تعد أول سنة للزواج بمثابة اكتشاف لحياة تشغل بال الطرفين فيفكران بها كثيرا ويحاولان رسم خطة محكمة لكي تمر السنة علي خير فإذا اجتاز الطرفان هذه المرحلة بهدوء وبدون مشكلات سوف يعيشان حياة هانئة سعيدة. لكن في الأيام الأخيرة لاحظنا أن حالات الطلاق في السنة الأولي من الزواج أصبحت بأعداد هائلة لأسباب لا يمكن تجاهلها.
ميار - 26 سنة مطلقة بعد زواج دام عشرة أشهر قالت: اعلم جيدا أنه من الصعب أن تكون امرأة فى سنى وتحمل لقب مطلقة لكنى بصراحة شديدة وجدت أنه من الصعب جدا بل من المستحيل أن تستمر حياتى مع هذا الشخص فلقد قمت بطلب الطلاق من زوجى أكثر من مرة وهذا بسبب أنه كان يتعامل معى أسوأ معاملة وكان دائما حديثه مصحوبا بالصراخ المستمر والصوت العالى والإهانات والسب بعض الأحيان بأقذر الألفاظ فلم اقبل تلك الحياة المهينة لأنى فقدت احترامى عنده وهو فقد احترامه عندى ولا داعى لحياة منزوعة الاحترام.
كرامتي
هند - موظفة تحدثت عن تجربتها تزوجت بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات كنت فيها اسعد إنسانة بالوجود لكن بعد الزواج تبدل الأمر تماما اتضح لى اننى كنت عمياء بمعنى الكلمة فسبب طلاقى بعد سنة واحدة من الزواج يرجع إلى اكتشافى أن زوجى كل ما يشغل باله هو النساء فقط فلم يخل يوم من مكالماته الغامضة أو تأخيره المستمر بعد العمل بدون مبرر واضح ومعاكسته للسيدات بطريقة مستفزة مبالغ فيها حتى وأنا جالسة معه إنه يعشق النظر لمدد طويلة لكل النساء والفتيات المارات أمامه دون أن يراعى كرامتى وكبريائى وقد تأكدت من علاقاته النسائية المتعددة من بعض الرسائل على البريد الإلكترونى بالإضافة إلى الأسماء المستعارة على تليفونه المحمول ولفت نظره أكثر من مرة لكنه استهتر وكان يقول أن هؤلاء النساء ماهن إلا صديقات وأنا الأهم عنده لأنى زوجته ولكنه فى الوقت لا يستطيع قطع علاقته بهن فطلبت الطلاق فرفض بشده فهددته أننى سأرفع دعوى خلع إذا لم يطلقنى فطلقنى!
«زوجى كان يتعمد التقليل من شأنى بشكل مستمر وخاصة أمام أهله بالإضافة إلى أنه لا يحب أن أناقشه فى أى موضوع والكلمة التى تخرج من فمه لايحب أن يقولها مرة ثانية والطلب الذى يحدده لابد وأن ينفذ مهما كان الثمن وقد تطور الأمر إلى أن ضربى وسبنى بالإضافة إلى أنه إذا تواجد فى البيت فقط يكون أمام البلاى ستيشن لساعات طويلة تصل إلى 6 ساعات متواصلة أو أكثر بالإضافة إلى أنه فى بعض الأحيان يستضيف أصدقاءه فى البيت من اجل المنافسة فى البلاى ستيشن والستميشن ولابد أن أظل محبوسة فى غرفتى وكأنه ( جس انفرادى) لا أتحرك منه سوى عند مغادرتهم البيت »!
هذا ما قالته لنا ح.ع. تعمل محاسبة بإحدى الشركات الخاصة.
أنا وحماتي
وتحكى لنا شيرين - 28 سنة مطلقة بعد أحد عشر شهرا من الزواج قالت: تزوجت زواج صالونات وبعد خطوبة دامت شهرين فقط فلم أكن اعرفه جيداً طلبت الطلاق أكثر من مرة ولكنه لم ينفذ ذلك إلا بعد عذاب وبعد تنازلى عن كافة حقوقى وسبب طلبى للطلاق أنه كان بلاشخصية وكانت والدته هى التى تدير بيتنا من بعيد فقد كانت تحركه بالريموت كنترول فحماتى كانت هى الآمر الناهى فى منزلنا وفى حياتنا الشخصية وكانت تتعمد ايذائى ببعض الكلمات وهذا ما لم أعتد عليه فى أسرتى وعند شكواى لزوجى يصرخ فى وجهى «أكيد انتى الغلطانة ماما بتخاف علينا وعلى مصلحتنا» هكذا كان رده دائما.
وتستكمل شيرين حتى عند طلبى للطلاق كان رده غيرالمتوقع تماما مفيش طلاق وعندما سألت عن السبب أجابنى أمى لا توافق أن تكون هناك حالة طلاق فى عائلتنا وتصمت شيرين للحظات وتستكمل كنت أتوقع أنه يرفض الطلاق لأنه متمسك بى وقد تم طلاقى وأنا حامل فى الشهر الرابع.
وتؤكد م.ع- 32 سنة أن السبب الرئيسى الذى أدى إلى الوصول لمرحلة الطلاق هى والدة زوجها (حماتها) فهى كانت تعيش معهم فقد كانت تسبها بألفاظ نابية وظلت تتحمل لكى تحافظ على بيتها وزوجها لكن وصل الأمر إلى أن (حماتها) كانت تضربها عدة مرات وعندما كانت تشكو لزوجها كان يتهمها بالكذب ويقول لها:أمى من حقها أن تفعل ما تريد فنحن ضيوف عندها وهى صاحبة المنزل فلم تستطع أن تستكمل حياتها هكذا مع زوج بلا شخصية ووالدته سليطة اللسان فتم الطلاق.
صغيرة
أما عن الرجال فتكلموا بمنتهى الصراحة والوضوح عن أسباب تطليقهم لزوجاتهم:
فقد قال هانى - 29 سنة - طبيب أسنان: طلقت زوجتى بعد عام واحد فقط من زواجها والسبب قمة فى الأهمية وهو أن زوجتى العزيزة كانت تخرج كل أسرارناكزوجين لكل صديقاتها وأقاربها وأمها فأجدهم يناقشوننى فى أمور شديدة الخصوصية حدثت بينى وبين زوجتى صبرت فى بداية الزواج وكنت أعطيها عذراً دائما بأنها صغيرة والحياة الزوجية والمسئولية أمران جديدان عليها لكن ظللت متحملة هذا الأمر السخيف لكن بلا فائدة لدرجة أننى وجدتها تفكر بطريقتهم وتجعلهم هم الذين يأخذون القرارات بدلا منها فلماذا اقبل هذا الوضع السيئ مهما كانت درجة حبى وتعلقى بها؟
أما جمال. س - 33 سنة - محاسب أكد أنه لجأ للطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج واستكمل: هذا القرار يرجع للإهمال الشديد فى البيت وإهمالها لى شخصيا فكل حياتها تتلخص فى صديقاتها والنادى والتليفزيون والنوم لا هتمامات سوى هذه الأشياء فقط فشعرت أننى أعيش بمفردى فى البيت فأين التوافق والمودة والحب العناصر الأساسية للزواج الناجح وتحدثت عدة مرات لكن حجتها الأساسية أنها مازالت صغيرة مع العلم أن سنها 27 سنة أى أنها إنسانة ناضجة وعاقلة وليست طفلة.
الطباع
وبعد أن تعرفنا على أسباب عديدة أدت إلى الطلاق بعد اقل من عام واحد فمن الضرورى الآن أن نتعرف على رأى د. على محمود أبو ليلة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس فقال: لقد أشارت الدراسات والإحصائيات فى مصر أن من كل عشر زيجات حديثة يحدث حالات طلاق منها تصل إلى أربع حالات خلال العام الأول فقد يعتقد بعض من يقدمون على الزواج أن هذه الحياة الجديدة بالنسبة لهم ستكون مملؤة بالسعادة والهناء لكن للأسف فى بعض الأحيان (تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن) ففى الحقيقة أن السنة الأولى هى من أهم وأصعب سنوات الزواج التى تمر على الزوجين لأنه قد يختلف الطرفان فى العادات والتقاليد وأسلوب التفكير والتنشئة الاجتماعية وأسلوب معيشتهما قبل الزواج وعدم تقارب الطباع لبعضهما فكل منهما يتمسك بقيمه الخاصة وتنشئته فتتصادم الطباع بين الزوجين فكل هذا يؤدى بالتأكيد لظهور العديد من الخلافات بينهما.
ويستكمل د. على: ومن أهم العوامل الموجودة في مجتمعنا حاليا والتى تؤدى للطلاق فى العام الأول من الزواج هى أن الأجيال الحالية لا تقدر قيمة الأسرة ولا أحد من الزوجين عنده النية لتقديم تنازلات لتستمر الأسرة ولايحدث الطلاق أن من ابرز وأهم مشكلات التى تنشأ بين الزوجين فى السنة الأولى هى فقدان المرأة الشعور بالأمان والحنان مع زوجها أولتعرض الزوجات لبعض الطرق التى تؤدى إلى الإيذاء النفسى أو العنف البدنى من أزواجهن أو تدخل الحموات فى الحياة الزوجية أو تجاهل بعض الأزواج لآراء زوجاتهم فكل هذه المشكلات قد تجعل النساء حريصات على الابتعاد عن هذه الإيذاءات فيطلبن الطلاق أو يجد الرجل الإهمال فى بيته وفيه هو شخصيا أو الاستهتار بكرامته و رأيه فيطلق هو الزوجة على الفور حفاظا على كرامته فلم تكن أسباب الطلاق بالسنة الأولى أسباباً تافهة كما يعتقد البعض بل بالعكس تكون أسبابا قوية وفى بعض الأحيان لم يكن لها حل.
وفى النهاية هناك عامل رئيسى لا نغفل عن التنويه به وهو تدهور الأخلاق العامة فى المجتمع حتى داخل الأسرة.
ساحة النقاش