ونحن نعيش مع أجيالنا الجديدة الذكري السابعة والثلاثين لانتصارات السادس من أكتوبر 1973.. التى كانت أجمل صور التلاحم بين الشعب وجيشه .. ما أحوجنا إلى هذه الروح .. روح أكتوبر فى تفجير الطاقات بداخلنا من الوفاء العميق لمصر وحب الانتماء .. والشجاعة وقوة العزيمة والإرادة الجدية والتصميم على تحقيق الهدف..
كان التكاتف والتعاون والحب والإيثار من جموع شعبنا العظيم لقواتنا المسلحة المقاتلة التى انطلقت بجنودنا البواسل الذين انطلقوا تملؤهم قوة الإيمان يدعون ربهم أن يمدهم العون والنصر : «الله أكبر باسم الله باسم الله» ليتحقق النصر .. بالتخطيط المدروس وبفكر مصرى عسكرى فى المفاجأة والمباغتة للعدو والتى نادى بها رسولنا الكريم فى غزوة بدر التى حققت لدعوة التوحيد والإسلام النصر المبين .. وبالأسلوب العسكرى المصرى الجديد للتغلب على العوائق بالمعدات الحربية التى صممتها عقول مهندسينا الحربيين من الكبارى العائمة ليعبر فوقها 150 ألف مقاتل مصرى من الجيش الثانى الميدانى القناة ومعهم معداتهم ومدرعاتنا فى خمس ساعات تدعمهم وتحميهم الضربة الجوية الأولى التى قادها الرئيس حسنى مبارك قائد القوات الجوية وقتها ولتنطلق قوة المياه الهادرة لتذيب خط بارليف المنيع الذى لا يقهر ومع حائط الصد من الصواريخ المصرية تكتمل استراتيجية التخطيط العسكرى مع تكاتف قوى الشعب ليتحقق النصر الذى أذهل العالم بمفاجأة الجندى المصرى والشعب المصرى .. فكان السبيل لعودة كل شبر من الأرض المصرية ليتحقق السلام عن قوة .. على يد بطلى الحرب والسلام الرئيس حسنى مبارك والراحل أنور السادات.
لم يكن انتصار أكتوبر صدفة ولكن نتيجة تخطيط مسبق وتلاحم قوى الشعب مع الجيش والقيادة .. فظهرت جهود المرأة المصرية ودورها المشرف .. والتى دفعت بحبيبها وزوجها وابنها وأخيها وأبيها لميدان القتال بكل الحب والدعوات وقامت تدعمه كمتطوعة بالطب والتمريض والتبرع بالدم وحث كل أفراد أسرتها بالتبرع بكل ما لديهم لدعم الجنود على الجبهة .. وكانت أم البطل وأم الشهيد وزوجة البطل وزوجة الشهيد الذين تحتسبهم عند الله أحياء وتستمر بكل قوتها تدفع أولادها للنصر وكانت مظاهر الفرحة لإشعال حماس الجنود والشعب من خلال الأغانى الوطنية التى تلهب القلوب والعزيمة والتى شاركت بها الفنانات المصريات مع فنانينا ..
ليتحقق هذا النصر الذى تضافرت لتحقيقه كل الجهود المصرية يسبقها تكبيرات الجميع ووعد الله لنصره لمن خرج لنصرته وإعلاء دينه والدفاع عن أرض وطنه مستبشرين بأيام رمضان المباركة فقد وافق اليوم العاشر من رمضان .. واستطاعت مصر من خلال موقفها القوى خلق رأى عام يدعو للسلام ويناهض الحرب .
وانتصارات جديدة للمرأة المصرية
ومع هذه الأيام تتحقق انتصارات جديدة للمرأة المصرية وتقدير دولى لدورها المهم وكان مؤخرا بتكريم رئيس إيطاليا للوزيرة المصرية السيدة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان ومنحها وسام الاستحقاق للجمهورية الإيطالية برتبة «فارس الأعظم» أرفع أوسمة الجمهورية الإيطالية .. وقامت بتسليمها الوسام مندوبة عن رئيس إيطاليا الوزيرة الإيطالية ماريا كارفانيا وزيرة الفرص المتكافئة بين المرأة والرجل .. وكانت الوزيرة مشيرة خطاب قد تقلدت من قبل وساما برتبة قائد عام 2005 .. جاء تكريمها الأخير تقديرا للجهد الذى تبذله الوزيرة مشيرة خطاب لصالح حقوق المرأة والطفل وللحملة الدولية التى قادتها ضد ختان الإناث والعنف ضد الأطفال .. فى نطاق مصر والأمم المتحدة والتى تنظر إليها إيطاليا بتقدير بالغ للسياسات الاجتماعية الهامة التى قامت بها مصر تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية وبالتزام فى قطاعات هامة بالنسبة للمجتمع المصرى وبصفة خاصة هى أجل الارتقاء والنهوض بأوضاع المرأة وحماية حقوق الأطفال.
جاءت هذه الكلمات على لسان السفير الإيطالى بالقاهرة «كلاوديو باشتيكو» إن جهود المرأة المصرية متمثلة فى جهود الوزيرة مشيرة خطاب من أجل تغيير المفاهيم الثقافية والدينية لختان الإناث كعنف يمارس على الضحايا فى القرى والتى أصبحت محظورة بموجب القانون المصرى وهو ما نتطلع أن يتم تقديمه للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام لتستفيد به شعوب أخرى ..
إن الوزيرة مشيرة خطاب هى صوت حاسم للمرأة المصرية للدفاع عن حقوق المرأة والطفل فى مصر والعالم.
وقد أعربت الوزيرة السيدة مشيرة خطاب عن امتنانها الكبير لهذا التقدير الدولى الرفيع وأنه تكريم تفتخر به وتعتز كمصرية وأكدت إصرارها على مواصلة الجهود التى منحتها هذا الوسام الرفيع وتقديم شكرها وعرفانها للرئيس الايطالى والحكومة والشعب الايطالى الصديق مؤكدة على تقديرها للمساندة والدعم القوى من القيادة السياسية فى مصر التى كرمتها بشرف المسئولية وبجهود السيدة الفاضلة سوزان مبارك من أجل المرأة والطفل وحماية النشء من إدمان المخدرات ومحاربة الهجرة غير الشرعية للشباب والعمل على إيجاد فرص عمل للشباب .. وأيضا تعديل قوانين حقوق الطفل التى تكفل له حقه فى الهوية والحياة الكريمة والتغذية والتعليم كحق أساسى له .. وتمكين الأسرة اقتصاديا واجتماعيا وغيرها من الجهود التى تدعم الأسرة وأفرادها كوحدة أساسية لبناء مجتمع سليم .. ولذا جاء المؤتمر الدولى المصرى الذى تنظمه وزارة الأسرة والسكان مع وزارة الداخلية ووزارة الصحة مع منظمات العالم المدنية والحكومية والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة «مارتا سانتوس» .. من أجل الحقوق القانونية والاجتماعية للأطفال والفتيات للحد من القهر ومواجهته والمؤتمر بعنوان الحق فى الهوية والذى عقد الأيام الماضية بحضور العديد من دول العالم .. وبتشريف أيضا الوزيرة الايطالية «ماريا كارفانيا» لتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة .. وهى وزارة معنية بعدم التمييز فى كل مناحى الحياة .. وهى واحدة ضمن أربع وزيرات فى الحكومة الايطالية .. والوزيرة ماريا كارفانيا».
من عارضة للأزياء وملكة جمال إلى وزيرة
وقصة حياة الوزيرة الايطالية «ماريا كارفانيا» والتى يطلقون عليها فى الغرب ملكة جمال العالم للمرأة التى تعمل بالسياسة وهى شابة لا تتعدى الثلاثينات فقد ولدت فى 18 ديسمبر 1975 لأم تعمل معلمة وأب مدير لاحدى المؤسسات الايطالية وأخ يعمل جراح تجميل فجمعت فى شخصيتها بين الجمال والعلم فعملت كعارضة أزياء وبعد أن فازت بالمركز الثالث فى مسابقة ملكة جمال ايطاليا تم اختيارها كمذيعة فى محطة تليفزيونية ايطالية لتقدم عدة برامج ناجحة .. وهى أيضا تحمل شهادة جامعية فى القانون حصلت عليها عام 2001 .. واتجهت أيضا لتنضم لعالم السياسة فى حركة نسائية ضمن الحزب الذى يعرف حاليا «بحزب حرية الشعب» عام 2004 وكانت لها مواقف سياسية وإنجازات داخلية معه .. وليتم اختيارها وتعيينها وزيرة فى حكومة رئيس الوزراء الايطالى برلسكونى .. مع ثلاث وزيرات أخريات .. لتحقق فى وقت قصير ما لم تحققه من هن أكثر خبرة فى عالم السياسة ومع كونها وزيرة حرصت على مثالية صورتها فتخلت عن الملابس المكشوفة فى عالم الأزياء والشعر الطويل لتكتسب مظهرا من الجدية والجمال والعصرية بشعر قصير باللون البنى الغامق والأزياء العملية من التايور الأنيق أو الجاكت والبنطلون الطويل ففى عالم السياسية تؤمن أنها لابد أن تصبح سيدة ناجحة بشخصيتها وثقافتها وعملها بعيدة تماما عن فكرة المرأة وعالم الإغراء .
والطريف أن رئيس الوزراء الايطالى عندما رآها لأول مرة داعبها بكلمات لو كنت رأيتك من قبل زواجى لكنت تزوجتك فأغضبت هذه الكلمات زوجته التى كانت برفقته وطالبته بالاعتذار علنا لها وقد كان ..، أما الوزيرة ماريا التى تحمل وزارتها مسئولية مناهضة التمييز العنصرى وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فى إيطاليا والتعاون دوليا لتحقيق هذا الحق .. لكل البشر .. ،هى تؤمن بالقيم الأسرية وتناهض فكرة زواج المثليين التى ينادى بها البعض فى الغرب وكان لحواء شرف اللقاء بها فى احتفالية تكريم الوزيرة مشيرة خطاب بالسفارة الايطالية وأكدت لنا على إعجابها واحترامها للمرأة المصرية الحديثة والفرعونية .
ساحة النقاش