إلي كل نفس مهمومة ومتعبة .. تبحـث عن ملجأ آمن تلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه

نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها فإن كانت لديك مشكلة نفسية تحيركنا أرسليها لنا بالبريد العادي أو البريد الأليكتروني .. ونحن في انتظارك

الإنسان خليفة الله فى الأرض أوجده فيها ليعمرها ومنحه أغلى شئ وهو العقل ليفكر وأعطاه الروح ليعيش بها وأعطاه القلب ليحب به ولكى تعرف إنسانا على حقيقته اخترق عقله .. انفذ إلى قلبه .. تلمس روحه.

والعمر الحقيقى للإنسان لا يقاس بعدد سنوات عمره ولكن يقاس بقدر عطائه وتفاعله مع الحياة .. العمر يقاس بقدر العطاء .. وبقدر الأيام الجميلة والسعيدة التى يعيشها الإنسان .

وإذا كان الجمال الحقيقى للمرأة يكتمل فى الأربعين فان الجمال لدى الرجل يبدأ فى الخمسين ويزدهر فى الستين ويستمر فى الارتفاع كلما امتدت سنوات العمر به.. ويخطئ من يتخيل أن قلب الرجل فى الستين يصمت ولا ينبض بالحب .. يخطئ من يتوقع منه أن يعيش بلا أحاسيس وعواطف .. بل بالعكس فإن الرجل فى سن الستين تكون عواطفه وأحاسيسه سخية فياضة فيها احتواء وحنان وإشباع .. فيها دفء وطمأنينة وسلام وأمان ..

وتلك الزوجة التى تشكو من حال زوجها الذى أتم الستين وتتهمه بأن أحاسيسه ومشاعره قد تبلدت بفعل الزمن وبفعل سنوات العمر .. هى لا تدرك أن زوجها مصاب بحالة اكتئاب .. وأن عليها أن تستشير طبيب أمراض نفسية لكى يأخذ بيده ويخرجه من حالة الاكتئاب هذه .. ولكن كيف يكون العلاج ؟!

د. سيد صبحى أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس يقول :

- الإنسان هو العقل .. هو القلب .. هو الروح .. وعلى أى إنسان أن يرتب هذا الثالوث كيف يشاء .. !! وإذا كان الجسد يضمحل كلما تقدم العمر بالإنسان .. فإن العقل والقلب والروح تزداد قوة وجمالا ونضجا وازدهارا إلى حد الإبهار وربما الإعجاز على مستوي البشر . وأخيب طريقة فى ظنى لقياس عمر الإنسان هو أن نقيسه بطريقة مجردة بعدد السنين التى تمر وهذا قياس سطحى ينم عن عدم فهم حقيقى لقيمة الإنسان ودوره على الأرض الذى خلقه الله من أجله .

ولابد لنا ألا نبحث فى عدد سنوات الإنسان ولكن نبحث فى ثراء السنوات .. والثراء يزداد كلما تقدم العمر الزمنى .. فثراء رجل فى الستين أكثر بكثير من ثراء رجل فى الأربعين ودقيقة فى عمر رجل فى الستين تساوى شهرا فى عمر رجل فى الأربعين .. وسبحان الذى جعل للعمر والجسد نهاية .

والفرق بين إنسان وإنسان .. أن هناك إنسان لحظاته فى الحياة لها مضمون عميق فكرا وعاطفة وسلوكا .. ومثل هذا الإنسان تحب أن تعيش معه لحظاته لأنك تشعر بمنعه وهناك إنسان آخر تجلس معه ساعات فتشعر بأنها ساعات ميتة تسقط من عمر الزمان والذاكرة .

والرجل فى سن الستين كثيرا ما يصاب بالاكتئاب .. لأن إحساسا ضخما يتملكه بأنه أصبح بلا قيمة فى الحياة .. وأن دوره قد انتهى .. وأن وجوده أصبح عدما .. وأن دقات ساعة الرحيل قد أوشكت وعليه أن يستعد ليغادر هذه الحياة هذه الحالة النفسية السيئة التى نطلق عليها اكتئاب ما بعد الستين يكون علاجها بسيط للغاية وبعيدا عن العقاقير .. العلاج هنا بالحب .. الحب بكل معانيه .. حب الحياة .. أن يكون هذا الرجل أحد مصادر العطاء أو أحد مصادر الإبداع .. عليه أن يرتبط بصديق .. أو بإنسان يستطيع أن يستخرج كنوز قلبه من العطاء .

الحب معناه بعث الحياة فى العقل والقلب والروح فيدب النشاط والحيوية فى الجسد . والخروج من حالة الاكتئاب هذه هو خروج من ظلام ليل دامس إلى نور الفجر .

هكذا يكون العلاج .. وهكذا يفعل الحب فعل الساحر بالإنسان .. إنسان ما بعد الستين !!

 

المصدر: نبيلة حافظ - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,896,972

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز