جاءتني باكية شاكية غاضبة متهمة زوجها بالجنون فبعد زواج الأبناء يريد أن يبدأمعها حياة جديدة وأن يعيشا سوياً شهر عسل بينما تري أنهما كبرا علي هذه الأفعال المراهقة التي لا تليق بمن هم في سنهما. تعجبت منها وأنكرت سلوكها لكنني فؤجئت أن مثلها كثيرات فقررت الاستماع لتجارب الزوجات مع مراهقة أزواجهن بعد تجاوز الأربعين وكيف يتعاملن معها وأراء المتخصصين في الأسلوب الأمثل للتعامل مع مراهقة الأزواج !!
البداية مع السيدة «هدية»- موظفة - حيث قالت: عشت مع زوجى حياة هادئة جداً مشاكلها عادية حتى خرج على المعاش منذ ثلاثة أعوام تزوج خلالها كل الأبناء فوجدته يطالبنى بالذهاب للكوافير وهو الذى منعنى من الذهاب إليه منذ أكثر من ثلاثين عاما وبدأ يشترى لى ملابس لا تليق بسنى ورفضت الاستجابة له لأننى «حاجة» وأوشكت على المعاش ويجب أن أحترم سنى فوجئت به يشكونى لأولادى ويهدد بالزواج بأخرى تعيش معه شبابه وأصبحت حياتى معه صعبة جداً.
- تتفق معها السيدة «عنايات» - موظفة - قائلة :ـ زوجى يحب الدلع منذ زواجنا وأحيانا كانت «عنيه تزوغ» خارج البيت لكن سرعان ما يعود للبيت ودائماً كنت أسامحه من أجل الأولاد لكن الآن وصل لسن الخمسين وعاوز يدلع ويلبس شورت وابنتى الكبيرة تقول انها مرحلة يجب أن يعيشها وأن أشاركه فيها لكننى تعبت وكبرت وللأسف علمت منذ فترة قصيرة أنه على علاقة بأخرى وعندما واجهته لم يعتذر وقال انه يريد أن يعيش شبابه لا أن يعيش مع واحدة تشعره أنه عجوز !!
بعد الخمسين
تختلف معها السيدة «عواطف» ربة بيت قائلة: الرجال عندما يكبرون يخافون أكثر من النساء ولهذا يحبون المرأة التى تشعرهم أنهم لا زالوا شبابا وأنا أفهم زوجى جداً فهو يحب وضع البارفان وكى ملابسه فى البيت وزادت هذه السلوكيات بعد تجاوزه الخمسين وبصراحة «أنا كمان عاوزة أعيش» ولذلك أذهب للكوافير وأهتم بنفسى رغم أننى مرتدية الحجاب المهم أن يشعر زوجى أنه شباب معي وليس مع واحدة أخرى ومن تسخر من زوجها فى هذه السن سيتركها ويتزوج عليها !
تزوج عرفيا
أما السيدة سعاد عادل فلها تجربة أخرى تحدثت عنها قائلة: بعد تجاوز زوجى الأربعين بدأ يعاكس السيدات فى التليفون وقام يعمل علاقات على النت وعندما واجهته لم يخجل وأخبرنى أنها أمور عادية طالما أنه لا يخوننى وأنه رجل ومن حقه أن يفعل ما يريد وسألت صديقاتى فنصحننى بأن أغير شكلى وأهتم بمظهرى وأشعره بشبابه خاصة وأن ابنى الأكبر تزوج ولم يعد معنا إلا ابنة واحدة فى الجامعة وبالرغم من شعورى بالخجل لما أفعله فى نفسى أمام أبنتى إلا أننى أحاول إرضاءه لكن للأسف وبعد عشرة 25 سنة تزوج عرفياً بأخرى تصغره بكثير وحالياً انفصلنا دون طلاق من أجل ابنتى !
هذا حقي
وإذا كانت هذه تجارب الزوجات فكيف يرى الرجال الأمر الأستاذ نبيل طلعت موظف سابق يقول الست المصرية بعد الإنجاب تنسى زوجها تماما وتعتبر أن الغرض منه أنتهى وتهمل فى نفسها وكلما كبرت زاد إهمالها ورفضها للعلاقة الزوجية بحجة أنها كبرت لكن لا تفهم أن الرجل بعد تجاوزه للخمسين يريد أن يستمتع بحياته التى مرت فى شقاء وتعب من أجل تربية الأولاد ويريد أن تشاركه زوجته ذلك لكن للأسف تصبح جدة وترفض العلاقة وتتهمه بالجنون و«تكبر دماغها» فلا يجد أمامه إلا البحث عن أخرى وهذا حقه !!
- يتفق معه الاستاذ شوقى عبدالعزيز - موظف- قائلاً: الرجل بعد أن تظهر الشعيرات البيضاء فى رأسه ويبدأ المحيطيون به ينادونه يا حاج أو يا عم فلان يشعر أن العمر يجرى وأنه أوشك على النهاية ويصيبه اكتئاب فى نفس الوقت تعيش المرأة سن اليأس ويصيبها الاكتئاب ويصبح الزوجان كالإخوة فى البيت وهذا يزيد الفجوة بينهما والرجل لأنه مثير الخروج والأحتكاك بالآخرين يرفض اليأس ويحاول أن يعيش شبابه حتى وهو غير مقتنع المهم أن يقنع نفسه أنه ليس عجوزاً وعندما يحاول إقناع زوجته بمشاركته الشباب ترفض وتقول «إحنا كبرنا يلا حسن الختام» مما يجعله يشعر بالإحباط تجاهها لكن أحيانا تكون ذكية وتعطى نفسها فرصة مشاركته.
الاستاذ محمود طلعت صاحب محل قطع غيار سيارات له تجربة مختلفة فقد تجاوز الستين وزوجته تجاوزت الخمسين لكن مازالا شبابا حيث يؤكد أنهما متفقان على أن الأعمار بيد الله وأن زواج الأبناء وأنجابهم لا يعنى أن عليهما انتظار الموت فى البيت فهو يأخذ زوجته ويسافر لمدة يومين فى أى مكان فى مصر وأحياناً يدعوها على العشاء وبالرغم من أن الصحة ليست كما كانت إلا أنه سعيد بها لأنها لازالت تناديه «حودة» !!
القوالب الجامدة
وبعد أن استمعنا لاراء طرفى العلاقة الزوجية توجهنا إلى د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع حيث قالت: العلاقة الزوجية الناجحة تقوم بشكل أساسى على إدراك طرفى العلاقة لدوره تجاه الآخر وعندما يقوم كل طرف بمسئوليته فإن الحياة تستمر بشكل مستقر ولا تتعرض لهزات عنيفة وهذا الإدراك يساعد الزوجين على اجتياز الأزمات والسنوات الصعبة التى تمر بها الحياة الزوجية. ومن هذه الفترات الصعبة ما قد يمر به الرجل عقب تجاوزه الأربعين وما تمر به المرأة من تغيرات نفسية وبيولوجية عند انقطا
مع الطمث وكلما كانت العلاقة قوية ساعد كل طرف الآخر على اجتياز هذه الفترة الصعبة وأضافت المشكلة فى مجتمعنا المصرى أننا كثيرا ما نضع أنفسنا فى قوالب جامدة لا تتغير وقد نكون غير مقتنعين بها لكننا لا نخرج منها فالمرأة ترى أنه بعد سن معينة لا داعى للعلاقة الخاصة وأنهما كبرا وأنها عيب بعد أن أصبح عندها أولاد كبار لأنها ترى أن المجتمع اعتاد ذلك فى نفس الوقت الرجل يرى أنه بعد تجاوز الأربعين مالازال فتياً قادراً على الدخول فى علاقة والانجاب وأن زوجته هى التى كبرت فقط بينما هو مازال شاباً لذا تكثر حالات الخيانة الزوجية فى هذه الفترة العمرية للزوجين وهنا إن استطاعت الزوجة أن تفهم احتياجات زوجها النفسية ورغبته فى أن يجد من يدعمه ويطمئنه على أنه لازال قوياً وقادراً على إقامة علاقة زوجية وفى نفس الوقت إدراك الزوج صعوبة المرحلة التى تمر بها الزوجة لساعدا بعضهما البعض على اجتياز هذه الفترة وعلى المرأة أن تدرك أن انقطاع الطمث لا يعنى أنها لم تعد امراة أو لم تعد مرغوبة لكن فقط لم تعد قادرة على الانجاب وهذا يعنى أن لديها فرصة جيدة لتعيش حياتها الخاصة مع زوجها وأن تستمتع دون ضغوط ولا مجال للخجل من الابناء أو المجتمع فالخروج مع الزوج والسهر معه والسفر معه ليس عيباً لتخفيه أو ترفض القيام به لكن الجريمة أن تترك الزوج فى مراهقته يشعر بالوحدة لأنه بالتأكيد سيبحث عمن يشاركه وحدته !!
ساحة النقاش