عايزه إيه ياماما في عيدك؟؟ سؤال طرحته ابنتي ليأخذني معه إلي كم المسئوليات الملقاة علي كاهلي والمجهود الخارق الذي أبذله من أجل إسعادها وشقيقها بينما يتركز اهتمام كليهما علي تلبية احتياجاته فقط .. فإذا قصرت في أحدها من وجهة نظره كانت النتيجة لوماً وعتاباً لانهائياً واليوم تسألني عن الهدية التي أريدها فلا أجد إجابة عليها سوي الصمت .. وهنا تعيد سؤالها ثانية دون أن تدرك حاجتي لكلمة حب مغلفة بلمسة حنان تشعرني بتقديرهما لما أقدمه من أجلها فاضطر للرد عليها قائلة .. «اختاري ما تشائين»!!

هذه الأم ليست الوحيدة التى تبحث عن حنان أبنائها فغيرها الكثيرات منهن «نيهال» ربة منزل تقول: ابنى يبلغ 15 عاماً وأعتبره كل حياتى خاصة أننى أعانى مشاكل عديدة فى زواجى وقد اخترت الاستمرار فى تلك الزيجة التعسة كى أجنبه ويلات الطلاق لذلك تحدث غالبية مشاحناتى مع والده إذا قصر فى واجباته تجاهه .. فهل قدر تضحياتى؟! لقد دأب على لومى إذا تشاجرت مع والده بينما يغفل كل ما أقدمه له لهذا أتمنى أن يأتى يوم يشعرنى فيه بتقديره وعرفانه حتى لا تضيع تضحياتى هباء.

 

دخل الأسرة

 

«هند على» موظفة هى الأخرى تبحث عن رحمة أبنائها تقول: راتب زوجى وحده لايكفى لتوفير حاجات ابنائى لهذا أعمل كى أشاركه براتبى فى زيادة دخل الأسرة .. فاستيقظ مبكراً لتحضير الإفطار وملابس الأولاد المدرسية ثم أسرع لتوصيلهم إلى مدارسهم ومنها إلى عملى .. وبعد انتهائه أهرول لأخذهم من مدارسهم ثم أحضر الغذاء لابدأ وصلة أخرى من الأعمال المنزلية فضلاً عن مساعدتهم فى الاستذكار .. فهل نلت رضاهم؟! للأسف هم يتهموننى دائما بعدم التفرغ الكامل لهم مما يجعلنى أحلم باليوم الذى يشعرون فيه بتضحياتى.

 

العمر الضائع

 

أما الحاجة سعاد «60 عاما» فلها حكاية أكثر تعقيداً ترويها والدموع تختنق فى حنجرتها قائلة:

عشت عمرى لإسعاد ابنى .. فلم أقصر فى تلبية أى من احتياجاته حتى كبر وأنهى دراسته الجامعية فأسرعت إلى جميع معارفى بحثاً عن توفير وظيفة مناسبة له .. وبالفعل .. التحق بالعمل الذى يريده ليتعرف على زميلة تكبره بأربع سنوات فسيطرت على قلبه وعقله ومن ثم أقدم على خطبتها ،، ورغم عدم قناعتى ووالده بها إلا أننى أبيت كسر قلبه ووافقت عليها رغماً عنى بل وقدمت له جميع التيسيرات المادية لتوافق عليه اسرتها .. وبعد زواجه منها حرصت على تلبية طلباتها فساعدتها للانتقال لوظيفة أفضل بالإضافة إلى مساعدتى لهما فى إيجاد عقد عمل بالخليج من خلال معارفى .. فكانا يرسلان لى مبالغ مالية لأشترى لهما شقة أوسع .. فلم أكتف بما يرسلونه بل كنت أضيف إليه بعض المبالغ حتى جهزت شقتهما الجديدة على أعلى مستوى .. فهل سمعت كلمة شكراً من أحدهما؟! لقد دأبت زوجة ابنى على تحريضه على وعلى ابيه وأخوته حتى ابتعد عنا تماماً وأصبح يستخسر مكالمة هاتفية لأحد منا .. الأمر الذى أصابنى ووالده بالعديد من الأمراض لذلك اردد المثل الشعبى قلبى على ولدى اتفطر وقلب ولدى علىَّ حجر!!.

 

ماهيه الأمومة

 

وتؤكد أمانى الحمصانى عضو الهلال الأحمر وأمانة المرأة بالحزب الوطنى أن كل أم تتمنى أن يشعر أبنها بماهيه الأمومة ويقدس معناها فقديما كان يصيبنى الحزن والهلع إذا رمقتنى أمى بنظرة تنم عن عدم رضاها عنى .. أما الآن فلم يعد الابناء يعبأون بمشاعر الأمهات ويعاملونها بجفاء لذلك أناشد الأبناء بإعادة النظر فيما قدمته أمهاتهم من تعب وعناء حتى يصبحوا رجالاً ونساء .. كما أطالب وسائل الإعلام بالتركيز على حاجات الأم المعنوية وحث الأبناء على تلبيتها من خلال تقديم البرامج وتنظيم الندوات واللقاءات المختلفة.

وتشير الكاتبة المتميزة وفية خيرى إلى حاجة الأمهات فى سن متقدمة إلى لغة لطيفة ومعاملة رقيقة من قبل ابنائها خاصة بعد رحلة العطاء الطويلة التى عاشتها من أجلهم لهذا ينتابها ضيق شديد إذا شعرت بغلظة فى المعاملة من قبل الابناء فمن وجهة نظرها أن الكلمة الحلوة أهم بكثير من أى هدية مهما بلغت قيمتها.

وتتفق الإذاعية اللامعة فضيلة توفيق مع الرأى السابق وتضيف أن كلمة شكراً إذا صدرت من الأبناء هى أكثر ما يسعد الأم فى عيدها حيث تعبر عن تقدير وعرفان من قبل الأبناء للمشوار الطويل الذى عاشته لأجلهم..

 

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 688 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,802,612

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز