<!--<!-- <!--

كلما رأيت غادة عبدالرازق فى «زهرة وأزواجها الخمسة» ، أتذكر الفنانة نادية الجندى أيام الصبا، عندما أمطرتنا بوابل من الأفلام التجارية التى قامت ببطولتها - فى الثمانينات من القرن الماضى - بطولة مطلقة، وكأنها الأنثى الوحيدة فى الكون التى تبهر الرجال بجمالها الفتان، فتذهب عقولهم ويتيهون فى الأرض إما مجانين أو مقتولين .

لم يختلف الأمر كثيرا مغ غادة عبدالرازق فى مسلسلها «زهرة وأزواجها الخمسة» ومن قبلها «الباطنية» فالرجال، ، كل الرجال بلا استثناء من كافة المستويات الاجتماعية والثقافية يدورون فى فلك جمالها ودلالها وخفة دمها «ونغنغتها» مع الاعتذار للقراء عن اللفظ، على الرغم من إنها تعدت هذه السن التى تسمح لها بأن تتدلل و«تدلع» ، وكأنها فتاة فى العشرينات، فالرجال فى كلا العملين، وإن كان «بزيادة شوية كثير» فى الحاجة زهرة، يتمنون نظرة من عينيها المثقلة بالكحل والأصباغ والرموش الصناعية، ويتمنون الرضا ترضى ، وهى لا ترضى أبدا إلا بحزمة من الرجال، حتى لو كانوا أصدقاء أو معارف ، ليس مهماً ، فالمهم أنهم يحبونها علناً وجهراً، يتصارعون من أجل نيل رضاها، ويكيدون كيدا لبعضهم للفوز بالزواج منها، فقد ترك الرجال فى سبيل زهرة أعمالهم وأشغالهم، وجلسوا راكعين أمام عتبة بيتها المتواضع أو المعدم تقريباً والكائن فى حارة فقيرة وسط أسرة لا تمانع فى تدخين الابن للحشيش فى البيت أمام الأم التى «تنسطل» برائحته وتطلب المزيد حتى «ينعدل المزاج» وتذهب فى نوم عميق ، وهى الأم المريضة التى لا تمانع أن تسرق ابنتها الدواء من المستشفى الذى تعمل به كممرضة، لبيعه فى الصيدليات والانفاق على علاجها .

أما الرجال فهم من ذوى الطبقات الراقية، وأولاد العائلات «هاى لايف» يقعون فى غرامها، ويتعلقون بها، ويتمنون ودها ويطلبون الزواج منها بغض النظر عن الفارق الاجتماعى أو المادى أو التعليمى الواضح والبين مثل «عين الشمس» ، بل يتصارعون من أجل الموافقة على الزواج منهم .

البداية كانت بالحاج فرج أبو اليسر رجل الأعمال الثرى الذى يمتلك عقارات ومحلات وأموالاً لا حصر لها، ويشاء حظه أن يدخل المستشفى الذى تعمل به ممرضة، ويقع فى غرامها بمجرد أن تقع عليها عيناه، وتفقده وقاره وعقله ووجدانه حتى أنه كره وجود بناته وزوجاته الأخريات فى ظل وجود زهرة التى أخذت تتدلل وتمايل يميناً ويساراً، وهى ترى عيون الحاج «تفط» من وجهه «بحلقة» فى جمالها الفتان الذى بهر فى نفس اللحظة وفى أقل من دقيقة شقيق زوجته الأولى الطيار «باسم ياخور» الذى قام بتربيته والانفاق عليه وجاء ليزوره وكان القدر فى انتظاره حيث خر مفتونا بعيون زهرة وابتسامتها الآخذة، بينما ذابت هى انبهارا به بمجرد رؤيته وهو يرتدى زى الطيارين، وأخذت تلقى عليه شباكها وهو مستسلم، فقد تعلق بها، واصابته لعنة الرغبة الملحة فى الزواج منها، وينافسه صديقه أحمد السعدنى ، الذى يقع فى غرام زهرة هو الآخر ، بمجرد رؤيتها، ويدخل فى العديد من المقالب والمكائد لكى يستأثر كل منهما بها، وذلك بعد أن خلعت الحجاب والعباءة، وقررت عدم ارتداء ملابس أو القليل منها يكفى من وجهة نظر غادة، لنجد أنفسنا أمام «حاجة تانية خالص» غير الحاجة زهرة وهو ما يبهر الصديقين بسبب تلك الانوثة المتفجرة والمتحركة على قدمين، وتظل المناورات بينهما حتى يفوز بها الطيار ويتزوجها، مثلما حدث مع زوجها الأول الذى لا نعلم من هو حيث هجرها وسافر قبل أن تلتقى بالحاج فرج أبو اليسر، ليحمل باسم باخور الزوج رقم 3 فى طابور زواج الحاجة زهرة.

الغريب أيضا أن الشيخ الملتحى مدير أعمال الحاج فرج ، والذى لا تفارق المسبحة يديه يقع فى غرام زهرة وأخذ «يسبل» عينيه ويتلعثم فى الكلام ويعرض عليها خدماته الواحدة تلو الاخرى ، وقد نسى وقاره وسقطت مسبحته وانفرط عقدها أمام جمال زهرة، ناهيك عن جارها محمد لطفى ، الذى يعتبر مثل اخيها - على حد قولها - وهو المحامى «الكحيتى»، ويتخذ من بير السلم مكتبا لإدارة شئون قضاياه، والذى يهيم حباً بزهرة، ومستعد لعمل أى شىء لكى ترضى عنه ، والذى يقوم بتزوير شهادة خبرة وحسن سير وسلوك لكى تعمل فى مستشفى استثمارى كبير، وبمرتب مغر، حيث يكون العمل بهذا المستشفى فتحة خير عليها، وتبدأ فى اصطياد الرجال والزواج منهم الواحد تلو الآخر بعد أن تضع له الشروط المجحفة التى تضمن حقها وتسلبهم أموالهم وهم يوافقون ببلاهة لم نرها من قبل .

لقد خذلتنا غادة عبدالرازق والحاجة زهرة فى عرض مشكلة اجتماعية خطيرة بدأت تغزو مجتمعنا فى السنوات الأخيرة، وتاهت القضية الاساسية وسط زحام من الافيهات والتعليقات ووصلات «الردح» وأداء فنى هابط وكلمات مليئة بالايحاءات الجنسية والافيهات الهابطة واستعراض لمفاتن الجسم، وملابس واكسسوار وماكياج «أوفر» وخارج عن المألوف والمتعارف عليه، فقد نست غادة عبدالرازق أو تناست أنها تطل علينا فى بيوتنا كل يوم عدة مرات بعدد إعادة الحلقات وان المشاهد التليفزيونى لا يقبل بما تعرضه شاشات السينما .. نتمنى من الله ولا يكثر على الله أن يرحمنا من غادة عبدالرازق وزهرة وأزواجها الخمسة وصانعيها المؤلف مصطفى محرم والمخرج محمد النقلى فى العام القادم إذا أرادوا أن يسيروا على نفس المنهج والطريق.

 

 

المصدر: تهانى الصوابى - مجلة حواء
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 822 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,841,990

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز