كتبت لى الحاجة هنية مصطفى خطابا من 4 صفحات فولسكاب كبير تروى فيه قصتها مع الأيام والقدر وقصتها مع ابنها الوحيد الذى لم ترزق بغيره من زوجها الذى سقط صريعاً وهو يشرح لتلاميذه فى الفصل درسا هاماً من دروس التاريخ وروت الحاجة هنية عن نفسها أنها كانت تحب زوجها حباً شديداً فقد تعرفت عليه بعد أن تخرجت من كلية التربية وعملت مدرسة وتقدم لها وتزوجا وأثثا شقة جميلة ثم رزقت بابنها الوحيد ثم جاءتهما الفرصة فى السفر إلى الكويت للتدريس وهناك مكثا 8 سنوات كاملة وجمعا مالاً كثيراً لكنهما لم يعرفا السبب الذى منعها من الحمل مرة أخرى بعد أن أجمع الأطباء على أنها سليمة مائة فى المائة وزوجها سليم مائة فى المائة أيضاً لكنها كانت إرادة الله سبحانه وتعالى:

وقالت الحاجة هنية أنهما عادا للعمل فى القاهرة وانتقلا إلى شقة تمليك جميلة جداً واشتروا سيارة وبيتا ريفياً حوله حديقة من 3 فدادين فى قرية زوجها وكانت حياتها سعيدة حتى أتوا به ميتا وكان ابنها فى العاشرة من عمره إذ ذاك.

وتستطرد الحاجة هنية قائلة انها اتخذت قرارا لا رجعة فيه بألا تتزوج وأن تعيش لابنها فقط فلا حاجة بها للمال وقالت أنها تدرجت فى وظائف التربية والتعليم حتى صارت وكيلة للمدرسة ثم ناظرة لها حتى خرجت على المعاش منذ ثمانى سنوات !

إننى أستشعر دموع الحاجة هنية وهى تحكى لى عن ابنها الوحيد ..

اختار محمد ابنى كلية الحقوق وتفوق فيها ثم تخرج وعمل فى إحدى الشركات المصرية وذات يوم زارتنى صديقة كويتية لم تنس عشرتنا القديمة بالكويت وبالصدفة عرفت أن ابنى يعمل محامياً وكان زوجها وابنها من كبار المحامين بالكويت فاتصلت بابنها الذى طلب منها أن تعرض على محمد ابنى أن يسافر للكويت للعمل فى المكتب مساعدا لابنها الذى كان والده قد توفى منذ شهور.

وتستطرد .. وافق ابنى على أن يأخذ أجازة بدون مرتب من الشركة ويسافر ولكن بعد أن يتم زواجه من الفتاة التى كان يحبها وكانت عروسه أمامى فتاة جميلة ومن أسرة تضاهى أسرتنا المهم كان صعبا على أن يسافر ويتركنى لكن مصلحته عندى كانت أهم من كل الاعتبارات وكنت لا أزال أعمل فى مدرستى ونجح ابنى نجاحا كبيراً وكانت صديقتى الكويتية وأسرتها يشيدون به وبأسلوبه الحضارى فى العمل والتفاهم مع الناس وكنت سعيدة به جدا حتى علمت بالصدفة من أحد الأقرباء أن زوجة ابنى وكانت فى زيارة قصيرة للقاهرة قد اشترت فيللا فى العين السخنة ودفعت فيها عدة مئات من آلاف الجنيهات .

وقال أيضاً أن الفيللا كتبت باسمها هى !

وتستطرد الحاجة هنية .. لم أنم ليلتها وطلبت ابنى تليفونيا لكى أستفهم منه عن الموضوع وقال لى بالحرف الواحد .

- ياماما باسمى أو باسمها واحد وفى النهاية كله لأولادنا ، ماتشغليش بالك بالحاجات دى!!

قلت له .. ياابنى دا تعبك وشقاك وثمن غربتك .. حافظ على فلوسك ؟

قال بالحرف الواحد .. قلت لك يا أمى ما تقلقيش .. أنا وهى واحد !!

علمت بعد ذلك أن حسابه فى البنوك مشترك بينه وبينها وأنها تغرف من ماله وتعطى أهلها وأنها قد اشترت سيارة جديدة فى القاهرة لإحدى شقيقاتها من مال ابنى بدعوى أنها تستعملها عندما تكون فى القاهرة وأن أختها هى التى تستخرج التراخيص وتراعى السيارة فى غيابها !

وألمح دموع الحاجة هنية وهى تكتب ..

- ماذا أفعل مع هذا النائم فى العسل؟

صحيح أننى غير محتاجة لأى قرش منه ولكن يؤذينى أن زوجته لا تطلعنى على شئ من أحوالهم !! يل أننى ربما لا أعرف بزيارتها للقاهرة إلا بالصدفة أحيانا أو قبل أن تعود للكويت بساعات ولا حديث لها معى سوى إن شاء الله تكونى بخير يا تانت !!

هكذا أجد نفسى فى عزلة عن كل أحوال ابنى وإذا تدخلت يعتبرون هذا تدخلا فى شئونها الخاصة ماذا أفعل وزوجة ابنى تستنزفه وتغرف من ماله بلا حساب؟

 

لا تفعلى شيئاً يا حاجة هنيه استريحى فابنك محمد محام كبير ويعرف مصلحته جيداً وقد نبهته أكثر من مرة لما تفعله زوجته وما تشتريه فقال لك ما معناه أنه غير قلق وأنه متفق معها على هذه الأمور ؟ دعى الأمور تجرى كما يريد ابنك ولا تقلقيه ويكفى أن تنبهيه بين الحين والآخر والباقى على الله وحده وأمرنا لله من قبل ومن بعد .

 

المصدر: سكينة السادات - مجلة حواء
  • Currently 49/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 600 مشاهدة

ساحة النقاش

merag2009

اكييد انا بجد من الى بيحبوكى جدا يكفى انتى ضمن عائله البطل انور السادات

merag000 فى 8 أكتوبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,744,113

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز