<!--<!-- <!--
أحداث كثيرة ومواقف عديدة.. نمر بها وتمر علينا تتحول مع الأيام وبمرور السنين إلي ذكريات جميلة لا نستطيع أن نقطعها من رحم أيامنا ولا نعيش بدونها.. هي جزء منا ومن كياننا نحيا بها ومعها خصبة دائما تنمو داخلنا وتتغذي بأنفاسنا عندما نتذكرها نقول ياه كانت أيام أحلى أيام.
أحلي أيام يحكيها لنا رجل «مصر» في دمه، وحبها يسيطر علي قلبه وعقله وكل وجدانه.. سافر بلاد الدنيا ولكن مصر في رأيه هي الأجمل.. لا يستطيع العيش إلا فيها.. من محافظة الشرقية محافظة الطيبة والكرم أصوله ولكن طفولته المبكرة في أحضان سيناء لذلك ارتبط بحب الوطن منذ الطفولة.. رفض العمل معيدا في كلية الهندسة والتحق بالقوات المسلحة.
أحلى الذكريات مع رجل أدبه يخجلك، وشخصيته تأسرك ويمتاز بالأدب الجم والتواضع الشديد، يمتلك من الصفات الإنسانية الجميلة التى تفتح له قلوب وعقول من يتعامل معه، تقلد مناصب عديدة، وزيرا للإنتاج الحربى ورئيسا للهيئة العامة للاستثمار ولكن الأقرب إلى قلبه رئيس هيئة تسليح الجيش المصرى كله.
«حواء» مع الوزير اللواء دكتور مهندس محمد الغمراوى داود.
الطفولة في سيناء
حبه لوطنه وانتماؤه الشديد لتراب الوطن واخلاصه للقوات المسلحة لم يأت من فراغ ولكن نتيجة أحداث كثيرة مرت عليه فى طفولته.. يقول الوزير الدكتور محمد الغمراوى.. الأهل من الشرقية ولكنى أنا من مواليد ميت غمر فى الدقهلية.. والدى كان كثير التنقل فى عمله فهو خريج كلية الطب البيطرى وكان يعمل فى وزارة الزراعة ولذلك كان يتنقل كثيرا بين المحافظات عشنا سنتين فى ميت غمر.
ثم ذهبنا بورسعيد وأول مدرسة دخلتها فى حياتى كانت مدرسة «العصفورى» فى بورسعيد ومنها إلى القنطرة شرق الابتدائية فى سيناء، وعندما ذهبنا مع والدى ارتبطت بسيناء ارتباطا شديدا وكان معظم أصحاب والدى ضباط جيش ومن هنا تولد داخلى حب الوطن وحب الدفاع عنه نتيجة إقامتى فى بورسعيد وخط القنال وأذكر وأنا صغير كنت أشوف القادة واسمعهم يتحدثون عن القضية الفلسطينية وحرب 48 وكيف غرر بها والجيش لم يكن عنده امكانيات كل هذا ولد عندى الحب الشديد للوطن.
وعندما حصلت على الابتدائية من مدرسة القنطرة شرق فى سيناء ذهبنا إلى بلدنا فى الشرقية وحصلت على الثانوية العامة من مدرسة الألفى الثانوية وكنت متقدم وشاطر فى الرياضيات والهندسة وكانت هوايتى وكنت أحبها كثيرا، وكنت من الأوائل على المدرسة والتحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة وأيامنا كانت كلية الهندسة تأخذ مجموع أكثر من الطب.. ورغم أن والدى كان يريدنى طبيبا ولكنى كنت أميل للهندسة وأحبها والحمد لله كنت متفوقا فى الكلية.
وعن ذكرياته فى الجامعة؟
- يقول الدكتور مهندس محمد الغمراوى أجمل فترة فى حياة الإنسان عندما يكون فيها طالبا فى الجامعة ليس له وظيفة إلا المذاكرة فقط هذه من الفترات الجميلة فى حياتى التى لا أنساها أبدا وأساتذتى رحمهم الله اعتز بهم جدا منهم الدكتور نصيف راغب والدكتور بخوم فى الرياضيات والدكتور صلاح خشبة فى الهندسة والدكتور عبد العزيز فهمى وكان يدرس لنا أيضا أساتذة ألمان أذكر منهم الدكتور «وليام ماكو» وهو الذى أعطى الدكتوراة للدكتورة فنيس كامل وزيرة البحث العلمى السابقة.. والدروس الخصوصية لم نعرفها ولم نسمع عنها أبدا والدفعة كانت 29 طالبا.. ورشحت بعد التخرج فى كلية الهندسة لكى أكون معيدا فى جامعة أسيوط ولكنى فضلت الالتحاق بالقوات المسلحة..
وأسأل الوزير الدكتور الغمراوى وهل كان هذا اختيار صح؟
على الفور وبحماس شديد يقول نعم لأننى تربيت فى سيناء وحضرت حرب 56 عندما كنت فى المدرسة فى الصف الثانى الثانوى وطلعنا مع الحرس الوطنى لكى نروح سيناء والاسماعيلية فحب الوطن والانتماء له والدفاع عنه داخلى منذ الطفولة ودخلت الكلية الحربية وتخرجت منها وخدمت فى القوات المسلحة حتى وصلت إلى رتبة لواء وكنت رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة كلها ومسئولا عن تسليح الجيش كله.
وماذا تعلمت من القوات المسلحة؟
- يقول اللواء دكتور مهندس محمد الغمراوى تعلمت منها حاجات كثيرة جدا أهمها حب الوطن والفداء والانتماء للوطن والإدارة والانضباط وتعلمت فيها أن الرأى دائما يأخذ برأى المجموعة وتعلمت فيها المشورة.. وهذا على عكس ما الناس فاكرة أن القائد يأخذ قراره لوحده، والقرار فى القوات المسلحة بمشورة المعاونين.
ومن الهندسة تعلمت كيف أدير مشروعات هندسية كبرى وأفهم فيها ولذلك بعد أن أصبحت وزيرا وتوليت وزارة الانتاج الحربى والمصانع وكل الاتجاهات عام 93 وأثناء وجودى فى الجيش جلست فى أكاديمية البحث العلمى كعضو فيها لمدة ست سنوات.
وأسأل الوزير الدكتور الغمراوى هل الوزارة تشريف أم تكليف؟
- يقول منصب الوزير تكليف لأنه يؤدى مهمة للوطن ولازم الانسان يبذل فيها أقصى ما يمكن لأن هذا تكليف وليس منظرة وهذه مسئولية كبيرة، والحمد لله أنا كنت اعتبرها مسئولية كبرى والحمد لله قمت بالمهمة على قدر استطاعتى.
وما هو شعورك عندما تركت الوزارة؟
- يقول الوزير الدكتور الغمراوى فى الجيش تعلمنا أن المناصب لا تدوم وكنا نتدرج فى الوظائف والترقية كل أربع سنوات وأنا مكثت فى الوزارة ست سنوات وهذه فترة كافية لتنفيذ أشياء كثيرة.
وعن الإنتاج الحربى فى سطور؟
- يقول الدكتور الغمراوى هو سند أساسى للقوات المسلحة فى إنتاج الأسلحة والمعدات والذخائر والدولة تهتم به لأنه فى وقت الحظر على الأسلحة تظهر أهمية المنتج الوطنى.
ومازال الحديث مع الوزير الدكتور محمد الغمراوى ثريا وذكرياته نبضة حية يحكيها وكأنها أمام عينيه شريط سينمائى يعيش فيه لحظة بلحظة ويقول من المحطات المهمة فى حياتى عندما أصبحت رئيس الهيئة العامة للاستثمار أعددت هيكلة الهيئة، والحمد لله بنيت مبنى جديدا للهيئة فى شارع صلاح سالم وعملت مجمعا لخدمات الاستثمار وهذه كانت بداية للانطلاق فى الاستثمار وأنا دائما أقول الذى يمسك وظيفة لابد أن يضيف لها.. وهكذا. ويذكر الذين سبقوه بالخير يأتى ليبنى وليس يهدم وهذا تعلمناه من القوات المسلحة وهذا سر قوة القوات المسلحة أنها تقدر قياداتها وأبناءها على مر التاريخ.
وعن الاستثمار الآن؟
- يقول كلما كان المستثمرون عندهم ثقة وأمان فى مناخ الاستثمار كلما ينمو الاستثمار وأعتقد أن الاستثمار الآن ينمو لوجود مناخ جيد.
ولكن أى المناصب تعتز به؟
يقول اعتز بكل المناصب التى توليتها ولكن اعتز أكثر بفترة وجودى فى القوات المسلحة لأننا تربينا فيها وشبابنا كله لها وكانت فترة جميلة فى حياتى وكل فترة النضج كانت هناك فهى مصنع الرجال والمدرسة العليا للوطن.. وإلى الآن استيقظ مبكرا فى السادسة صباحا لأننى تعودت على ذلك.
الفلاحة فى دمائنا
وذكرياته عن بلدة الشرقية يقول الدكتور الغمراوى الفلاحة فى دمائنا وأنا أعتبر نفسى أصولى الفلاحة وجدى كان عنده أرض وتعلمت من الشرقية حب الزراعة وأصبحت هواية عندى الزراعة والرى وأنواع الزراعة أفهم فيها كفلاح ولكن ليس كخبير. وكل أسبوعين لابد أسافر البلد..
الدكتوراه من فرنسا
ومن الفترات الجميلة التى يتذكرها الوزير الدكتور محمد الغمراوى عندما سافر فرنسا للحصول على الدكتوراه فى الهندسة وكانت فترة جميلة جدا... وكانت معى زوجتى، وهى ابنة خالتى وهى طبيبة وحصلت على الدكتوراه فى الطب من فرنسا وهى الدكتورة ماجدة سليمان وكانت تعمل وكيل وزارة للشئون الطبية فى هيئة السكة الحديد.
وكنت أحرص أنا وهى على الذهاب لكل المواقع الثقافية الفرنسية ولكن تستغربى خلصت الدكتوراه فى أربع سنوات، وكان معى مبعوثون من جامعة عين شمس والقاهرة أخذوها فى عشر سنوات علشان يجلسوا فى فرنسا.. ولكن أنا كان عندى شوق كبير للرجوع إليها، فمصر فى رأيى أجمل بلاد الدنيا ولا أستطيع العيش إلا فيها.
وعندما كنا فى فرنسا عرضوا علينا العمل هناك بعد حصولنا على الدكتوراه والعمل متاح بأرقام كبيرة ولكنى رفضت.
والوزير الغمراوى عنده ثلاث بنات الكبرى تعمل فى البنك والوسطى فى شركة تأمين والثالثة لا تعمل وأجمل وقت يقضيه بعيدا عن العمل مع الأحفاد.
مصر القيادة والقرار
وأسأل الوزير الدكتور الغمراوى عضو مجلس الشورى وأمين عام الحزب الوطنى من عام 2002 لمحافظة القاهرة.. عن النجاح الساحق للحزب الوطنى فى التجديد النصفى لمجلس الشورى وهل نتوقع ذلك فى انتخابات مجلس الشعب؟
يقول: الحزب بدأ يضع يده على مشاكل المواطنين والبرنامج الذى وضعه الرئيس يتعامل مع كل مشكلات الوطن مشكلة البطالة والتشغيل وقضايا الشباب والمرأة.. وأعتقد أن هذا البرنامج يهم كل واحد.. والذى يقرأ برنامج الرئيس ويرى نسبة النجاح فى التنفيذ يقتنع أن الحزب له برنامج، علاوة أن الحزب منذ عام 2002 أعيد تنظيمه وبدأ يكون فيه كوادر وقيادات من جميع المستويات سواء كانوا عمال أو فلاحين ومثقفين.
ولكن للأسف مشكلة البطالة مازالت موجودة؟ فما رأيك؟
- يقول أمين الحزب الدكتور الغمراوى فى بطالة بنسبة 9.99% وإذا نظرنا إلى دولة من دول أوروبا نجد عندها بطالة 15% و17% يكفى أننا فى الأزمة المالية التى دخلت فيها دول كثيرة مصر عندها معدل نمو زيادة بالزائد والدول الأخرى معدل نمو بالسالب.
وعن كيفية تمكين المرأة سياسيا وعدم تهميش دورها؟
- يقول الدكتور الغمراوى الدولة وفرت 64 مقعدا علشان المرأة ولكى تنجح المرأة لازم تثبت وجودها فى الدورة القادمة وأنا شايف أن المرأة قادرة على النجاح فنصف طلبة الجامعة بنات ونصف المجتمع نساء طبيبات ومهندسات وخلافه والفرصة أمامها أن تتقدم وأنا متفائل بالنسبة للمرأة وأن يكون لها دور قوى فى المجتمع لأنها عماد الأسرة ومحور الأسرة ونصف المجتمع ولا تقل عن الرجل من ناحية التعليم ولازم تشارك فى العملية الانتاجية وفى كل شىء ويكون لها دور والمرأة الآن غير مهمشة والذى شاهدته فى انتخابات مجلس الشورى أن نسبة السيدات اللاتى ذهبن للمشاركة السياسية أكثر من السنوات الماضية فهناك تقدم باحساس المرأة بأهمية المشاركة السياسية بالنسبة لها وهذا مؤشر جيد.
وقبل أن ألملم أوراقى أسأل أمين الحزب الوطني لمحافظة القاهرة الوزير الدكتور محمد الغمراوى ما رأيك فى الهجمات الإعلامية الموجهة ضد مصر؟
على فور يقول الشجرة المثمرة فيها شجر كثير الكل يريد أن يقع الثمر ولكنه لا يقع هذه هى مصر الدولة الناجحة القائدة دائما يكون فى نوع من الغيرة بالنسبة لها ومصر ستظل دائما القيادة والقرار بالنسبة للدول العربية.
ودور الإعلام إظهار الجزء المضىء فى مصر.
ساحة النقاش