أظهرت البحوث الحديثة أن الأطفال الذين لا ينامون جيدا بسبب اضطرابات النوم أو «الشخير» أو صعوبات التنفس يكونون أكثر ميلا لإظهار مشكلات سلوكية تتوافق مع ما يعرف باضطرابات عجز الانتباه وفرط النشاط وعدم التركيز فالأطفال الأكثر عرضة للنعاس نهاراً أكثر ميلاً للسلوكيات المرضية كالعدوانية وضعف التركيز وبالتالي فإن معالجة مشكلات النوم في سن مبكرة يقلل من شقاوة الأطفال وعدم الانتباه والتركيز والعدوانية.. فهل توجد أسباب أخري تجعل الطفل يميل إلي الشقاوة؟ وهل هذه الشقاوة ؟ إيجابية أم سلبية وإذا كانت سلبية فهل يمكن علاجها وكيف يمكن الوقاية منها ؟!

يقول د. سامى مرسى النجار وكيل كلية الآداب لشئون الطلاب بجامعة الزقازيق وأستاذ علم النفس بكلية الآداب .

إن الشقاوة لها مفهوم نسبى يختلف من فترة تاريخية لأخرى ومن وسط اجتماعى لآخر فالبعض يسميها شقاوة والبعض الآخر يسميها عنفا . وأيا كان مسماها فهى نتيجة طبيعية للمؤثرات الخارجية والعولمة الثقافية والفضائيات، ولا يجب أن نلوم الأم عليها لأنها كما قلنا نتيجة للعولمة والدليل على ذلك أننا لم نجد تلك الشقاوة الموجودة الآن فى الأطفال منذ عشر سنوات ، مما يؤكد أن سببها هو التقنية الثقافية الحالية التى تشمل تقليد الأطفال لأفلام الكارتون وأفلام العنف تقليدا حرفيا بكل إيماءات الوجه والرأس والحركة.

ولذا نرى الطفل يتكلم عن مفاهيم أكبر من عمره .

وعن كيفية تعامل الآباء مع هؤلاء الأطفال يقول د. سامى لابد أن ننظر الى العولمة والتقنية الثقافية التى هى سبب شقاوتهم أنها مصدر مهم لهم تجعلهم جيلا محظوظا بالنسبة للأجيال السابقة لأن هذه الطفولة منحتهم القدرة على معرفة ماكنا نعرفه فى عام نعرفه فى دقيقة من خلال الانترنت وفى نفس الوقت كما لهذه الطفرة ايجابيات فلها سلبيات أيضا فيجب أن ينزل الأب أو الأم لعقلية الطفل والفكر الطفولى للتعامل معهم بنفس التكنيك والتخلص من الفكر الكلاسيكى لتتزايد نسبة التفاهم بينهم جميعا فلو رفض الوالدان فكر الطفل فهما بذلك يقضيان عليه فيتعرض للإصابة بمرض التوحد واكتئاب والتحدث مع نفسه وقد لاينطق ويكتم حزنه وانما ينطق بداخله .

فالشقاوة ارتبطت بالذكاء ارتباطاً شديدا وهى نمط من أنماط تفعيل العقل والهدوء والسكون فى الطفل ليس نوعا من أنواع الحياء كما يعتقد الكثيرون وانما نوع من عدم الإدراك ، وبالتالى فالطفل الشقى هو طفل موهوب أما الطفل المبتعد عن الشقاوة فهو غير موهوب وقاتل لموهبته .

فنقصد الشقاوة النافعة وليست الضارة فالشقاوة الضارة هى حالة فريدة يتميز بالعنف والميل الى التخريب وتكون ضارة بالطفل والأسرة والمجتمع بأسره .

وعندما يقوم الطفل بعمل غير مرغوب فيه يحتاج فى هذه الحالة إلى الاحتواء من جانب الأسرة وتقويمه بالشكل العلمى والمنهجى السليم وليس بالعنف وإنما بالتعليم القائم على الصداقة فايجابيات الشقاوة أكثر من سلبياتها .

 

المصدر: سماح موسى - مجلة حواء
  • Currently 170/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
57 تصويتات / 2084 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,832,440

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز