الحب والأمان والسلام .. حلم غالى نتمنى أن ننعم به جميعا بعيدا عن العنف والكراهية فمن منا لاينشد الخروج من دوامات الحياة وضجيج مشاكلها التى لا تهدأ .. فتصور لنا أعنف الجرائم الإنسانية .. التى تسلبنا جميعا أماننا .. وراحة بالنا وتشعل مخاوفنا من هذا الكم من العنف المتزايد من حولنا .. والذى لم يعد يرحم أحدا آباء وأبناء وأمهات وزوجات وجدات وأجداد .. ورغم أنها ظاهرة تمتد فى العالم من حولنا ولا تقتصر على مجتمعنا .. إلا أنها أصبحت فى تزايد خطير لم نألفه من قبل بيننا تعددت الأسباب كما أظهرت الدراسات والأبحاث وراء هذه الظاهرة من فقر وطمع ومخدرات .. واعتياد العنف عبر شاشات التليفزيون من أفلام ودراما عبر الدش وقنواته الفضائية التى تجسد العنف وانتصار الشر .. وكذلك النت وألعابه الالكترونية الدموية التى يتربى عليها الصغار .. ليمتد العنف داخل بيوتنا وخارجها إلى شوارعنا .

ويبقى السؤال المهم كيف نغير حياتنا بعيدا عن كل ذلك .. وكيف لنا بطوق نجاة ينقذنا مما أصبحنا فيه.. كيف نستطيع أن نتحكم فى مشاعرنا ونتحكم فى انفعالاتنا .. أن نجيد فن تواصلنا ليس فقط مع من حولنا من بشر بل أولا كيف نجيد تواصلنا مع ذاتنا لننتشلها ونستعيدها من حالات الحزن والاكتئاب .. وعدم الرضا والاستغراق فى هذه الدوامة وما يترتب عليها من أمراض نفسية وعضوية .. بالغة الخطورة والتأثير على حياة كل منا .. فقد أثبت علماء الاجتماع والطب النفسى أن مفاتيح وسبل النجاة أن نتعلم كيف ننعم بالحب ليملأ نفوسنا ونفيض به على من حولنا .. بأن ندعم ونساند ونمد أيدينا لمن يحتاج إلينا فالحب يغمرنا بمشاعر من العطاء والتضحية بعيدا عن الأنانية ويفجر بداخلنا مشاعر الرضا وما أحوجنا دائما إلى الحب والرضا معا والأهم أن معرفة التمسك بصحيح الدين وقوة الإيمان هى التى تحقق كل هذا الرضا .. هى التى تجعلنا قادرين على مواجهة الحياة وتوجه دفة الفشل والاحباط إلى النجاح بصبر والعمل بتفان .

النجاح والثقة بالنفس

إن أشكال الحماس والشغف داخل نفوسنا يعيد إلينا التفاؤل: والأمل هو الذى يضفى قوة وحلاوة للحياة والصبر على مواجهة التحديات لتحقيق الطموحات والأهداف التى نضعها نصب أعيننا ويقوى الانتماء لأسرتنا وكل من حولنا عندما نشعر بأننا لسنا وحدنا بل أننا جزء من كل من يدعمنا ويحتاج لدعمنا أيضا . كل هذه الأمور الأساسية والهامة هى ما تمكنك من القدرة على التخلص من الأفكار السلبية الهدامة من الاحباط والشعور بالعجز والفشل وتحويلها إلى قوة وطاقة هائلة للخروج منها .. والإحساس بالثقة بالنفس والانتصار ونشوة النجاح فى التحدى .. ولذة السعادة .. فدائما عندما تدخلنا مشاكلنا فى دائرة محاكمة نشعر أننا لاندرى كيف الخروج منها .. ولكن لو ابتعدنا قليلا وبدأنا فى التفكير الهادئ .. سنقف على حقيقتها وأسبابها ويصبح من اليسير علينا أو بمساعدة الآخرين أن نبدأ فى حلها والخروج منها ولو بعد حين .. وهنا علينا أن نمد علاقتنا إلى أصدقاء حقيقيين فالخروج بأنفسنا إلى صداقات جديدة .. أيضاً استعادة التواصل مع صداقاتنا القديمة .. فالصديق المخلص بمثابة طبيب نفسى نرتاح معه ونتخفف من همومنا ومتاعبنا .. فلا خاب من استشار ولكن المهم اختيار الصديق الحقيقى الوفي .

وعلينا أن ننشغل عن متاعبنا وهمومنا بتنمية قدراتنا وذواتنا أى بالتزود بالمهارات الجديدة من تكنولوجيا ولغة العصر الانترنت وتعلم اللغات وفنون الاتصال والتعامل مع الآخرين وكسبهم حتى يتاح لنا الخبرات ومجالات أوسع لفرص العمل وبالتالى إحساس بالثقة والقبول.. التمسك بالأمل مهما واجهتنا مرارة الفشل هو السبيل للنجاح فى الحياة .. وكم من مواقف تعلمنا منها النجاح .. وأمامنا من قصص النجاح الكثير من نجوم الفنانين أمثال عبدالحليم حافظ وأحمد زكي وغيرهما وقصص الناجحات من سيدات الأعمال أو الناجحين من رجال الأعمال .. أو الشباب الذى عانى الكثير ونجح فى النهاية ونجدهم حولنا فى أمثلة كثيرة استطاعوا أن يصلوا فى النهاية ويعطوا لمن حولهم الأمل والتفاؤل والخروج من دائرة الفقر إلى ضوء النجاح .

فها هم شبابنا الذىن يدعوننا للفرح والفخر من شباب جامعة الأزهر وآخرين من شباب مصر بإحدى الجامعات الدولية يتفوقون على شباب العالم فى مسابقة الذكاء الصناعى باختراع أحدث إنسان آلى فى التفكير وليس فقط فى تلقى المعلومات .

.. فلنخرج إلى المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر للخروج من البطالة ودائرة الفقر وتمتلئ بها المجلس القومى للمرأة والصندوق الاجتماعى وتساهم بها بعض الجمعيات المدنية مع المؤسسات الحكومية .

الوعي بالحقوق

ولنتكاتف من أجل مواجهة من يشعلون نيران الغضب بالطمع والأخذ والاستيلاء على حقوق الآخرين .. بسبب جهلهم بها أو صغر أعمارهم أو ضعفهم مثل هؤلاء الذين يأكلون ميراث أخوانهم القصر أو أخواتهم من البنات .. أو غيرهم الذين تتعدد وجوههم فى النصب على الضحايا والإستيلاء على شقاء عمرهم أو كل من يتطاول بالتحرش والإعتداء على البنات والنساء والأطفال .. وقد أصبح لدينا لجان حماية للأطفال ولجان حماية ومكتب شكاوى بالمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى لحقوق الإنسان .. وأيضا الخطوط الساخنة لسرعة الإتصال . علينا أن نتعلم أيضا كيف نحمى أنفسنا بأيدينا بالتعليم والوعى بحقوقنا وحقوق الآخرين وواجباتنا وواجبات من حولنا.. أن نتعلم ما هى الحرية المسئولة التى لا تضر بنا وبمن حولنا .. وأيضا بتعلم رياضات الدفاع عن النفس لمواجهة من يتعدى علينا وليكن هذا نصب أعين وإهتمام الآباء والأمهات للأبناء صغاراً وكباراً .. وأن نحرص ونحذر من الغرباء وأيضا البعض من الأقارب والأهل لمن هم ليسوا أهلاً للثقة عندما تظهر تصرفاتهم و نياتهم غير الحسنة .. وكيف نمد جسوراً من الثقة والحب والحوار الممتد والمتسامح مع أبنائنا وأخواننا الأقل خبرة حتى نجنبهم أولاً بأول من أصحاب السوء أو من يحاولون التغرير بهم .. قبل فوات الأوان .. وأن نكون متسامحين مع التجربة الأولى حتى نستطيع أن ننشلهم قبل الضياع ولكن مع توضيح الأسباب وكيفية الأستفادة من هذه التجارب المؤسفة .. ودعمهم بالقبول والرعاية من جديد بكل الحب .

الحياة الزوجية

أما بين الأزواج وعندما تستحيل الحياة بين الزوجين وتكثر المشاحنات وتتوقف الحلول .. ويعتقد البعض أنها نهاية الحياة.. فقط عليكما أن تتوقفاً فوراً عن النزاع حتى لا تحتدم الأمور وتأخذنا إلى منعطف خطير.. علينا أن نتوقف فوراً وإن لم يستطع الطرفان .. فليتوقف أحدهما ويبتعد من أمام الآخر وليكن من خلال كلمات تشعر من أمامنا بقدر من البقاء على العشرة من أجل الحب .. علينا ألا نبالغ فى إنفعالاتنا حتى لا تزل الألسن فلنتحفظ بالإحترام بيننا مهما إختلفنا .. وإذا استحكمت الأمور فلنعطى لأنفسنا أجازة حتى نهدأ ونجد الوقت المناسب للعودة .

ولنتذكر أوقاتنا الجميلة التى تملأها لمسات الحب الحانية حتى تملأ نفوسنا بهذه المشاعر الإنسانية الجميلة و تطفئ المشاعر السلبية والخلافات وتهدأ النفوس .. وكونى متسامحة مع زوجك فضغوط الحياة تجعله أقل صبراً وأكثر تحفزاً .. وكن أكثر مرونة مع زوجتك فهى حبيبتك التى إخترتها لتكون رفيقة الحياة.. وعودا أنفسكما على المصارحة الدائمة لما يغضب أحدكما من الآخر ولكن ليكن ذلك فى الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب الذى لا يستفز الزوج أو الزوجة . فتصبح الحلول أسبق إلى الخلاف .. ولا يصبح هناك ضغط وخلافات متراكمة تؤدى إلى الإنفجار بطريقة لا يحمد عقباها كما أصبحنا نشاهد ونقرأ حالياً من حوادث .. فلنحرص على أن نلتقى فى نقطة وسط حتى يلتئم الشمل من جديد وليكن إختيارك من البداية لشريك الحياة أو شريكة الحياة قائما على إختيار صحيح به معرفة تامة بشخصيته وكل ما يحيطه من عوامل بيئية وصفات نفسية إجتماعية إلى جانب التوافق فى الثقافة والمستوى الإجتماعى والمالى أو إذا تم الزواج بالفعل وظهرت بعض التغيرات السلوكية والعصبية .. فلنلجأ إلى أهل الثقة من الأهل أو الاستشارة الطبية النفسية قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» صدق الله العظيم.

العيد الذهبى للتليفزيون واحتفالية حب ووفاء للروادخمسون عاماً من الريادة المصرية فى تكنولوجيا الاتصال والإعلام ليغير حياة المصريين الذين التفوا حول شاشته الفضية من عام 60 من القرن الماضى من خلال كتيبة قوية ممن ساهموا فى هذا الصرح العظيم الذى سمى بالتليفزيون العربى الذى بدأ بقناة واحدة ثم امتد إلى ثلاث قنوات.. كان خلالها وسيلة التسلية الأولى والتثقيف والأرتقاء بالمفاهيم والعقول وتوحيد الوجدان الشعبى على قضية شعب مصر.. ثم ليتم مواصلة التطور التكنولوجى واطلاق أول قمر صناعى مصرى «نايل سات» لتنطلق القنوات الفضائية وتنافس على قدم وساق مع الفضائيات من حولنا والتى بدأت من مدرسة التليفزيون المصرى.

وتم تكريم رواد صناعة هذا الصرح العظيم بداية من د.عبدالقادر حاتم وزير الأرشاد والتثقيف فى عهد جمال عبدالناصر إلى السيد صفوت الشريف وزير الإعلام ورئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون .

فتحية حب وتقدير واحترام لكل الرواد العظام والسيدات الرائدات اللاتى مثلن رئيسات للتليفزيون من همت مصطفى إلى سهير الأتربى إلى الإعلامية القديرة سوزان حسن ورئيسه القطاع الحالي نادية حليم وهو ما يعد نجاحا للمرأة المصرية.

 

 

المصدر: رئيسة التحرير إيمان حمزة - مجلة حواء
  • Currently 100/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 1216 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,814,151

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز