأكثر ما يغضبنى هو ظلمى وسوء فهمى عند الآخرين.
وترى هبة صابر - كلية التجارة جامعة عين شمس أن أكثر ما يغضبها هو الإهانة واستخدام العنف اللفظى معها، وتنفس عن غضبها من خلال قراءة الصحف والمجلات ومشاهدة التليفزيون وسماع الموسيقى.
ويقول محمد عبدالحميد كلية التجارة جامعة المنوفية. أنا أمارس الرياضة عندما أشعر بنار تشتعل فى جسدى كله بسبب غضبى من موقف معين أتعرض له فأحاول إخراج طاقتى وغضبى بشكل إيجابى.
وتقول ماجى حمدى- كلية آداب جامعة القاهرة : إننى أنفس عن غضبى من خلال المحادثة مع أصدقائى على الفيس بوك وأعرض عليهم المشكلة وأناقشهم فى طرق حلها وآخذ برأيهم أحيانا فى بعض الأمور وأكثر ما يثير غضبى هو اتهامى بشئ لم أفعله.
ويقول أحمد عبدالرحمن - كلية علوم جامعة بنها: أنه ينفس عن غضبه من خلال التأمل والتفكير فى الموقف والمشكلة التى تعرض لها وهو جالس وحده صامتا لا يرغب فى الحديث مع أحد وأكثر ما يغضبه هو شعوره بالقهر والتمييز بينه وبين زملائه.
وتعارضه فى الرأى مى سالم - كلية حقوق جامعة المنوفية قائلة أنها تنفس عن غضبها من خلال المحادثة مع والدها فتعرض عليه المشكلة وتأخذ منه الحل لمواجهة هذه المشكلة وأكثر ما يثير غضبها هو الشعور بالإهانة.
المواجهة
يقول د. أشرف فرج أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة: إن أول خطوة هى معرفة سبب الغضب الذى يكمن عادة فى الشعور بفقدان السيطرة على شخص أو موقف أو حوار معين، أو الشعور بالإهانة أو عدم الاحترام كالتعرض للظلم فى العمل أو الدراسة.
ويمر الإنسان أثناء غضبه بمشاعر عديدة منها الضيق والاستياء والحزن الشديد والإحباط والعبوس وغيرها من الصفات التى تعكس عدم رضا الإنسان عن موقف ماتعرض له.
ومن الأسباب الأخرى للغضب الإرهاق والجوع والألم والمرض وإساءة استعمال العقاقير الطبية والاضطرابات النفسية مثل الإكتئاب والعوامل الجينية وينصح بمواجهة مصدر الألم فهو العامل الرئيسى المسئول عن الغضب لأنه بدون المواجهة ينمو الشعور بالخوف لدى الإنسان.
وهناك أعراض للغضب منها ارتفاع ضغط الدم مما يؤثر على صحة الجسم عامة وعلى القلب خاصة والنقد المستمر والاستثارة والنفور والصمت أيضا مظهر من مظاهر الغضب.
مطلوب ولكن
ويضيف فوزى عبدالرحمن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: أن الطريقة الطبيعية السوية للتعبير عن الغضب هى الاستجابة بشكل عنيف نوعا ما لأنه إحساس طبيعى يتميز به الانسان ولكى يتجاوب مع التهديدات التى يواجهها وتصدر فى شكل سلوك عدوانى وأحاسيس قوية لتمكنه من الدفاع عن نفسه.
فالغضب مطلوب وضرورى من أجل أن يحياالانسان حيث يجد متنفسا لضغوطه وعلى الجانب الآخر من غير المسموح به ممارسة العنف مع الأشخاص التى تعرضنا للضيق بالاضافة إلى المعايير الاجتماعية وقدرة الإنسان من داخله على أن يضع قيودا على ما يصدره من سلوك كما أن المظاهرات والاعتصامات التى تحدث فى مجتمعنا هى مظهر من مظاهر التنفيس عن الغضب فأصبحنا نجد تزايدا فى حدوث العنف والمشاجرات فى المجتمع نتيجة لعدم السيطرة على الغضب.
وهناك خطوات بسيطة للتخلص من الغضب منها إعط لنفسك مساحة كافية للتفكير بهدوء وخذ نفساً عميقا وحاول السيطرة على الانفعالات وأيضا النقاش مع الطريف الآخر لتجد حلا للمشكلة التى تواجهك فضلا عن ممارسة التمارين الرياضية فهى تروح عن النفس.
امتصاص الغضب
وينصح د. وحيد مأمون أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية بعدم كبت الشباب للغضب بل الافصاح عنه وإظهاره بطريقة بناءة وتعلم استراتيجيات إظهار الغضب فكبت الغضب أمر سيئ يسبب لك الأمراض البدنية مثل أمراض القلب وضغط الدم والجلطة الدماغية والأمراض النفسية.
ساحة النقاش