الحب كلمة السر التى تفتح كل الأبواب المغلقة .. هو التحدى للمستحيل .. الأمل الذى لا يعرف اليأس.. الكلمة التى تذيب الجليد وتذلل العقبات .. وتجعل الدنيا من حولنا تزهر بألوان الربيع .. والحب هو الرحمة والتسامح والسلام .. ولأن الحب هو كنز الإحساس بالسعادة .. لهذا اجتمعت كل شعوب العالم بالاهتمام به وأصبح لكل منا يوم نحتفل من خلاله بعيد الحب ليكون رمزاً وتذكرة لأن نستعيد الحب من جديد الى حياتنا جميعاً .

عيد مصري

يوم نجتمع فيه على الحب لكل البشر من حولنا لننطلق بقية الأيام وليس يوماً واحدا فقط .. وقد يعلق البعض بأن عيد الحب العالمى يوم 14 فبراير وليس الآن ولكن منذ أكثر من 40 عاما بدأت احتفالات المصريين بعيد الحب المصرى .. عندما ابتكر هذه الفكرة المفكر والكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين وتوأمه على أمين وهما اللذان ابتكرا فكرة عيد الأم ليكون لها عيداً نحتفل به بحبنا لها نعبر فيه عن كل مشاعرنا عرفاناً بعظمة كل أم فيما تقدمه من تضحيات من أجل أبنائها .. بعد أن لاحظ نسيان البعض من الأبناء وليس الكل لهؤلاء ممن أفنوا العمر من أجلنا عندما حضرت إليهم أم مسنة تشكو هجران أبنائها لها ونسيانها .. فجاءت فكرة الاحتفال بكل أم واختيار يوم 21 مارس رمزا لذلك فى استفتاء مع القراء والجمعيات الخيرية الخاصة بالنساء .. وبعدها كانت الفكرة فى إشاعة الحب بين كل الناس وكانت الفكرة قد بدرت إلى ذهن الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين .. عندما اعتصر قلبه الحزن والأسى فى حضوره جنازة إنسان بدون أى حضور .. وكان ذلك فى السبعينات من القرن الماضى .. فبكى وتساءل أين الحب والرحمة أين الوفاء .. متى تجمدت المشاعر ليصبح هذا الحال .. وأطلق الفكرة ليكون عيداً للحب لنستعيد فيه مشاعرنا الفياضة بالحب بالخير بالإخاء بالتكاتف وبالرحمة لإشاعة الحب بين الناس كل الناس وجعل يوم 4 نوفمبر هو يوم عيد الحب الخاص بالمصريين مثل عيد الحب العالمى لنتذكر فيه مشاعرنا الجميلة التى نسيناها أو قد نكون تناسيناها في زحمة الأيام وزحمة المسئوليات وزحام الحياة .. والحب هنا هو عيد ليس فقط للعشاق والمحبين أو الأزواج فقط بل هو عيد حب الأخوة والآباء والأمهات وعيد لكل أفراد الأسرة .. عيد حب لكل الناس من حولنا .. للوطن الذي ننتمى اليه وضحى من أجله أجيالنا بكل غالٍ ونفيس بالأرواح .. وبالدم عيد تنتعش فيه مشاعر الحب من جديد بيننا .. بين الجميع .. لتجرف فى طريقها كل الضغائن والأحقاد .. كل الأنانية والكراهية أمام فيضان الحب بما يحمله لنا من مودة ورحمة وصفاء من خير لكل البشر .. من تسامح وسلام عندها ستشرق الحياة من جديد.. سنخرج من عنق الزجاجة ومن كل العقبات والتحديات .. فالبحب سيمد كل منا يده للآخر يأخذ بيده ليسعده ويسعد آخرين معه .. نمد أيدينا الى الشباب فى مشاريع تتحدى البطالة واليأس والإحباط .. نخلق معهم بعقولهم المفكرة وطاقاتهم التى ليس لها حدود .. لتحيل التراب ذهباً.. إنها حقيقة وليست خيالاً .. ولننظر إلى الأبحاث والاكتشافات التى يحققها شبابنا المصرى فى كل مكان وليس فقط من خلال علمائنا وعالماتنا فى الجامعات ومراكز الأبحاث عندما يتوفر لهم ولو أقل القليل لنخرج الفكرة إلى حيز التنفيذ لتحيل التراب والمخلفات الى مصنوعات ومواد بالغة القيمة وتدر عليهم وعلينا جميعا عملة صعبة إذا ما انتجناها بدلا من مواد أخرى نستوردها .. أو أنها توفر لنا الكثير .. ونظرة إلى تدوير مخلفات قش الأرز فبدلا من حرقها وما تسببه من سحابة سوداء أو مشاكل كثيرة يمكن تصنيعها كعلف للحيوانات .. أو فى الصناعات اليدوية الكثيرة أو كتربة لزراعة نبات عش الغراب الغنى بالقيمة البروتينية كمشروع للشباب غير مكلف.

ورد النيل

بالحب يجتمع الشباب لتصنيع الأخشاب المصنعة لو توافرت الامكانيات المادية ولنحيل ورد النيل الذى يعوق سريان الملاحة فى النهر العظيم ويمتص الكثير من مياهه الى أخشاب مصنعة قوية لأثاث منزلى فى متناول محدودى الدخل من الشباب وهى أفكار لأبحاث خرجت بالفعل من عقول علمائنا الشباب والشابات فى المركز القومى للبحوث والعلوم هى وغيرها .. ممن قدموا أرزاً ذا انتاجية غزيرة بكميات مياه موفرة تصل إلى النصف .. وآخرون ينتجون المواد المولدة للطاقة من بعض النباتات وأيضا غيرها من تخمر الفضلات الغذائية واستخدامها فى الريف والقرى والأماكن البعيدة مع مزارع الشباب وبذلك يستهلكون هذه القمامة فى أغراض مفيدة بدلا من تلوث البيئة من حولهم .

مشاريع أخرى كثيرة تحتاج الى من يمد يديه بالحب فى كل مكان على أرض مصر.. ونحمد الله على دعمه لنا وخيره الوفير بمنجم ابو السكرى للذهب وانتاجه الوفير من ملايين الأوقيات الذهبية .. بالحب نمد أيدينا إلى كل من يحتاج الينا من هؤلاء الذين حرموا حنان الأب أو الأم نمدهم بلمسة حنان نربت بها على وجه طفل يتيم لتشع فى قلبه أملا جديدا .. نساعده ونعينه على أمور حياته ليصبح شاباً محباً لمن حوله نافعاً لنفسه ولبلده فبالحب لن نتركه وحيدا يصارع الحياة .. نعين أمه على أن تكمل رحلتها معه ومع أبنائها جميعاً .

بالحب نمد أيدينا إلى هذا الرجل المسن أو الضعيف أو المريض نمده بالعلاج أو نتكاتف لبناء مستشفى مع جهود الجمعيات الأهلية ومؤسسات الدولة لنخفف عنه آلامه - أو نساعد بمجهودنا.. نتطوع بخدماتنا لمن لا يقدر على تقديم المال وهو أمر له دور كبير فى شفاء مرضانا بإذن الله لدعم هؤلاء المرضى الذين يحتاجون للدعم المعنوى والجهد التطوعى وليس فقط الدعم المادى .. بل نقنع بهذه المشاعر الجميلة من السعادة التى تغمرنا مع احساسنا أننا نفعل شيئاً سعادتنا مع دعواتهم لنا بالتوفيق ونحن ندعو لهم بالشفاء .. فالحب يعنى العطاء .. يعنى الاحتواء .. تراجع الأنانية أمام نبض المشاعر .. الحب هو الشحنة الكهربية التى تهز وجودنا فلا نرضى بغير الأمان والسلام.. والحب أسلوب حياة لحل مايواجهنا من تحديات ما أحوجنا إلى الحب فى هذه الأيام نواجه به العنف والجريمة والعدوان .. فقط فلنتكاتف جميعاً على البر والخير فالحب أكبر من جميع الأزمنة .. والحب أكبر من جميع الأمكنة والحب حمامة السلام النى علينا جميعاً أن نحميها لتظل رمزاً للمودة والسلام.

فى تونس.. المرأة شريك فى الرخاء والتنمية

اجتمعت المرأة العربية من أجل قضية بلادها الحيوية .. قضية التنمية والتى تعد السبيل الأساسى لرخاء بلادها .. كان هذا فى المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية بتونس والذى ضم السيدات الأول مع ممثلات المرأة بالوطن العربى .. وقد أعلن المرأة شريكاً أساسىاً فى التنمية المستدامة .. وذلك سواء من خلال دورها فى صنع وصياغة القرار فى العمل من أجل التصرف واستغلال الموارد .. وبلورة الرؤى العربية المستقبلية المشتركة حول دور المرأة فى التنمية.. جاء المؤتمر برئاسة السيدة ليلى بن على حرم رئيس جمهورية تونس .

 

 

المصدر: رئيس التحرير ايمان حمزة - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,263,766

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز